علوم

علماء يخترعون جهاز استشعار مكون من إبرة صغيرة يساعد على التعافي من الأمراض الخطيرة

1 تشرين الأول 2019 15:34

يمكن للمرضى المصابين بأمراض خطيرة الحصول على المساعدة في التعافي بسرعة أكبر بفضل جهاز استشعار يستخدم إبره صغيرة لمراقبة الدواء والتفاعلات التي تنشأ بسبب استخدام المضادات الحيوية ونجاعتها. وقام فريق

يمكن للمرضى المصابين بأمراض خطيرة الحصول على المساعدة في التعافي بسرعة أكبر بفضل جهاز استشعار يستخدم إبره صغيرة لمراقبة الدواء والتفاعلات التي تنشأ بسبب استخدام المضادات الحيوية ونجاعتها.

وقام فريق علمي من كلية إمبريال بلندن بتطوير المستشعر الذي يعمل على أخذ عينات من المضادات الحيوية المعطاة للمرضى باستمرار، حيث يمكن أن يوضح المستشعر كيف كان رد فعل المريض تجاه نوع المضادات الحيوية التي أعطيت له.

وقال الخبراء، إن هذه التقنية تبشر بالخير ولكنها تحتاج إلى مزيد من العمل لجعلها موثوقةً بدرجة كافية لاستخدامها في المستشفيات.

• العينة ثابتة

وقال الدكتور تيموثي راوسون، الذي ساعد في تطوير المستشعر، إن لديه القدرة على تحقيق نتائج بسرعة أكبر بكثير من الممارسة الحالية المتبعة لمراقبة الاستجابة للعلاج، والتي تميل إلى أن تكون أبطأ وتتضمن اختبارات دم متكررة.

وأضاف: "باستخدام رقعة بسيطة تزرع على جلد ذراع المريض، أو يحتمل أن تكون في مكان الإصابة، يمكن أن تخبرنا عن مقدار الدواء الذي يستخدمه الجسم ويزودنا بالمعلومات الطبية الحيوية، مباشرةً دون انتظار كما كان الأمر في الاختبارات والتحاليل القديمة".

ويعتبر المستشعر هو عبارة عن جهاز صغير جداً يحتوي على إبر صغيرة على جانبه السفلي والتي يمكن تغليفها بالأنزيمات المضبوطة لتتفاعل مع الأدوية المختلفة، بينما الإبر المدمجة فيه أرفع عدة مرات من شعر الإنسان وصغيرةٌ بما يكفي للانزلاق بين خلايا الجلد دون ألم، وهذا يتيح لهم أخذ عينات من سوائل الجسم أثناء تدفقها بين الخلايا .

كما تبلغ مجموع ما تستطيع مجموعة من الإبر تحليله من عينات السوائل 200 مرة في الثانية ، ويمكن الكشف عن تغييرات صغيرة تشير إلى كيفية تفاعل خلايا المرضى بعد حقنها بالمضادات الحيوية.

وقال الباحثون، إن المعلومات التي يجمعها المستشعر الجديد يمكن أن تساعد في ضمان حصول المرضى على الكمية المناسبة من المضادات الحيوية ويمكنها أن تكتشف ردود الفعل السلبية بسرعة.

وأضاف الباحثون، أن الاختبارات الحالية تقيس الاستجابات للبنسلين، ولكن يمكن أيضاً تزويد الإبر بالأنزيمات للعديد من أنواع المضادات الحيوية المختلفة.

وحتى الآن، تم استخدام أجهزة استشعار الإبرة الدقيقة لمراقبة مستويات السكر في الدم، ولكن يعتقد أن هذا البحث هو أول استخدام لمثل هذه الأجهزة لرصد استخدام المضادات الحيوية.

وقد تم نشر تفاصيل تجربة طبية صغيرة على التقنية في مجلة lancet الصحية الرقمية على الانترنت.

وقال الباحثون إن المستشعر أنتج نتائج قريبة من "المعيار الذهب" الذي تم الحصول عليه عن طريق اختبارات الدم العادية بل وأكثر دقة.

وقال الدكتور راوسون، أنه إذا أثبتت الاختبارات الواسعة النطاق في المستقبل نجاحها، فإن هذه التكنولوجيا يمكن أن تساعد في الحد من الإصابات من الأمراض المقاومة للأدوية والمضادات الحيوية، والمساعدة في إدارة الإصابات الخطيرة وتوفير أموال وزارة الصحة ومقدمي الرعاية الصحية والمرضى بشكل عام.

وقالت إيدن دورتي، قائدة المجموعة في علوم البيانات الطبية الحيوية في جامعة أكسفورد، إن التجربة أظهرت إمكانات أجهزة الاستشعار القابلة للارتداء لمراقبة الصحة باستمرار دون تعريض المرضى لإجراءات غير سارة أو مؤلمة كالوخز بالإبر مثلا. 

وأكدت دورتي أن البحث كان "دراسةً مبكرة" وهناك حاجة إلى مزيد من العمل لجعل التكنولوجيا موثوقة بدرجة كافية للاستخدام السريري في المستشفيات والمرافق الصحية بشكل أوسع.

وتابعت دورتي لـ BBC: "ستكون هناك حاجةٌ إلى اختبارات سريرية أكبر بكثير في مجموعات معينة من المرضى، مثل أولئك المعرضين لخطر التسمم، وعلى الرغم من التشجيع على استكمال الأبحاث، فإن الأمر سيتطلب سنواتٍ من العمل الدقيق قبل أن يتم استخدام الإبر الدقيقة بشكل روتيني في المستشفيات لمراقبة الأدوية والمضادات الحيوية".