طائرات الاحتلال.jpg

أخبار

"إسرائيل" تدرس مهاجمة أهدافا واسعة في سوريا

8 كانون الثاني 2020 00:19

قال مفوض الشرق الأوسط ومستشارها لشوؤن الأمم المتحدة للجنة الدولية لحقوق الإنسان السفير الدكتور هيثم ابو سعيد: "إن إيران والعراق يشيعان شهداء الغدر الأميركي، ومشهدية التشييع فيهما رسالة إلى الأميركي عل

قال مفوض الشرق الأوسط في الأمم المتحددة ومستشارها  لشوؤن للجنة الدولية لحقوق الإنسان السفير الدكتور هيثم ابو سعيد: "إن إيران والعراق يشيعان شهداء الغدر الأميركي، ومشهدية التشييع فيهما رسالة إلى الأميركي على المستويين السياسي والشعبي (الأميركي).

وأضاف مفوض الشرق الأوسط للجنة الدولية لحقوق الإنسان ومستشارها لشؤون الامم المتحدة في جنيف السفير الدكتور هيثم أبوسعيد في مقابلة مع الوكالة العربية للأخبار: "نعم، لقد شاهد العالم بأكمله هذه المشهدية الدالة على تلاحم القاعدة الشعبية التي كان يتمتع بها القائد قاسم سليماني، وحتى شارك فيها من كان يراهن عليهم القادة الأميركيين أن يقاطعوا الجنازات التي قامت لهم. ونحن نرى أن هذا المشهد يقام لقادة عظماء تركوا لمسات كبيرة في المجتمعات، حيث كان الحاج سليماني ، من الشخصيات التي إرتقت إلى هذا المقام".

 

وتابع: "لكن للأسف تخرج علينا بعض الجهات لتنشر باستخفاف مقالات جلّ ما يُقال فيها سخيفة لا جدوى لها والغاية منها تضليل الرأي العام الاميركي والأوروبي الذي لم يتفاعل هذه المرة مع قادتها بشكل كبير وانما عبّروا عن امتعاضهم من تصريحات الرئيس ترامب وغيرهم الذين كشفوا عن وجوههم الحقيقية".

 

وفيما المنطقة على فوهة تحشيد عسكري أميركي وتصعيدٍ سياسي ووعدٍ من محور المقاومة بالرد الحاسم، وسباق في الديبلوماسية الغربية والوساطات بين واشنطن وطهران، السؤال البديهي أين ذاهبة المنطقة وهل للديبلوماسية مكان؟ يُجيب السفير أبوسعيد “من الطبيعي أن نشهد حشود ودعوات للحشود العسكرية من الدول المتورطة في عملية الإغتيال، كما من الطبيعي أن تحشد كل القوى التي تعنيها شهادة القادة سليماني والمهندس، وتعتبر ذلك تكليف لما لهما من بصمات في المجتمعات العربية والإسلامية”.

 

وذكر: "لكي تنجح المساعي الدبلوماسية الغربية وغيرها فإن المطلوب هو عدم حمل المطالب الأميركية للضغط على الجانب الإيراني، فهذا ليس وساطة وانما أخذ جهة تحيّز مع اميركا وبالتالي ستصل إلى طريق مسدود تبقى الغلبة عندها لأصوات القذائف والصواريخ".

 

وقال، “حتى الآن الوساطات لم تفلح كثيراً لوقوف بعض الدول الغربية قسراً إلى جانب أميركا في تبني جزء الأكبر منها، وخصوصاً بعد أن أعلنت إيران تجميد الاتفاق النووي والبدء بالمرحلة الخامسة للتخصيب، وهذا الأمر يربك أوروبا التي تريد إنجاح تطبيق الإتفاق. ما زلنا نعتقد ونؤمن بالمشاعر الدبلوماسية نتيجة كل هذه الضغوطات والتشنجات التي يجيد حتى الآن الإيراني من لعب الدور الصلب الذي فاجأ الاميركي لسوء قراءته للواقع السياسي الذي تمّ بناؤه من قبل الإيرانيين على مرّ كل هذه السنين”.

 

وعن المعلومات والمعطيات لما تُحضّر له إدارة ترامب سياسياً وأمنياً وعسكرياً، رأى السفير أبوسعيد، “طبعاً هناك معلومات متعددة وهناك ما يمكن نشره وما لا يمكن نشره من أجل إحباط كل محاولات إنجاح المؤامرة ضد المنطقة التي تعنينا أولاً  بكل المعايير. ما يمكن الإشارة إليه أن إرسال عدد كبير من الجنود الأميركيين وبالآلاف إلى الشرق الأوسط للقيام بأعمال يمكن وصفها اليوم بالإرهابية بعد أن أعلن الرئيس الأميركي ترامب جهاراً مسؤوليته عن عملية القتل، (وهذا عرضة للمحاسبة القانونية الدولية)، والتي تسعى الإغتيالات لمسؤولين عراقيين في المولات والمعارضة لضمان تسويق الفتنة المذهبية السنية ـ الشيعية، بالإضافة إلى إعادة تنشيط كل القوى المعارضة التكفيرية كمنظومة “داعش والنصرة”، وهناك أيضا مخطط رديف الضغط على العشائر ومشايخ القبائل العربية الوقوف ضد ما تسميه اميركا المشروع الفارسي الذي يجسّده “ولاية الفقيه”.

 

وعن رفع واشنطن درجة التأهب العسكري في الشرق الأوسط، أكد السفير أبوسعيد تلك المعطيات وقال، “نعم هذا صحيح ودقيق أن الولايات المتحدة الأميركية رفعت مستوى التأهب العسكري، كذلك الكيان الإسرائيلي والتي طلبت من بعض الدول الغربية كفرنسا وألمانيا وبريطانيا القيام بالفعل ذاته. لكن هذا التأهب لا يعني حتمية المواجهة وإتمام قد تكون من باب الضغط على الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

 

ورأى “أن روسيا قامت أيضاً بالشيء نفسه، ولكن لم يكن بطلب من أحد، ولكن من أجل إرسال رسالة واضحة للأميركي ليثنيه عن فكرة المغامرة، لتدخل الصين في مبادرة دبلوماسية اعلنت عنها بالأمس”.

 

وأمام ما يحصل من تهديد ووعيد متبادل بين واشنطن وإيران ـ محور المقاومة، وعمّا إذا كنّا فعلاً أمام حربٍ محدودة، وما الموانع إن حصلت من انفلاشها إلى حربٍ كونية رأى السفير الدكتور هيثم أبوسعيد، “لا بد أن تقوم إيران بضربة محدودة لا تعرضها لأي منحى حرب موسعة نتيجة حجم الشخصية التي إغتالتها واشنطن. يبقى هنا مدى النوايا الخبيثة الأميركية والإسرائيلية اللتان تسعيان إلى إقناع الحلفاء المضي بالضربة من أجل مصالح كراسي الرئتين في اميركا وإسرائيل، وهذا هو حجم اليوم لفكرة التحشيد”.

 

وعن الوساطات بين واشنطن وطهران ودور الأمم المتحدة، ولماذا مغيّب، وما سبب السكوت الأممي في هذه اللحظة الحرجة، اعتبر السفير الدكتور هيثم أبوسعيد، “أن الامم المتحدة تقوم بدور تقريب وجهات النظر في النقاط الخلافية وتحذر الأشخاص الذين يرغبون في المضي في مغامرة غير محسوبة من تبعات ما قد ينتج على مستوى الأمن المجتمعي والمجازر التي قد تسببها المواجهات، أما فيما يختص بالسلطات الأخرى فجزء منها ما زال غير معلن”.

 

التأهب الأميركي التصعيدي، فإن الحكومة الاسرائيلية قررت رفع درجة التأهب الأمني في جميع سفاراتها وقنصلياتها في العالم حتى الدرجة الثانية، ترافق مع الإيعاز لممثلي إسرائيل في مختلف أنحاء العالم باتخاذ احتياطات إضافية و”توخي الحذر في كل خطوة”، أكد السفير الدكتور هيثم أبوسعيد، “أن هذا طبيعي في سياق مجريات الأحداث وبعد أن تكلم في الامس أمين عام المقاومة السيد حسن نصرالله، فإن رفع درجة التأهب إلى الدرجة الثانية فهذا مؤشر حتى الآن ومن ضمن المعطيات أن الوضع العام لن يصل إلى تصادم مباشر في الميدان”.

 

من المقرر أن يعقد اليوم المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية “الكابنيت” اجتماعاً لبحث التهديدات المحتملة من قبل إيران في ظل التوترات المتصاعدة بالمنطقة، أي معطى وتوصيات سيخرج به وما دلالات ذلك وفق معلوماتكم، رأى السفير الدكتور هيثم أبوسعيد، “إن جيش الكيان وحكومته متخوفون من ردة فعل المقاومة اللبنانية، وهذا ما يخيفهم أكثر ويحسبون له ألف حساب، نظرا لمصداقية المقاومة في تعاملها مع الكيان منذ زمن بعيد”.

 

وكشف السفير الدكتور هيثم أبوسعيد، “إن الكيان الإسرائيلي يتحضر لضربة في سوريا ضد أهداف إيرانية جديدة وهذا ما سيتم بحثه على ما اعتقد اليوم في مجلسهم الوزاري المصغر ـ الكابنيت، والذي هو يجتمع عادة لأخذ قرارات حربية، فالهدف من توسيع رقعة الإعتداء هو لإحراج حلفائهم الغربيين اولا من أجل توريطهم لاحقاً في الصراع الدائر وهكذا يكون نتنياهو قد حقق مبتغاه ويضمن عدم ملاحقته قانونياً من القضاء الإسرائيلي”.

النهضة نيوز