أخبار

صحيفة: نتياهو المأزوم في الليكود والدولة

26 كانون الأول 2019 16:01

يصارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أكثر من صعيد  من أجل التمسك بالسلطة، وأصبح حالياً يواجه تحدياً جديداً وصعباً خلال الانتخابات الداخلية التمهيدية في حزب الليكود اليوم الخميس، خصوصاً بع

يصارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أكثر من صعيد  من أجل التمسك بالسلطة، وأصبح حالياً يواجه تحدياً جديداً وصعباً خلال الانتخابات الداخلية التمهيدية في حزب الليكود اليوم الخميس، خصوصاً بعد الفشل في تشكيل الحكومة  وملاحقته بتهم الفساد.

ويأمل نتنياهو الذي ترأس الحزب اليميني منذ 14 عاماً، في سحق تمردٍ داخلي بقيادة السياسي المخضرم وعدوه اللدود في الليكود جدعون سار، الذي يقول أنه مرشحٌ أفضل لحزب الليكود لضمان الفوز في الانتخابات الإسرائيلية الثالثة المقرر إجراؤها في مارس القادم.

فقد فشل نتنياهو مرتين في بناء ائتلافٍ حاكم لتشكيل الحكومة هذ العام، بعد الانتخابات التي عقدت مرتين في أبريل وسبتمبر، مما أدى إلى التوجه لانتخاباتٍ ثالثة في ربيع العام الجديد، و هو أمرٌ غير مسبوق في الدولة اليهودية .

كما واجه نتنياهو رد فعلٍ عنيف من قبل الجمهور الإسرائيلي بسبب التصعيد المستمر بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة و قوات الأمن الإسرائيلية خلال العام الماضي، الذي شهد تبادلاً كثيفاً لإطلاق النار و إطلاق الصواريخ على مستوطنات الغلاف المحاذي للقطاع.

و قد كان آخرها يوم أمس الأربعاء، عندما قام نتنياهو بزيارة وحملة انتخابية في مدينة عسقلان الجنوبية يوم الأربعاء، حيث أجبر على الفرار من المسرح عندما أطلق صاروخٌ من غزة ما أطلق صفارات الإنذار الأحمر في الغلاف؛ لتصبح المرة الثانية التي يتم فيها إجبار نتنياهو على الفرار من المسرح بسبب إطلاق الصواريخ من غزة، فقد تم نقله في حادثة مشابهة إلى أحد الملاجئ في مدينة أسدود الواقعة في غلاف غزة في سبتمبر الماضي .

و لكن على الرغم من الصعوبات وفي ظل لائحة الاتهام بالفساد التي تلاحقه، يظل نتنياهو شخصيةً شعبيةً داخل الحزب اليميني  وما زال من المتوقع أن يفوز في الانتخابات الداخلية لحزب الليكود .

و قد كتب نتنياهو ليلة أمس عبر الفيسبوك : "عملت منذ سنواتٍ طويلة من أجلكم ، من أجل بلدنا الحبيب، والآن أنا أطلب دعمكم؛ فالنصر الكبير بالنسبة لي في الانتخابات التمهيدية سيضمن انتصاراً كبيراً لنا في انتخابات الكنيست القادمة ".

حصل منافسه سار وهو وزير التعليم  والداخلية السابق، على الدعم من حفنةٍ من قادة حزب الليكود الذين قالوا أن الوقت قد حان لاختيار قيادةٍ جديدةٍ لحزب الليكود واستبدال نتنياهو.

 إذ من الممكن أن يستفيد سار أيضاً من الطقس العاصف الذي قد يؤدي إلى انخفاض نسبة الإقبال على الانتخابات الداخلية التمهيدية، والذي سيضرب المنطقة اعتباراً من ظهر يوم الخميس، و قد ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن 8 % فقط من الناخبين المؤهلين أدلوا بأصواتهم . و قد أغلقت مراكز الاقتراع أبوابها في تمام الساعة 11 مساءً اليوم و من المتوقع إعلان النتائج في وقتٍ مبكرٍ يوم غدٍ الجمعة .

و قال سار للصحفيين: " يمكننا أن نفوز اليوم، لنبدأ بطريقٍ جديدٍ يسمح لنا بتشكيل حكومة قوية و مستقرة ، مما سيتيح لنا توحيد شعب إسرائيل ، الشيء الذي قد يكون الأهم في الوقت الحالي".

نتنياهو ، رئيس الوزراء الأطول عهداً في (إسرائيل)، رفض تحديات سار التي صورته بأنه عديم الخبرة أثناء حديثه عن أوراق اعتماده الأمنية وبراعته الدبلوماسية،  لكنه واجه تحدياً صعباً بعد أن وجهت إليه تهمٌ بالرشوة والاحتيال وانتهاك الثقة في ثلاث قضايا فساد، التي اتهم فيها بتسهيل خدماتٍ تشريعية أو تنظيمية مقابل الهدايا الفخمة أوالتغطية الإعلامية المواتية . و قد نفى مراراً ارتكاب أي مخالفاتٍ ووصف الإجراءات القانونية ضده بأنها محاولة انقلابٍ سياسية، في حين حاول أنصاره تصوير سار كجزء من المؤامرة نفسها على نتنياهو .

وعلى صعيدٍ آخر، لم يتمكن منافس نتنياهو الرئيسي وقائد الجيش السابق بيني غانتز الذي يترأس حزب أزق أبيض الوسطي، من تشكيل حكومة أيضاً. حيث قال كلٌ من نتنياهو وغانتز إنهما يريدان تشكيل حكومة وحدة، لكنهما تقاتلا على منصب نتنياهو كرئيس للوزراء، خاصة مع اتهام غانتز المستمر لنتنياهو بالفساد .

و على الرغم من أنه من المتوقع أن يخسر سار الانتخابات التمهيدية كزعيمٍ لليكود، فمن المرجح أن تكون لديه فرصةٌ أفضل لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع حزب غانتز بعد انتخابات مارس في حال خاضها بديلا عن نتنياهو. إذ تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أنه في حال تزعم سار حزب الليكود، فإن الليكود سيشكل كتلةً أكثر قوة مع حلفائه الطبيعيين الأرثوذكسيين و القوميين اليهود .