أخبار

غلاء الأسعار يمنع السعوديات من الانضمام للصالات الرياضية

14 كانون الأول 2019 17:05

منذ أن فازت الأميرة ريما بنت بندر بترخيص "الجمنازيوم" وبناء الأندية الرياضية المخصصة للإناث فقط بحلول نهاية عام 2017، زاد عدد صالات الألعاب الرياضية النسائية في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، لك

منذ أن فازت الأميرة ريما بنت بندر بترخيص "الجمنازيوم" وبناء الأندية الرياضية المخصصة للإناث فقط بحلول نهاية عام 2017، زاد عدد صالات الألعاب الرياضية النسائية في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، لكن مع ذلك هناك استياءٌ واسع النطاق بين النساء بسبب ارتفاع أسعار عضوية الاشتراك في الصالات الرياضية، وجودة خدماتها، وكذلك سياساتها المحدودة وكثيرة القيود.

كما أن هناك العديد من الشكاوى التي تسربت إلى الإعلام عبر تعليقات وتغريدات العديد من النساء عبر "تويتر" ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث وافق الكثير منهن على أن الصالات الرياضية الجيدة غالية الثمن، في حين أن الصالات الرخيصة عديمة الجدوى تماماً ومضيعة للمال والوقت. وتقول السيدة هالة العويضي من جدة: "على الرغم من ارتفاع الأسعار، فإن جودة الخدمات المقدمة في بعض الأندية الرياضية سيئة ".

ويتراوح سعر عضوية أندية اللياقة البدنية في المملكة ما بين 900 ريال سعودي (240 دولاراً) إلى 4000 ريال سعودي شهرياً، حيث تختلف الأسعار والخدمات من صالةٍ رياضيةٍ إلى أخرى، والتي تعتمد في كثير من الأحيان على العلامة التجارية و سمعة الصالة والمدربين.

وبعد منح تراخيص لإقامة صالاتٍ رياضية للنساء فقط، قالت الأميرة ريما الرئيسة السابقة لقسم النساء في الهيئة العامة للرياضة، إنها كانت تستهدف ترخيص 500 صالة رياضية متوسطة الحجم بحلول منتصف عام 2018، بالإضافة إلى 47 صالات رياضية موجودة في الأساس.

في حين أظهر مسحٌ أجرته الهيئة العامة السعودية للإحصاء في عام 2018 أن حوالي 91 % من الإناث السعوديات لا يمارسن أي نشاطٍ رياضي، حيث غطى المسح 26000 أسرة تم اختيارها في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية بشكلٍ عشوائي .

ووفقاً للمسح ، فإن عدم وجود مرافقٍ مكيفة  وقريبة من مناطق السكن يعد أحد الأسباب الرئيسية وراء هذه النتيجة، حيث نجد أن 21.7 % من الإناث ذكرن أن عدم وجود مرافق بالقرب من محل إقامتهن هو السبب وراء عدم ممارسة الرياضة، مقارنة بـ 9.6 % من الذكور الذين تحججوا بنفس السبب.

علاوًة على ذلك، أظهرت دراسةٌ حديثة للباحثة السعودية وفاء الشجة حول العوامل الاجتماعية والثقافية التي تؤثر على النشاط البدني للمرأة في المجتمع السعودي، أن 40 % من النساء السعوديات لا يمارسن الرياضة بسبب الأسعار الباهظة لرسوم خدمات الجيم واللياقة البدنية.

وتمثل وجهة النظر هذه عقبةً أمام أهداف الرؤية الاجتماعية لعام 2030، والتي تهدف إلى زيادة نسبة الأفراد الذين يمارسون الرياضة مرةً واحدةً على الأقل في الأسبوع إلى 40 % من السكان في المملكة العربية السعودية.

وقد ذكرت الأبحاث التي نشرتها شركة "كين" للأبحاث في عام 2018، والتي حملت عنوان "توقعات سوق خدمات اللياقة في المملكة العربية السعودية حتى عام 2022"، أن عدد الشباب المتزايد في البلاد، إلى جانب تغيير القوانين الخاصة بالمرأة، قد أفاد سوق الرياضة والصالات الرياضية، وإنه لمن المتوقع أن تزداد الحصة المستقبلية من الإناث في إيرادات خدمات اللياقة البدنية في المملكة العربية السعودية مقارنةً بحصة السكان الذكور.

وفي هذا السياق ما يقرب من 70 % من الأفراد الذين ذهبوا إلى صالات رياضية في عام 2017 كانوا من الرجال، لكن الدراسة الجديدة توقعت أنه بحلول عام 2022 ، ستصل نسبة عضوية الإناث في الصالات الرياضية إلى أقل قليلاً من 50 % بسبب ارتفاع عدد مراكز اللياقة البدنية المخصصة للنساء فقط.

وبدورها قالت المحامية نجود قاسم أن الحصول على ترخيصٍ لصالة ألعاب رياضية للنساء فقط كان عمليةً معقدة في الماضي، وذلك بسبب متطلبات الحكومة التنظيمية العديدة، بالإضافة إلى صعوبة العثور على موظفين للتدريب المهني والرياضي المناسب للتعامل مع النساء، مما أدى إلى عبءٍ ماليٍ كبير على المؤسسات والتأثير على تسعير خدمات الصالة الرياضية وارتفاعها بهذا الشكل الخرافي.

وأضافت قاسم: "لقد أدى العدد المحدود من نوادي اللياقة البدنية النسائية في المملكة إلى ارتفاع رسومها في الماضي"، منوهة أن الوضع الآن مختلفٌ تماماً، فقد تم منح العديد من التصاريح لفتح المزيد من نوادي اللياقة البدنية النسائية، مضيفة أنه مع ذلك فإن ما نراه الآن هو أن الأسعار لم تتأثر كثيراً عما سبق، وموضحة أن على الرغم من العدد المتزايد لهذه الأندية، فإن المالكين يدعمون الأسعار القديمة، وربما يعود ذلك لارتفاع الطلب.