حتى وقتٍ قريبٍ من الآن، كان يعتقد العلماء والأطباء أن نقص تدفق الدم إلى الدماغ يضمن الموت الفوري الذي لا رجعة فيه. لكن الباحثين أفادوا في مجلة Nature"" العلمية في شهر أبريل أن هذا قد لا يكون صحيحاً دائماً، وذلك بعد أن نجحوا في إحياء أدمغة الخنازير بعد أربع ساعات من موتها.
وقد عرف العلماء بالفعل أنه من الممكن استخراج بعض الخلايا من الدماغ بعد موتها وإبقائها حية في أطباق بتري المخبرية. وهذا يشير إلى أن الخلايا في الدماغ الميت قد لا تزال لديها القدرة على العودة للحياة من جديد، بحسب ما أوضح الباحث الرئيسي وعالم الأعصاب بكلية الطب بجامعة ييل ن الدكتور نيناد سيستان خلال مؤتمرٍ صحفي مؤخراً.
حيث استخرج العلماء أدمغة الخنازير مقطوعة الرأس وربطوا حوالي 30 منهم بنظام من الغرف والمضخات والأنابيب الشبيه بالشبك الوريدية الدموية لمدة ست ساعات، وقد قام النظام الذي أطلق عليه اسم "BrainEx"، بضخ محلولٍ من العناصر الغذائية الاصطناعية في داخل العقول الميتة، حيث كان الهدف هو تقليد الدور الذي تلعبه الكائنات الحية في الجسم لدعم الدماغ.
وما أبهر العلماء حقاً أمهم نجحوا في تجربتهم، فقد نحج النظام الجديد في استعادة تدفق الدم بشكلٍ طبيعي وأعاد الحياة والنشاط إلى خلايا أدمغة الخلايا الميتة.
كما ولاحظ الباحثون أن العقول لم تكن في حالة تأهبٍ أو أي حسٍ بالوعي، بالإضافة إلى استمرارهم في مراقبة النشاط الكهربائي للخلايا الفردية التي تم استئصالها من الأدمغة الميتة حيث راقب العلماء نشاط تلك الأدمغة ككل. و لم يجد الباحثون أي دليلٍ على نشاط الدماغ العالي أو أي إشارة إلى أن الأدمغة يمكن أن تشعر أو تدرك بالبيئة المحيطة بها بأي شكلٍ كان .
وبدوره أكد ذلك الدكتور سيستان قائلاً : "هذا ليس دماغاً حياً ، بل هو دماغ نشط خلوياً فحسب".
ويأمل الباحثون أن يؤدي العمل إلى طرقٍ جديدة للمساعدة في انتعاش الأدمغة في حالات ما بعد الصدمة القاتلة مثل النوبات القلبية و السكتات الدماغية.