لليوم الثالث على التوالي، يجري إطلاق قذائف صاروخية من غزة صوب مستوطنات الغلاف. خلال الليلتين الماضيتين دوت صفارات الإنذار في المستوطنات ورد جيش الاحتلال بقصفٍ عنيف على مواقع المقاومة. لكن قذيفة الليلة
لليوم الثالث على التوالي، يجري إطلاق قذائف صاروخية من غزة صوب مستوطنات الغلاف. خلال الليلتين الماضيتين دوت صفارات الإنذار في المستوطنات ورد جيش الاحتلال بقصفٍ عنيف على مواقع المقاومة. لكن قذيفة الليلة التي فشلت في الوصول إلى مستوطنات الغلاف وسقطت قرب السياج الفاصل، ولم تتفعل صفارات الإنذار على اثرها، حملت افتراضاً قد يكون دليلاً على صحة تسريباتٍ تداولتها أوساط إعلامية.
ثلاث قذائف على مدار ثلاثة أيام، تطلق عند الـساعة الـ 8؟ الأمر ليس غريباً أو عشوائياً ربما، إستنادً إلى التسريبات التي تتناقلها الأوساط الصحفية في غزة: " بأن هناك قراراً من المقاومة، بإفقاد الاحتلال قيمة إغتيال القائد في سريا القدس، بهاء أبو العطا".
أبو العطا، القائد في الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي "سرايا القدس، الذي كان يختار الساعة الـ 9 مساءً توقيتاً لإطلاق القذائف، وهي الساعة التي كانت تدق بين يومٍ وآخر قبل أشهر من اغتيال أبو العطا، معلنة إنطلاق صفارات الإنذار في مستوطنات الغلاف، بفعل هجومٍ بالقذائف الصاروخية من غزة، وتداول اسم أبو العطا في الإعلام العبري،وتحميله لقب "مربك مستوطنات الغلاف" ومُشعل المواجهة مع الاحتلال .
وهي الحوادث التي رأى الاحتلال بعدها، ضرورة اغتيال أبو العطا، والتخلص بعملية الاغتيال من رأس تيارٍ "لا يؤمن إلا بالمواجهة مع الاحتلال" حد وصف الإعلام العبري.
ورغم جولة التصعيد الأخير التي اندلعت في أعقاب الاغتيال، ودرجة قساوتها، إلا أن حالة من الهدوء خيمت بعدها على مستوطنات الغلاف، وهو ما قرأته الجهات الأمنية في الاحتلال، أنه تتويجٌ وتقديرٌ ناجح لعملية اغتيال أبو العطا. صحيح أن الميدان لم يفرغ من حالات منفلتة، وجرى خلالها إطلاق قذائف صاروخية صوب مستوطنات الغلاف عند الساعة الـ 9، بعد خروقاتٍ للاحتلال سواء: استهداف المتظاهرين السلميين في مسيرات العودة الأسبوعية، أو مواقعٍ للمقاومة. لكن في التقدير الغالب: "سيطر الهدوء على حدود غزة مع الأراضي المحتلة" بعد عملية الاغتيال.
يقدر مراقبون، أن صواريخ الـساعة الـ 8 التي تكررت خلال الأيام الماضية، ولم يتبناها أي من فصائل المقاومة، تحمل مؤشراتٍ: باستئناف إرباك حالة الأمن لدى الاحتلال.
وهو ما يعني، الإستمرار في "نهج الإرباك" - الذي كان يمثله الشهيد أبو العطا بتقدير المؤسسة الأمنية للاحتلال - وإفقاد الاحتلال القيمة والنتيجة التي سعى الاحتلال لتحقيقها في عملية الاغتيال.
وفق الإعلام العبري: إطلاق القذائف الصاروخية، خلال الأيام الماضية، أدخل جيش الاحتلال في حالة من الحيرة، لعجزه عن تحديد المسؤول عنها".
تجدر الإشارة أيضاً، إلى أن إطلاق القذائف الصاروخية، يتزامن مع ما نشر في الإعلام العبري، عن تشكيك الأوساط الأمنية في الاحتلال، في إمكانية التوصل الاتفاق تهدئة طويل الأمد مع حركة حماس والفصائل في قطاع غزة. الامر الذي يرجح عودة حالة التصعيد.