أخبار

كاتب إسرائيلي: ترامب يهتم بنفسه حصراً لا بإسرائيل

7 كانون الأول 2019 09:39

قال كاتب إسرائيلي أن الرئيس الأمريكي لا يهتم بـ "إسرائيل" لذاتها، وأن صراعها مع الفلسطينين لا يعنيه بشكل حقيقي، إنما هو مهتم باستخدام "اليهود الأرثوذكس" لبناء شعبيةٍ كبيرة تأمن له البقاء أكبر فترة ممك

قال كاتب إسرائيلي أن الرئيس الأمريكي لا يهتم بـ "إسرائيل" لذاتها، وأن صراعها مع الفلسطينين لا يعنيه بشكل حقيقي، إنما هو مهتم باستخدام "اليهود الأرثوذكس" لبناء شعبيةٍ كبيرة تأمن له البقاء أكبر فترة ممكنة في البيت الأبيض.

وأكد "تسيبي شميلوفيتز" أن معلومات ترامب عن حيثيات الصراع الفلسطيني سطحية جداً، لأنها لا تعنيه، أي ليس لها مردود مادي عليه، ونوّه أن ترامب الذي يحظى بشعبية كبيرة في دولة الاحتلال، قد ساهم في تدمير تعاطف الحزبين الكبيرين في أمريكا مع "إسرائيل".


وفيما يلي النص الكامل للمقال الذي ترجمته "النهضة نيوز" :

تتكون القاعدة السياسية للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" من ثلاث مجموعاتٍ رئيسية، ألا وهي الرجال البيض غير المتعلمين، والمسيحيون الإنجيليين واليهود الأرثوذكس. وهذا تحالفٌ ثلاثيٌ غريب بعض الشيء، و لكن هذا التحالف هوالقاعدة الجماهيرية والسياسية التي يستهدفها ترامب للحصول على التأييد الجماهيري في كل قرارٍ سياسي يتخذه؛ كي يبقى محافظاً على منصبه .

كما أنهم يقدمون له الدعم المطلق، والذي لولاه لما كان قد انتخب رئيساً للولايات المتحدة في عام 2016، ولن يكون لديه أي فرصة لإعادة انتخابه العام المقبل، وهذا الأمر يعرفه ترامب جيداً. فالأمريكيون الذين ينتمون إلى هذا المثلث هم الوحيدون الذين يحرص ترامب على عدم الإساءة إليهم، وهم أيضاً الذين يسعى أن يكون ظاهراً بشكلٍ دائم أمامهم و يتواجد بينهم .

ففي الأسبوع الماضي، ألقى الرئيس الأمريكي خطاباً أمام مؤيدي الجالية اليهودية الأرثوذكسية المتطرفة في نيويورك، وناقش وضع "إسرائيل" بشكل علني لأول مرة منذ أسابيع . حيث قال نكتةً سيئة عن الوضع السياسي الإسرائيلي غير المستقر، قال: "ما زالوا يجرون انتخاباتٍ و لكن لا أحد يُنتخب حقاً "، بينما حصل هو على نسبة تأييدٍ تصل إلى 95 % في "إسرائيل" حسب قوله .

لكن اللحظة الأمثل التي أظهرت حقاً ميول ترامب تجاه ما يحدث، كانت عندما تحدث عن الوضع الأمني ​​في جنوب دولة الاحتلال، كما لو أنه كان مراسلاً صحفياً يغطى الأوضاع من قلب الحدث، حيث قال: " الوضع جنوني، فالصواريخ تتطاير وإسرائيل ترد بإطلاق النار من جديد"

و المعروف أيضاً أن ترامب يوفر روتينه الإخباري في القضايا التي لا تهمه، ولا يهتم بأي موقف تقريباً لا يؤثر عليه شخصياً، لأن الشيء الوحيد الذي يهتم به دونالد ترامب هو نفسه فقط .

فكل ما يجري بين الإسرائيليين والفلسطينيين لا يهمه البتة و لا تربطه به أي علاقة أو أدنى اهتمام، وذلك لأنه لن يستطيع أن يكسب أي أموال من ذلك، و لأن الأمر ليس ذي فائدة سياسية تعود عليه بالنفع. و لكن ربما سيتدخل أو يشعر ببعض الاهتمام حول الأمر إن اعتقد أنه قد يحصل على جائزة نوبل للسلام، و لكن في حقيقة الأمر فهو يعلم أن ذلك لن يحدث .

اعلامياً، يبدو أنر قرار انسحاب ترامب من الشرق الأوسط يتماشى مع مقاربته الانفصالية وجملته المعهودة منذ حملته الانتخابية " أمريكا أولاً "، والتي ساعدته على تولي المكتب البيضاوي في المقام الأول .

ولكن في الواقع، فإن ترامب لم ينسحب من الشرق الأوسط أساساً، بل قام بإعادة نشر القوات الأمريكية فحسب. فقد أرسل الآلاف من الجنود الأمريكيين إلى المملكة العربية السعودية بناءً على طلب صديقه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، و قرار سحب القوات الأمريكية من المنطقة الكردية في سوريا بطلبٍ من حاكمٍ استبدادي آخر هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان .

ومن ناحيةٍ أخرى، فإن تجاهل ترامب لما يحدث في "إسرائيل" ينبع بشكلٍ رئيسيٍ من عدم اهتمامه بما يحصل هناك في الأساس. فهو الآن لديه ضغطٌ سياسيٌ يكفيه بسبب قضايا المسائلة التي تلوح له في الأفق القريب بعد كل شيء. لكن الشيء الأكيد هو أن دونالد ترامب لا يهتم حقاً بإسرائيل، وهو بالتأكيد لا يهتم بما سيحدث بعد يومٍ من مغادرته البيت الأبيض .

فما يبدو وكأنه دعمٌ غير مشروط من جانب ترامب لإسرائيل ونتنياهو، هو في المقام الأول آلية البقاء السياسي الشخصية، والحفاظ على اليمين المسيحي واليهود الأرثوذكس متحدين بالكامل وراءه ظهره كقاعدة جماهيرية سياسية يرتكز عليها ليبقى في منصبه أطول فترةٍ ممكنة.

و هذا يدفع الكثير للشك والاعتقاد الخاطئ بأن سياسة ترامب، تبدو كأنها شيكٌ مفتوح يقدمه لـ "إسرائيل" على مدى السنوات الثلاث الماضية و يسمح له باجتياح جزءٍ آخر مهم من قاعدة مؤيديه المبطنة، ألا و هي قضية معاداة السامية. فـ "إسرائيل" هي واحدة ٌمن الدول القليلة في العالم التي يحظى فيها ترامب بشعبيةٍ كبيرة، وربما نقله السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس يبرر هذه الشعبية، و لكن على طول السنوات السابقة ، فالدعم الذي كانت تحصل عليه "إسرائيل" من الحزبين الأمريكيين الرئيسيين، الديمقراطي والجمهوري ، قد دُمر تماماً .

و الجدير بالذكر أنه إن أردنا تقييم سياسة "ترامب" على المستوى الشخصي الغريزي، والذي يتصرف بناءً عليه بما نسبته 90%، فهو ببساطةٍ يحتقر المسلمين والعرب، حتى أولئك الذين يتعامل معهم .