تقارير وحوارات

حسين مرتضى ونضال أيوب.. الوجه الآخر لمعركة لم تبدأ بعد

يوسف فارس

1 كانون الأول 2019 17:01

كعادة كل الأحداث التي تكون غامضة في بدايتها، لابسة ثوب المطالب المحقة في أولها، ما لبثت الأحداث اللبنانية إلا وأن حسرت عن نفسها الغموض، بعد أن أصبح الفرز واضحاً، وصار استخدام ورقة الشارع بين الأطراف


كعادة كل الأحداث التي تكون غامضة في بدايتها، لابسة ثوب المطالب المحقة في أولها، ما لبثت الأحداث اللبنانية إلا وأن حسرت عن نفسها الغموض، بعد أن أصبح الفرز واضحاً، وصار استخدام ورقة الشارع بين الأطراف المتباينة أكثر وضوحاً.

كان من الطريف واللافت في الإعلام اللبناني مثلاً، ترديد المتظاهرين شعار "كلن يعني كلن" في إشارة إلى فساد طبقة كامل الطبقة السياسية، لكن الأكثر طرافة، هو أنك لو سألت محتجاً محسوباً على تيار المستقبل عن شعار "كلن يعني كلن" وهل يتضمن سعد الحريري؟  سيبتسم مراوغاً ويشرع بالدفاع عن زعيمه السياسي والطائفي.

هذا ما حصل تماماً عندما سألت مراسلة احدى القنوات الفضائية متظاهراً شيعياً محاولة إيقاعه بالفخ، عن ان كان لا يرغب برؤية طبقة الساسة جميعهم، وأرادت أن تلحق "نصر الله" بركب الفسدة، فقاطعها محتجاً: "هما نهبوا البلد، السيد ما أخذ إلا مترين بمتر دفن فيهن ابنو هادي" !

لكن الأمور تتضح أكثر عندما تتعلق بالتموضع الإعلامي، مَن مِن المؤسسات الإعلامية تريد تعاملاً عقلانياً مع الحدث لتحافظ على الاستقرار السياسي في البلاد كونها جزءاً أصيلاً من منظومة الحكم، ومَن منها تريد اشعال الشارع وتهدم المعبد على رؤوس أصحابه؟
بوضوح أكثر، ماذا تريد القنوات التي تمولها قطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة، وفي أي الخنادق تقف، وماذا تريد القنوات التي تمولها إيران وحزب الله ؟ هكذا يتضح الفرز تماماً.

 

 

 



على نحو متصل، عادت الصحافية والناشطة الحقوقية اللبنانية نضال أيوب إلى الواجهة، عقب نشر الإعلامي حسين مرتضى مقطع فيديو على صفحته في موقع (تويتر)، اتهم فيه "أيوب" بارتباطها بأجهزة مخابراتية أجنبية من بينها الـ CIA، ربما لم يكن "مرتضى" من أعد الفيديو، لكن نشره له، يعني أنه متبنِ للتساؤلات والاتهامات الواردة فيه، الفيديو تضمن اتهاماً لـ أيوب بتعمد اشعال الفتنة في الشارع اللبناني، خصوصاً وأن لها تجربة سابقة في حراك #طلعت_ريحتكم عام 2015، إذ جرى اعتقالها برفقة 23 شخصاً بتهمة إثارة الفوضى.

ومربط الفرس في كل الفوضى القائمة، هي أن الناشطة الحقوقية تمثل بشكل أو بآخر، مخلب الحرب الناعمة في صراع الكبار على الساحة اللبنانية، صراع التيارات والقوى السياسية المتناحرة، وهي التي لعبت ذات الدور عام منذ العام 2013 في التجييش للثورة السورية ودعمها، في مقابل حزب الله .
 





يشار إلى أن الفضاء الإلكتروني يشهد موجة جدل كبيرة، بين أيوب التي عملت في عدد من الصحف والمؤسسات الصحافية اللبنانية الممولة قطرياً، أبرزها صحيفة المدن الالكترونية التي يديرها عزمي بشارة، ويرأس تحريرها في لبنان، الصحافي ساطع نور الدين، وحسين مرتضى، المدير السابق لمكتب قناة العالم الإيرانية في سوريا، وأحد الوجوه الإعلامية البارزة في حزب الله.
 

 

 



وتفاعل الآلاف من اللبنانين مع هاشتاق متضامن مع حسين مرتضى، عقب شن قناة الجديد اللبنانية حملة اتهمته فيها بالتحريض ضد الأشخاص الواردة أسماؤهم في الفيديو، وقد أُغلق على اثرها حساب مرتضى عبر فيسبوك.