منوعات

تحليل لغز لوحات دافنشي

8 كانون الثاني 2020 20:15

استطاع العلماء حل أحد أغرب ألغاز الرسام العظيم ليوناردو دافنشي، والذي يحمل سؤال: "لماذا لا تظهر الكرة الزجاجية في لوحة سالفاتور موندي، التي يرجع تاريخها إلى حوالي 1500م، أي علاماتٍ على انكسار الضوء وانعكاس الضوء؟".

استطاع العلماء حل أحد أغرب ألغاز الرسام العظيم ليوناردو دافنشي، والذي يحمل سؤال: "لماذا لا تظهر الكرة الزجاجية في لوحة سالفاتور موندي، التي يرجع تاريخها إلى حوالي 1500م، أي علاماتٍ على انكسار الضوء وانعكاس الضوء؟".

بحسب العلماء، ووفقًا لنماذج الكمبيوتر التي قام بها فريقٌ من الباحثين من جامعة كاليفورنيا، فالجواب هو أن يسوع يحمل في اللوحة كرةً زجاجية جوفاء بدلاً من كرةً زجاجيةً صلبة، وهو ما بدا بالطريقة التي رسمها دافنشي.

فهذه الفكرة عن الجرم السماوي المجوف قد ناقشها مؤرخو الفن من قبل، إلى جانب فرضياتٍ بديلة تتضمن كونها بلورةً صخرية، لكن الآن عرضٌ ثلاثي الأبعاد و المتطور أظهر أن رسمة دافنشي تمثل بدقةٍ كياناً زجاجياً مجوفاً.

وكتب الباحثون في مقالهم: " تُظهر تجاربنا أن التقديم الدقيق بصرياً للمطابقة النوعية للرسم ممكنٌ بالفعل باستخدام المواد والمصادر الضوئية والمعرفة العلمية المتاحة لليوناردو دافينشي قبل حوالي 1500 سنة".

حيث أن أردية المسيح الظاهرة خلف الكرة الزجاجية في لوحة سلفاتور موندي، والتي تعني باللغة اللاتينية "منقذ العالم"، ليست مشوهةً أو مكبرة، في حين أنه توجد أيضاً ثلاث بقع بيضاء مطليةٌ على السطح. وقد اقترح بعض المؤرخين أن دافنشي رسم الكرة الزجاجية عمداً بطريقةٍ غير واقعية لهدفٍ ما.

ومع ذلك، باستخدام تقنية رسومات الكمبيوتر المعروفة باسم العرض العكسي، حيث يتم استقراء التفاصيل ثلاثية الأبعاد للمشهد من صورةٍ ثنائية الأبعاد، تمكن العلماء من إعادة رسم ما رسمه دافنشي قبل مئات السنين.

وقد كتبوا أن الظلال الموجودة في اللوحة تشير إلى وجود مصدر إضاءةٍ قوي من الأعلى، وكذلك ضوءٍ منتشرٍ أكثر عمومية حول المسيح، وفقاً لطرز الكمبيوتر الحديثة. وعلى الغم من أنه لم يتم مراجعة الخبراء الفنيين حتى اللحظة، لكن تحليل الكمبيوتر طابق ما هو موجود على اللوحة الأصلية بدقة خيالية.

اللوحة الشهيرة، والتي بيعت بمبلغ 450 مليون دولار في عام 2017 ، مما جعلها أغلى لوحة في العالم لا تزال محاطةً بالكثير من الجدل، حيث أشار العديد من العلماء إلى أن دافنشي ساهم فقط بأقسامٍ معينة في اللوحة، أو حتى أنه لم يشارك في رسمها على الإطلاق.

لكن تصوير الكرة الزجاجية بدقةٍ يضيف مصداقيةً إلى الادعاءات القائلة بأن دافنشي كان له بالفعل يدُ في رسم اللوحة، وأنه استخدم معرفته في البصريات والأضواء لإنتاج تمثيلٍ حقيقيٍ للكرة الزجاجية وتأثيرها.

وكتب العلماء في بحثهم : " يشير هذا التحليل إلى أن ليوناردو قد فهم هذه الخصائص البصرية للكرات المجوفة وكيفية تجنب صرف الانتباه عن التشوهات الضوئية من طيات رداء الشخص يقف خلفها".

النهضة نيوز