علوم

تعرف على أفضل وقت لتناول أدوية ضغط الدم

24 تشرين الأول 2019 17:42

كشفت دراسة جديدة أن أفضل وقت مناسب لتناول أدوية وعقاقير ضغط الدم، في الليل ما قبل الخلود إلى النوم، بدلاً من تناولها في الصباح، وفقاً للبحث الذي نُشر يوم الثلاثاء في المجلة الأوروبية للقلب. ووجدت ا

كشفت دراسة جديدة أن أفضل وقت مناسب لتناول أدوية وعقاقير ضغط الدم، في الليل ما قبل الخلود إلى النوم، بدلاً من تناولها في الصباح، وفقاً للبحث الذي نُشر يوم الثلاثاء في المجلة الأوروبية للقلب.

ووجدت الدراسة الكبيرة التي شملت أكثر من 19000 مريض يعانون من ارتفاع ضغط الدم أن تناول الدواء قبل الخلود للنوم ليلاً يعطيه مجالاً أكبر للتفاعل والحصول على أكبر فائدة مرجوة منه، فعندما يكون المرضى نائمين، فتأثير تلك الأدوية يقلل من خطر الوفاة والأمراض المرتبطة بالقلب إلى النصف تقريباً.

وقال الباحث الرئيسي في الدراسة الدكتور رامون هيرميدا، مدير مختبرات الهندسة الحيوية وعلم الأحياء الزمني (Chronobiology) بجامعة فيجو في إسبانيا: "إن الدواء نفسه الذي يتم تناوله في أوقات مختلفة من اليوم له بالفعل خصائص دوائية مختلفة، فهو يؤثر مثل الأدوية المختلفة تماماً على جسم الإنسان".

واختار هيرميدا وفريقه البحثي بشكلٍ عشوائي أن يقوم نصف المشاركين في الدراسة بتناول حبوب ضغط الدم عند الاستيقاظ في الصباح، بينما يقوم النصف الآخر بتناول الدواء ما قبل النوم.

وقام الفريق بعد ذلك بتتبع المرضى لمدة ست سنوات، ومراقبة مستويات ضغط الدم لديهم بشكلٍ مستمر لمدة 48 ساعة.

وكانت الاختلافات في النتائج ملفتةً للنظر: فمقارنةً بالمجموعة التي تناولت الدواء في الصباح، كان احتمال تعرض المجموعة التي تناولت الدواء في الليل قبل النوم لخطر الإصابة بنوبة قلبية أو فشل القلب أو السكتة الدماغية أو الحاجة إلى إجراءات لفتح الشرايين التاجية المسدودة أقل بنسبة 40%، والأمر الأكثر إثارةً وأهمية، هو أنه قد تم تخفيض خطر الوفاة من مشاكل في القلب خلال فترة الدراسة بنسبة 56%.

وأظهرت الدراسة أنه في حين تناول أدوية ارتفاع ضغط الدم ما قبل النوم، فإنك تمنع ارتفاع ضغط الدم أثناء النوم، وهو عامل خطر مهم للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وعادةً ما يعاني الشخص من نوباتٍ ليلية أثناء النوم، حيث يجب أن ينخفض ضغط الدم بحوالي 10 إلى 20 % بشكل طبيعي بسبب سبات الجسم والراحة الكاملة للعضلات والأعضاء الداخلية، و

وقال الدكتور لوك لافين، أخصائي أمراض القلب الوقائي في عيادة كليفلاند، والذي لم يشارك في البحث الجديد، "لكن هذا لا يحدث لدى بعض الأشخاص، مما يعني أنهم قد يعانون من زيادةٍ في ضغط الدم أثناء النوم".

وألمحت الدراسات السابقة إلى أن التحكم الأفضل في ضغط الدم من خلال تناول الأدوية في الليل قد يقدم فائدة أكبر من تناولها صباحاً.

وقال الدكتور ريناتو لوبيز، أستاذ الطب في كلية الطب بجامعة ديوك واصفاً هذه الدراسة: "كانت هذه الدراسة هي القطعة المفقودة".

وأضاف الدكتور لوبيز، الذي لم يشارك في البحث الجديد: "لأول مرة بطريقةٍ عشوائيةٍ للغاية، أعطتنا هذه الدراسة نتائجاً رائعةً حقاً وغير متوقعة".

على الرغم من أن النتائج مشجعة، قال الباحثون إن المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم يجب عليهم التحدث مع أطبائهم قبل إجراء أي تغييرات على إجراءات علاج ضغط الدم لديهم.

وقال الدكتور تيم شيكو، أستاذ طب القلب والأوعية الدموية في جامعة شيفيلد في المملكة المتحدة: "من المهم أن نفهم أن هذا قد لا ينطبق على الأدوية التي يجب أن تؤخذ أكثر من مرة واحدة في اليوم، أو على أدوية ضغط الدم التي يتم وصفها لمشاكل صحية أخرى مثل الذبحة الصدرية".

هناك محاذير أخرى
كان البحث الجديد يشمل المشاركين الذي تناولوا الأدوية الخاصة بضغط الدم لمرة واحدة في اليوم، إما في الليل أو في الصباح، حيث كان المرضى يختارون تناولها في الصباح أو في الليل، ولكن بعض أطباء القلب يقولون إن العديد من المرضى ويحتاجون إلى معلومات أكثر تفصيلاً ومراجعة الطبيب الخاص بهم قبل القيام بأي تغير في مواعيد تناول الأدوية.

وقال لافين: "بالنسبة لمعظم الناس، فإن الجمع بين دواءين في الصباح وزوجين في المساء يعني أنك ستعمل بشكل أفضل وتتخلص من الآثار الجانبية وتستطيع التحكم بشكل أفضل في ضغط الدم على مدار 24 ساعة، ولكن قد لا يرغب الأشخاص في تناول أنواع معينة من أدوية ضغط الدم في الليل، مثل مدرات البول، لأنها تزيد من التبول.

وشملت الدراسة فقط مشاركين من الأمريكيين البيض، لذلك فمن غير الواضح ما إذا كانت الفوائد الواضحة ستكون فعالة بالنسبة للأمريكيين من أصل أفريقي، الذين لديهم ارتفاع ضغط دم مستمر وغير منضبط ومعدلات مرتفعة من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب، ولا تنطبق النتائج أيضاً على الأشخاص الذين يبقون مستيقظين طوال الليل، مثل عمال المناوبة الليلية.

ووفقاً لإرشادات جمعية القلب الأمريكية والكلية الأمريكية لأمراض القلب، فإن مجرد التأكد من تناول أدوية ضغط الدم بشكل عام قد أظهر أنه يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية بشكل كبير، فأي شخص يبلغ قياس ضغطه أكثر من 130/80 ملم زئبقي، يعتبر مصاباً بارتفاع ضغط الدم.

ويوصي العديد من الأطباء أولئك الذين يتتبعون ضغط الدم في المنزل بإجراء القياسات مرةً في الصباح، ومرةً ​​في المساء.