علوم

معرفة هدفك في الحياة سيحسن حالتك الصحية

11 كانون الأول 2019 17:45

العديد منا يشعر في العديد من الأوقات بأنه يجهل تماماً سبب وجوده في هذه الحياة، حيث يمكن أن يشعر كلٌ منا بأنه يعلم إجابة هذا السؤال بشكلٍ يومي اعتماداً على حالتنا الشعورية المتقلبة. مؤخراً، وجدت در

العديد منا يشعر في العديد من الأوقات بأنه يجهل تماماً سبب وجوده في هذه الحياة، حيث يمكن أن يشعر كلٌ منا بأنه يعلم إجابة هذا السؤال بشكلٍ يومي اعتماداً على حالتنا الشعورية المتقلبة.

مؤخراً، وجدت دراسةٌ جديدة أنك إن قمت بإيجاد وتحديد معنى وهدف وجودك في هذه الحياة، فمن المرجح أن يؤثر ذلك إيجابياً ويحسن صحتك العقلية والجسدية بشكلٍ لا تتوقعه.

و من ناحيةٍ أخرى فإن الأشخاص الذين يبحثون بلا كللٍ عن معنى حياتهم هم أكثر عرضةً للوصول إلى حالاتٍ صحية سيئة، فنضالهم لإيجاد هدفٍ لحياتهم يؤثر سلباً على مزاجهم وعلاقاتهم الاجتماعية وصحتهم النفسية وقدرتهم على التفكير والعقل.

وقد قال المؤلف الرئيسية لهذه الدراسة الدكتور ديليب جيستي  العميد المساعد لمركز الشيخوخة الصحية بكلية الطب بجامعة كاليفورنيا: "وجدنا أن إدراك الشخص أو معرفته بهدفه الحياتي أو بسبب وجوده مرتبطٌ بتحسين الأداء البدني والأداء العقلي. فكثيرون يفكرون في المعنى والهدف من الحياة من منظورٍ فلسفي، لكن المعنى في الحياة يرتبط بصحةٍ أفضل، وربما بالصحة الجسدية، وطول العمر . فأولئك الذين لديهم معنى للحياة يعيشون أكثر سعادةً و صحة من أولئك الذين لا يمتلكون هدفاً أو معنى لحياتهم ".

يأتي هذا الاستنتاج من دراسةٍ استمرت ثلاث سنوات، و التي شملت أكثر من 1000 شخص في سن 21 عاماً وما فوق، و جميعهم يعيشون في مقاطعة سان دييغو. 

وقد قال جاستي أن المعنى في الحياة مفهومٌ فردي للغاية ويختلف اختلافاً كلياً من شخصٍ لآخر. حيث يمكن للبعض استخلاصه من إيمانه أو من عائلته، من عمله أو خدمة مجتمعه، أو من دوره في المجتمع. كما ووجد جيستي وزملاؤه أنه مع تقدم الناس في السن ، يميلون إلى اتباع منحنى على شكل حرف U في بحثهم عن معنى في الحياة ، أي بشكلٍ إيجابي.

وتشير الدراسة أيضاَ إلى أن البحث عن المعنى يرتفع في سن البلوغ، حيث يتخذ الناس قراراتٍ حاسمة وأساسية بشأن الحياة المهنية والتعليم والأسرة التي ستشكل بقية حياتهم .

وقال جستي عن الأشخاصٍ في العشرينات من العمر: "هذه فترة تتميز بالقلق الشديد . فأنت تبحث بشكلٍ يائسٍ عن معنى الوجود ، لكنك لم تجده".

كما وجد الباحثون أنه مع تقدم الناس في العمر واستقرارهم في حياتهم ، فإنهم أكثر عرضةً لاكتشاف الأشياء التي تعطي معنى وهدف واضح لحياتهم. و لكن بعد ذلك، عندما يدخل الناس في سن الشيخوخة، فإن البحث عن معنى الحياة يبدأ من جديد في الظهور بداخلهم، كما تظهر النتائج.

وأظهرت الدراسة أيضاً أن الرضا عن الحياة يرتبط بصحةٍ جسدية وعقلية أفضل، في حين أن البحث المستمر عن معنى الحياة يرتبط بالصحة العقلية السيئة ووظيفة الدماغ الأقل فعالية.

إذن ما الذي يمكنك القيام به لتزويد نفسك بفهمٍ أكثر وضوحٍ للهدف و المعنى من حياتك و وجودك؟

يقترح جيستي أن التأمل وبعض الصلوات كما في بعض الديانات توفر نفس الهدف المرجو في الاسترخاء وإيجاد الهدف أوالمعنى للحياة من الإيمان، فهي توفر لك رفاهية قبول الأشياء التي لا يمكنك تغييرها في الحياة، و تدفعك للعمل على تحسين الأشياء التي تستطيع تغييرها.

ومن جانبه يقول الدكتور فيليب موسكين وهو أستاذ الطب النفسي في المركز الطبي بجامعة كولومبيا بمدينة نيويورك: "اسأل نفسك السؤال الصعب. ما الذي أريد الخروج منه؟ ".

وبحسب وصفه المعنى الحقيقي للحياة يمكن أن يأتي من العديد من المصادر المختلفة، و إذا كنت تشعر حقاً أنك لا تملك معنى للحياة، فيجب عليك الجلوس مع شخص ما وإجراء المحادثة العميقة.

وأضاف موسكين أن الأشخاص في منتصف العمر يمكنهم الحفاظ على معنى الحياة الذي وجدوه في الحياة من خلال وضع خططٍ صلبة لما سيفعلونه في المستقبل أي بعد التقاعد.