أخبار

مختبئاً في صندوق آلة موسيقية.. الافتراضات "الهوليوودية" لكيفية هروب "غصن"

2 كانون الثاني 2020 10:29

لازالت الطريقة التي استطاع بها كارلوس غصن الفكاك من الإجراءات اليابانية الأمنية المكثفة قبل هروبه إلى لبنان، تشغل الكثير، إذ أثيرت العديد من الروايات والنظريات في هذا السياق، فكيف فعلها "غصن"؟   كا

لازالت الطريقة التي استطاع بها كارلوس غصن الفكاك من الإجراءات اليابانية الأمنية المكثفة قبل هروبه إلى لبنان، تشغل الكثير، إذ أثيرت العديد من الروايات والنظريات في هذا السياق، فكيف فعلها "غصن"؟  

كارلوس غصن وهو المدير التنفيذي السابق لشركة نيسان موتور ورينو الذي نال شهرة دولية خلال الأيام الماضية، كان ينتظر محاكمته في العاصمة اليابانية طوكيو، هرب بطريقةٍ أو بأخرى من مقر احتجازه على الرغم من المراقبة على مدار الساعة بمختلف الوسائط الحديثة، من كاميرات الفيديو والقيود الشديدة على حرية تنقله أو سفره خارج اليابان البلد الأكثر تقدماً في العام.

من اليابان كان غصن قد بعث بريدًا إلكترونيًا يوم الثلاثاء شجب فيه الظلم والاضطهاد السياسي للنظام القضائي الياباني . إذ واجه الرجل البالغ من العمر 65 عامًا اتهاماتٍ بسوء السلوك المالي  والسيطرة على موارد الشركة لتحقيق مكاسب شخصية ، وهي مزاعم نفاها غصن مراراً و تكراراً.

و بعد فترةٍ وجيزة من ظهوره ، امتلأت شبكة الإنترنت بتقاريرٍ وافتراضات غير مؤكدة عن الكيفية التي هرب بها غصن، تلك الافتراضات ترجح أن "غصن"  تمكن من الفرار بطريقةٍ تليق بأفلام الإثارة في هوليود وفق خطةٍ من الصعب للغاية على السلطات اليابانية أن تفهمها.

الرواية المتداولة تفتقر إلى المصادر، ذكرتها قناة MTV اللبنانية قالت فيها:"أن غصن قام بتهريب نفسه من اليابان في صندوقٍ كبير محملٍ بالآلات الموسيقية بعد أن قامت فرقة عيد الميلاد بزيارة مقر إقامته في طوكيو . ثم تم شحنه خارج البلاد ودخل لاحقًا لبنان عبر تركيا على متن طائرةٍ خاصة ".

و قد ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية نقلاً عن أشخاصٍ مجهولي الهوية على درايةٍ بهذه المسألة أن هروب غصن جاء بعد أسابيعٍ من التخطيط المعقد والمحكم. و قالت الصحيفة أن فريقا من المتعاونين اجتمعوا في نهاية الأسبوع الماضي لتخطيط عملية تهريب غصن، و قد لعبت زوجته كارول دوراً رئيسياً في العملية أيضاً.

و اضافت الصحيفة أن غصن اصطُحب من مقر إقامته الخاضع للرقابة في طوكيو على متن طائرةٍ خاصة متجهة الى تركيا و منها أكمل طريقه الى لبنان وهبط هناك في وقتٍ مبكر من فجر يوم الاثنين .

كما وأفاد تقريرٌ مفصل في صحيفة لوموند الفرنسية نقلاً عن مصادر مجهولة، أن "السيدة غصن" نظمت هروب زوجها بمساعدة إخوانها وعلاقاتهم الواسعة في تركيا، وأن زوجها دخل لبنان ببطاقة هوية مزورة. و قد ذكرت الصحيفة أنه ربما يكون قد قرر الفرار بسبب معلوماتٍ جديدة يمكن أن تحصل عليها السلطات اليابانية من بنكٍ سويسري ومن بنوك خارجية بما في ذلك دبي .

في المقابل، ذكرت صحيفة النهار اللبنانية أن غصن دخل البلاد بجواز سفرٍ فرنسي. حيث يحمل رجل الأعمال البارز السابق في صناعة السيارات الجنسية اللبنانية و الفرنسية و البرازيلية، على الرغم من أن جميع جوازات سفره قد أُخذت منه من قبل السلطات اليابانية.

و قالت صحيفة "ليه إيشو" الفرنسية أنه قد يكون غادر اليابان متخفياً تحت هويةٍ مزورة بجوازٍ سفر مزور، بعد أن استقل طائرةً خاصة من مطار صغير حيث كان من غير المرجح أن يتم التعرف عليه .

و قالت صحيفة الجارديان البريطانية أن المسؤولين في لبنان تلقوا تعليماتٍ من الزعماء السياسيين بتجاهل إجراءات الوصول إلى غصن في مطار بيروت، و ذلك نقلاً عن شخصيةٍ بارزة في الطبقة الحاكمة في البلاد لم تحددها الصحيفة .

و من جانبها ، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها لا تعرف كيف استطاع غصن الهرب من اليابان. وقالت وزارة الخارجية اللبنانية في بيانٍ لها أن غصن دخل البلاد بشكلٍ قانوني ولا تعلم كيف هرب من اليابان و وصل إلى بيروت .

كما و أشارت صحيفة أساهي في اليابان إلى أن غصن ربما يكون قد غادر مطار كانساي بالقرب من أوساكا، وذلك بالنظر إلى سجلات وزارة النقل التي أشارت إلى أن طائرةً خاصة غادرت اليابان متوجهة إلى اسطنبول مساء يوم 29 ديسمبر .

أحداث الهروب الخفية والعجيبة أخذت صدىً واسعاً على موقع تويتر بين النشطاء الذين أشعلوا الموقع متلاعبين بالكلمات المستوحاة من أفلام الجاسوسية والإثارة في وصف الأمر مثل : "Ghosn with the Wind" و Ghosn Gone""، في حين غرد يوسكي إيزوزاكي وهو أحد نواب الحزب الحاكم في اليابان، على أنه إذا كانت هناك دولةٌ أخرى متورطةٌ في هروب غصن، فهذا يُعد خرقًا لسلطة البلاد و يقع على قدم المساواة مع عمليات خطف كوريا الشمالية للمواطنين اليابانيين، داعياً الحكومة للتحدث في هذا الشأن .

و قد قالت وزارة الخارجية اليابانية يوم أمس الأربعاء إنها تدرس الأمر ولا يمكنها تقديم تعليقٍ في الوقت الراهن.

وفي اليابان، احتل هروب غصن الصفحات الأولى من الصحف المحلية في يوم رأس السنة الميلادية. فالمقالات المنشورة حول التكهنات عن الكيفية التي تمكن غصن فيها من الهرب، وصعوبة اعتقاله في لبنان، وأن محاكمته التي من المقرر أن تبدأ في أبريل غالباً لن يتم عقدها.

و نقلت صحيفة يوميوري اليابانية نقلاً عن مسؤولينٍ يابانيين كبار لم تذكر أسماءهم في مكتب المدعي العام عن غضبهم وإحباطهم من الأمر. حيث أخبر الأشخاص الموجودين في الصحيفة أن غصن سخر من النظام القضائي الياباني، وألقى باللوم على المحاكم ومحامي غصن لأنه خرج بكفالة، قائلين إنه كان من الواضح أنه سيهرب عاجلاً أم آجلاً .

من المتوقع أن يعقد غصن مؤتمراً صحفياً من لبنان في منزله الجديد بعد انقضاء عطلات الأعياد الحالية. وفي هذه الأثناء، يوجد  لدى مسؤولي الجمارك اليابانية المكلفون بإنفاذ القانون و الجمارك اليابانيون الكثير لشرحه .