أخبار لبنان

باسيل خارج الحكومة .. ماذا تبقى للحريري؟

يوسف فارس

13 كانون الأول 2019 01:05

بإعلانه أنه لن يشارك وتياره في الحكومة المرتقبة، أزال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، "العقدة" من "منشار الحريري"، قدم الرجل الذي أبدى "الشيخ سعد" عناداً في رفض توزيره نفسه ومستقبله

بإعلانه أنه لن يشارك وتياره في الحكومة المرتقبة، أزال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، "العقدة" من "منشار الحريري"، قدم الرجل الذي أبدى "الشيخ سعد" عناداً في رفض توزيره نفسه ومستقبله السياسي قرباناً لإنقاذ البلاد، التي لا يبالي "تيار المستقبل" بمصيرها، فهي من وجهة نظر باسيل: تخسر في كل يوم تعيش فيه الفراغ (..) يفقد الناس أعمالهم، وباب الحل هو تشكيل حكومة المسار الصحيح.

تكتّل "لبنان القوي" إلى المعارضة إذاً، بالضبط كما تمنى النائب السابق مصطفى علوش في تعليقه على رسالة بري لباسيل يوم أمس، "علوش" ومن خلفه تيار المستقبل، صنعوا خصومهم، وألبسوا اقصائهم من الحكومة المنتظرة، لباس المطلب الجماهيري، قبل باسيل ذلك، وأوضح في المؤتمر الذي زف فيه "البشارة" للمستقبل، بأن اتفاق العام 2016 قام على تقوية الدولة، وليس على المحاصصة والتسويات، وإذا كان "الناس" قد ظنوا حينها أن ثمة مصالح  مع "الحريري" "فلماذا أتعرض للإغتيال السياسي من قبل ذات المنظومة، لو كنت شريكاً في الفساد؟" تساءل باسيل.

اقرأ أيضاًصراع "كسر العظم" بين الحريري وباسيل

قَبِل الرجل أن يدفع ثمن فشل اتفاق العام 2016، قدم نفسه على مذبح مطالب الشارع، الآمال التي عٌلقت على الحكومة السابقة فشلت وخاب أمرها، الفساد الذي تحميه الطوائف كان أقوى من حملة مكافحته، اعتذر اليوم عن ما سبق، خرج من لعبة المكاسب الفردية التي يديرها "الحريري" عبر حرق رجالاته واحداً تلو الآخر، لكي يبقى هو "بذاته" آخر الخيارات السيئة التي لا بديل عنها، واليوم يعلن أنه لن يكون جزءا من تكرار الفشل.

قدم "باسيل" في مؤتمره الصحافي، مرافعة شرفية مكتملة العناصر، هو لم يكتفي بحرق ما كان يجري خلف الكواليس، إنما قدم تشريحاً دقيقاً لسلوك "الحريري" من يوم استقالته، مروراً بحرقه – الصفدي ثم طبارة ثم الخطيب-، قال: " لا لزوم لحرق اسماء وتدخل صرح ديني متل دار الفتوى لتثبيت المعادلة"  لا داعي لاستجرار - نواف سلام وفؤاد مخزومي- إلى المحرقة؛ في سبيل فهم اللعبة !

اقرأ أيضاً: الصفدي وطبارة وأخيراً سمير الخطيب .. ضحايا الحريري على مذبح "السراي الحكومي"

"مرحلة إلغاء الآخرين انتهت" قال باسيل، مؤكداً أن مساعي ركوب موجة الانتفاضة لضرب "الميثاقية والشراكة الإسلامية المسيحية" لن تفلح، وإذا كان الثمن أن يخرج "وتيار لبنان القوي" خارج الحكومة المنتظرة، فهو ثمن رخيص، مقارنة بخسارة الوفاق الطائفي الذي دفع لبنان ثمنه شلالاً من الدماء، ماذا لدى الحريري لكي يقوله؟

بل، ماذا لدى الحريري لكي يقدمه، وقد "فُصّلت" الحكومة على المقياس الذي يريد. ثمة مصادر إعلامية تحدثت عن لقاء جمع "باسيل" بأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، وهنا، يسهل الربط، بين خروج "الوطني الحر" من الحكومة إلى المعارضة، ولقاء "نصر الله" سيتوقع البعض، ونحن منهم، أن صفقة أو تفاهم ما، بين الحلفاء قد مرر هذا المستجد الصعب، وربما يستفيض "الأمين العام" في خطابه المقرر غداً، في الحديث عن معالم هذا التنازل الجذري، فماذا لدى "الحريري"، أي عقبات سيبتدعها على طريق إطالة أمد الفراغ، وإذا كانت تلك، أي "الارتهان لمخططات الغرب" هي محض تهم يلصقها خصومه به، فإن الميدان صار أمامه فسيحاً كي يثبت خلاف ذلك.