علوم

كيف تحمي طفلك من فيروس نقص المناعة ومتى يجب البدء في العلاج؟ إليك الإجابة

28 تشرين الثاني 2019 13:48

خلص باحثون، إلى أنه عندما يولد أطفالٌ مصابون بفيروس نقص المناعة البشري، فإن بدء العلاج في غضون ساعاتٍ إلى أيام أفضل من الانتظار حتى الأسابيع القليلة أو الأشهر القادمة، حسبما تجري العادة في العديد من ا

خلص باحثون، إلى أنه عندما يولد أطفالٌ مصابون بفيروس نقص المناعة البشري، فإن بدء العلاج في غضون ساعاتٍ إلى أيام أفضل من الانتظار حتى الأسابيع القليلة أو الأشهر القادمة، حسبما تجري العادة في العديد من البلدان.

فقد أظهرت النتائج التي توصلت إليها دراسةٌ صغيرة فريدةٌ من نوعها في جامعة بوتسوانا، كيف يمكنها أن تؤثر على الرعاية في أفريقيا وغيرها من المناطق المتضررة بشدة من الفيروس. كما أنها قد تقدم فكرةً داعمة وتساعد في بحث العلماء عن علاج.

حيث وجد الفريق الذي تقوده جامعة "هارفارد" أشكالاً مبكرة للعلاج المبكر لكيفية تجذر فيروس نقص المناعة البشرية في جسم المولود الجديد، مما قلص المخزون الفيروسي الكامن في الجسم، وعلى استعداد للارتداد إذا توقف هؤلاء الأمهات عن تناول الأدوية.

وقال الدكتور دانييل كوريتزكس من مستشفى "بريجهام" للنساء في بوسطن، والذي شارك في تأليف الدراسة: "  لا نعتقد أن التدخل الحالي علاجيٌ بحد ذاته، لكنه يمهد الطريق لمحاولاتٍ مستقبلية لإيجاد علاج ناجع للفيروس ".

إن إعطاء الحوامل مجموعةً من العقاقير المضادة للفيروس يمكن أن يمنعهن من نقل الفيروس إلى أطفالهن الذين لم يولدوا بعد، وهي خطوةٌ خفضت بشكلٍ كبيرٍ عدد الأطفال الذين يولدون حاملين للفيروس في جميع أنحاء العالم . ومع ذلك، يقدر أن ما بين 300 إلى 500 رضيع في أفريقيا بجنوب الصحراء الكبرى يصابون بالفيروس كل يوم.

وقد عرف الأطباء منذ فترةٍ طويلة أن علاج الأطفال في الأسابيع الأولى حتى الأشهر الأولى من حياتهم أمرٌ مهمٌ للغاية، لأن أجهزة المناعة النامية لديهم معرضةٌ بشكلٍ خاص لفيروس نقص المناعة البشرية. لكن رضيعاً أطلق عليه اسم "طفل المسيسيبي" أثار سؤالاً حاسماً: "هل يجب أن يبدأ العلاج حتى قبل ذلك؟"، حيث تلقى الطفل مزيجاً من العقاقير الثلاث في غضون 30 ساعة من ولادته في يوليو 2010، وهو أمرٌ غير معتاد للغاية في ذلك الوقت. ثم أوقفت عائلتها العلاج عندما كانت طفلة صغيرة، ومع ذلك ظل فيروس نقص المناعة البشرية لديها في حالة سكون و جمود لمدة 27 شهراً قبل أن تعود إلى العلاج مرة أخرى .

لقد كانت دراسة بوتسوانا واحدةً من العديد من الدراسات التي مولتها معاهد الصحة الوطنية بالولايات المتحدة بعد أن علم الأطباء بحالة طفل المسيسيبي العجيبة، لاستكشاف مزيدٍ من العلاج المبكر لهذا الفيروس الخطير .

وقالت الدكتورة ديبورا بيرساود، أخصائية فيروس نقص المناعة البشرية لدى الأطفال بجامعة جونز هوبكنز، أن هذه النتائج مشجعة، وعلى الرغم من أنها لم تشارك في دراسة بوتسوانا، إلا أنها ساعدت في تقييم طفل المسيسيبي.

وقالت بيرساود:  "أظهرت الدراسة أن ما افترضناه قد حدث لدى طفل المسيسيبي، حيث أن العلاج المبكر للغاية يمنع حقاً من إنشاء خلايا الفيروس الكامنة التي عاشت طويلاً، والتي تشكل حالياً عائقاً أمام القضاء على فيروس نقص المناعة البشرية بشكل كامل لدى المرضى". كما وحذرت من أن العلاج المبكر مهمٌ للغاية، لكن الوقاية يجب أن تظل على رأس الأولوية دائماً.

في بوتسوانا ، اختبر الباحثون الأطفال حديثي الولادة الأكثر عرضةً للخطر ، حيث سجلوا 40 مولوداً حاملين لفيروس نقص المناعة البشرية ، و عالجوهم في فترة زمنية امتدت من ساعاتٍ إلى بضعة أيام ، و تتبعوهم لمدة عامين . و يوم الأربعاء ، أبلغوا عن نتائج المرضى العشرة الأوائل ، و قارنوهم مع 10 أطفال يتلقون رعاية منتظمة ، بدؤوا العلاج عندما كان عمرهم بضعة أشهر .

وقد تم اعطاء أدوية فيروس نقص المناعة البشرية التجريبية لكلا المجموعتين البشرية الكامن في دمائهم ، حسبما ذكر الباحثون في مجلة " Science Translational Medicine".

 

كما حصل الأطفال الذين عولجوا في وقت مبكرٍ على فائدة أخرى، حيث طوروا أداءً طبيعياً أكبر لبعض الأجزاء الرئيسية في الجهاز المناعي.

فالسؤال الكبير هنا هو: هل تقلص مخزون فيروس نقص المناعة البشرية لدى أولئك الأطفال بشكلٍ كافٍ لإحداث فرقٍ طويل الأجل؟. لاكتشاف ذلك، سيقوم الباحثون في العام المقبل بتزويد هؤلاء الأطفال بالأجسام المضادة التجريبية المصممة للمساعدة في مراقبة فيروس نقص المناعة البشرية،  واختبار كيفية تأثرهم بتوقفٍ مؤقتٍ لعقاقيرهم المضادة للفيروس.

في الولايات المتحدة وأوروبا وجنوب إفريقيا، أصبح من الشائع اختبار الرضع المعرضين لخطر كونهم حاملين لمثل هذا الفيروس عند الولادة. ولكن في معظم البلدان ذات الدخل المنخفض، لا يتم اختبار الأطفال حتى يبلغ عمرهم من 4 إلى 6 أسابيع، وفقاً للدكتور روجر شابيرو، المؤلف المشارك في الدراسة، والمتخصص في الأمراض المعدية بجامعة هارفارد.