أخبار

"غصن" رحب به جيرانه وهاجمه البقية: "البلاد في غنى عن مزيد من اللصوص"

2 كانون الثاني 2020 09:30

لم ينتهِ الجدل الذي أحدثه هروب رجل الأعمال اللبناني كارلوس غصن إلى لبنان، فعلى الرغم من ترحيب جيرانه اللبنانيين به، إلا أنه لم يفلت من انتقادات النشطاء في الميادين اللبنانية ومواقع التواصل الاجتماعي؛

لم ينتهِ الجدل الذي أحدثه هروب رجل الأعمال اللبناني كارلوس غصن إلى لبنان، فعلى الرغم من ترحيب جيرانه اللبنانيين به، إلا أنه لم يفلت من انتقادات النشطاء في الميادين اللبنانية ومواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ اتهموه بأنه جزءٌ من الطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة في البلاد.

في حيٍ من أحياء الطبقة العليا في العاصمة اللبنانية، بدت حركة المرور طبيعية أمام منزل "غصن"  ذو اللون الوردي الذي يُقال إنه قاعدة رجال الأعمال السابقين في البلاد، و لم تتمكن وكالة فرانس برس من التأكيد على الفور ما إذا كان غصن موجوداً داخل هذا المنزل بالتحديد، حيث كانت الأبواب الزرقاء مفتوحة على مصرعيها و لكن البوابة الحديدية السوداء الخارجية مغلقةٌ بإحكام. و قد قال رجل الأعمال " غصن " المولود في البرازيل و البالغ من العمر 65 عامًا إنه نجا من "الظلم" في اليابان ، حيث كان مقيماً بكفالة هناك في انتظار المحاكمة بتهمة سوء السلوك المالي .

في زاوية الشارع ، قال صاحب متجرٍ في الخمسينيات من عمره و يدعى ريني أنه سعيدٌ للغاية لأن غصن عاد لقضاء عيد رأس السنة الميلادية في لبنان. وقال السيد رينيه :" إن الظلم غير مقبول"، وقال أن قطب الأعمال السيد غصن كان ضيف شرفٍ في حفل تخرج ابنه من المدرسة الثانوية. و أضاف:" لقد ارتكبوا خطأً كبيراً، فالشخص بريء حتى تثبت إدانته و ليس العكس. ولا يمكن لليابان أن تعامل مثل هذا الشخص الذي استحوذ على شركة سيارات مثقلة بالديون وحولها لجني الأرباح لتصبح واحدةً من الشركات الرائدة في العالم بهذا الشكل".

 كثير من اللبنانيين ينظرون إلى غصن كرمزٍ للمغتربين عن بلادهم، ومثالٌ بارز على عبقرية رواد الأعمال اللبنانيين، وقد صُدموا جراء اعتقاله المفاجئ في نوفمبر من عام 2018. و كان غصن قد خرج بكفالةٍ بعد احتجازه لمدة 130 يوم في مركز اعتقال ياباني، لكن هروبه إلى لبنان صدم الجميع وحتى محاميه الرئيسي في اليابان، في الوقت الذي يواجه فيه تهمًا بتأجيله جزءٍ من راتبه إلى ما بعد تقاعده و إخفائه عن المستثمرين، بالإضافة إلى سلب الملايين نقدًا من شركة نيسان لأغراضه الخاصة .

و قد شاهد الصحفيون الذين كانوا يلتحفون المعاطف والقبعات الصوفية خارج المنزل الوردي في بيروت يوم الثلاثاء حارس أمنٍ يهرع خارج المبنى على دراجة نارية. حينما اقترب رجلٌ مجهول الهوية ذو شعرٍ رمادي من المنزل و مرر رسالةً عبر قضبان البوابة الحديدية، و بعد ذلك بوقتٍ قصير، تم سحب مركبتين تابعتين لقوات الأمن، وتدخل ضابطٌ رفيع المستوى داخل المبنى لفترةٍ قصيرة قبل أن يعود إلى الشارع.

في المبنى المجاور ، قالت امرأةٌ شقراء في الخمسينيات من عمرها، والتي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إنها شعرت بالقلق إزاء معالجة قضية غصن في اليابان. وقالت: "لا يمكنهم معاملته بهذه الطريقة، فنحن وجيراننا، نوليه احتراماً كبيراً؛ فبالنسبة للبنانيين، غصن مثالٌ أساسي للنجاح ".

نفى غصن باستمرارٍ جميع التهم الموجهة إليه ، بينما أعرب هو ومحاموه مرارًا و تكرارًا عن مخاوفهم من أنه لن يحصل على محاكمةٍ عادلة في اليابان .

و لكن في أماكن أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي، قال نشطاء لبنانيون أن عودة غصن كانت القشة الأخيرة لبلدٍ يعاني أزمةً سياسية و اقتصادية مزدوجة وحرجة للغاية. حيث يواجه اللبنانيون عجزاً حاداً في قيمة الدولار، بينما يتجادل السياسيون حول تشكيل حكومةٍ جديدة، بعد ستة أسابيع من الاحتجاجات غير المسبوقة ضد النخبة السياسية التي تعتبر غير كفؤة و فاسدة لإدارة البلاد. وقد اتهم المتظاهرون من جميع الخلفيات السياسية و الطائفية قادة البلاد بالسرقة من الأموال العامة .

و كتب علي مراد، الأستاذ المساعد في جامعة بيروت العربية، على موقع فيسبوك: " لقد حطمنا كارلوس غصن فجأة، وكأن البلاد لم يكن لديها بالفعل ما يكفي من اللصوص".

 ترجمة خاصة عن فرانس برس