في ظل الإعلانات الطبية المضللة ..شركة جوجل تتخذ إجراءاتٍ صارمة ضد الإعلانات الوهمية

اتخذت شركة جوجل إجراءاتٍ صارمة ضد الإعلانات الوهمية المنتشرة، والتي تروج للعلاجات الطبية غير المكتملة أو غير المعتمدة من قبل الهيئات الطبية الرسمية، وهي خطوةٌ قد تؤثر على نسبة الترويج لمئاتٍ من علاجات الخلايا الجذعية التي يتم الإعلان عنها عبر الإنترنت.

وفي نهاية شهر أكتوبر، توقف عملاق البحث عبر الإنترنت Google عن قبول إعلانات التقنيات الطبية غير المثبتة أو التجريبية، وفقاً لبيانٍ صادر عن الشركة.

وقالت غوغل إنها اتخذت هذه الخطوة بعد أن شهدت ارتفاعاً في عدد الاعلانات المغشوشة والمفبركة، والتي تقدم علاجاتٍ "خادعة" و"غير مجربة" قد تؤدي إلى الضرر بالشركات الرسمية وحياة المرضى الذين قد يتعاطوا معها دون استشارةٍ طبية.

وظهرت قضية العيادات التي تستخدم علاجات الخلايا الجذعية هذا الأسبوع خلال جلسة استماعٍ أمام مجلس الشيوخ للرئيس الجديد لإدارة الأغذية ويبالعقاقير الأمريكية يوم الأربعاء الماضي.

وقال السناتور لامار ألكساندر: "لقد اتخذت إدارة الأغذية و العقاقير الأمريكية إجراءات إنفاذٍ جديدة ضد العيادات التي تقدم علاجات الخلايا الجذعية والمصنعين الذين يضللون الناس، ومن ناحيةٍ أخرى، لدينا إعلاناتٍ تخص مرضى السكري تقول بأن الطب التجديدي قد يعيد البنكرياس أو يوقف جراح زراعة القلب عن طريق استعادة القلب لحيويته عبر تناولها، فهل ستلتزم بأخذ وعد الطب التجديدي وأدوية الخلايا الجذعية بجدية وتحارب الاعلانات الترويجية الخادعة أم لا ؟"

وأجاب الدكتور ستيفن هان، مرشح الرئيس ترامب لقيادة إدارة الأغذية والعقاقير، أنه سيلتزم بفعل ذلك بكل تأكيد.

كما تضاعف عدد عيادات الخلايا الجذعية في الولايات المتحدة كل عام ابتداءً من سنة 2009 إلى 2014، وفقاً لتقرير نشر في مجلة الطب التجديدي.

وتقوم مراكز طبية شهيرة مثل Mayo Clinic بالبحث في علاجات الخلايا الجذعية لحالاتٍ مرضية متنوعة مثل التهاب المفاصل ومشاكل القلب.

ولكن مع زيادة عدد إعلانات عيادات الخلايا الجذعية غير المنتمية إلى المراكز الطبية، أثار مخاوفاٌ جدية.

وفي عام 2017، ذكرت مجلة نيوإنجلند الطبية أن ثلاث نساء قد أصبن بالعمى الفعلي بعد خضوعهم للعلاجات الجذعية غير المؤكدة التي تضمنت حقن الدهون في أعينهم . مما أدى إلى زيادة التدقيق من قبل إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية، والتي فازت في يونيو الماضي بحكمٍ قضائي يسمح للوكالة بتنظيم العلاجات في عيادة فلوريدا حيث أصيبت النساء الثلاث.

ولم تتم الموافقة على منتجات الخلايا الجذعية إلا لاستخدامين من قِبل الإدارة وهما: لسرطانات الدم وبعض الاضطرابات المناعية. ولكن ذلك لم يمنع بعض مقدمي الخدمات من المطالبة بأن علاجهم للخلايا الجذعية يمكن أن "يشفي" مجموعةً واسعة من الحالات المرضية، بدءاً من الضمور البقعي إلى التصلب المتعدد، وبالإضافة إلى أن العلاجات غير الموافق عليها ليست فعالةً فحسب، فهي قد تشكل مخاطر صحية خطيرة على من قد يستخدمها.

ما هي الخلايا الجذعية، وماذا يمكن أن تفعل؟
الخلايا الجذعية هي خلايا متناهية الصغر، ويمكن أن تتطور إلى خلايا متخصصة، مثل خلايا الدم وخلايا العظام وخلايا المخ.

ووفقاً لإدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية، فإن الخلايا الجذعية لديها القدرة على استبدال الخلايا الأخرى وإصلاحها واستعادتها وتجديدها، وربما يمكن استخدامها لعلاج عدد من الحالات الطبية.

كما أن المنتجات الوحيدة المستندة إلى الخلايا الجذعية والمعتمدة حالياً من قِبل إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية تتكون من خلايا جذعية للدم والمشتقة من دم الحبل السري.

وعادةً ما تستخدم هذه المنتجات في المرضى الذين يعانون من سرطانات الدم، مثل سرطان الدم واضطرابات المناعة، وبالنسبة للمرضى المصابين بسرطانات الدم، على سبيل المثال، يتم استخدام الخلايا الجذعية بعد العلاج الكيميائي لتجديد خلايا الدم التي تم تدميرها أثناء العلاج.

كما يتم دراسة استخداماتٍ أخرى لها في الوقت الراهن، حيث يوجد حالياً أكثر من 650 تجربة سريرية نشطة لعلاجات الخلايا الجذعية، والتي تبحث في عددٍ لا يحصى من الحالات المرضية بما في ذلك الفشل الكلوي ومرض كرون، حيث أن الغرض من التجارب السريرية هو تحديد ما إذا كان العلاج يعمل أم لا.

وقال الدكتور بيتر ماركس، مدير البيولوجيا في إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية: "يجب أن يفهم الناس أنهم يحاولون القيام بشيءٍ يمكن أن يكون له فائدة، ولكننا لا نعرف أن الفائدة موجودة حقاً، مما يعني أنه ينبغي عليهم فهم المخاطر المترتبة على الأمر أيضاً".

وأضاف ماركس: "إننا في الإدارة نبذل قصارى جهدنا للتأكد من أن الناس سيكونون آمنين عندما يحصلون على منتجات تجريبية ضمن تجاربنا السريرية، فعندما يتم استخدام منتجٍ ما في تجربة سريرية، يمكن لإدارة الأغذية والعقاقير مراقبته للتأكد من أنه آمن والتدخل في حالة حدوث أعراض ما".

البقاء آمناً عند التفكير في استخدام الخلايا الجذعية
بالنسبة للمرضى الذين يفكرون في علاج الخلايا الجذعية، توصي إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية بسؤال مقدم الرعاية الصحية إذا كانت الإدارة قد راجعت العلاج وأبدت موافقتها عليه أم لا.

كما وينطبق هذا أيضاً على علاجات الخلايا الجذعية التي تستخدم خلايا الشخص نفسه.

ووفقاً لموقع الإدارة: "قد يتم إخبارك أنه نظراً لأن هذه الخلايا هي خلايا مأخوذة من جسمك، فلن تحتاج إدارة الأغذية والعقاقير إلى مراجعة العلاج أو الموافقة عليه، وهذا غير صحيح البتة.

وقال الدكتور شاين شابيرو، المدير الطبي في برنامج العلاجات التجديدية في مايو كلينيك في جاكسونفيل بولاية فلوريدا: "لقد أعطت إدارة الغذاء والعقاقير الأمريكية خارطة الطريق هذه حول كيفية تقديم واستخدام هذه العلاجات بطريقةٍ مسؤولة وآمنة على حياة المرضى ". كما يوصي شابيرو بالذهاب إلى عيادةٍ أو طبيبٍ لديه خبرةٌ في المرض أو الإصابة التي يقدمون منتجات الخلايا الجذعية لعلاجها.

وأضاف: "أعتقد أنه من المهم الإشارة إلى أنه عندما نرى مريضاً في عيادتنا، فهم ما زالوا يتابعون لدى شخصٍ يتمتع بخبرة طبيب متخصص في المرض الذين هم مصابين به".