أخبار

صحيفة أمريكية: هل حان الوقت للمفاوضات بين إيران و الولايات المتحدة ؟

9 كانون الثاني 2020 14:28

طرحت صحيفة المونيتور الأمريكية تساؤلاً عن إذا ما كان وقت المفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية وطهران قد جاء فعلاً، وذلك، عقب انتهاء الرد الإيراني على اغتيال الجنرال قاسم سليماني، بقصف قاعدة عين ال

طرحت صحيفة المونيتور الأمريكية تساؤلاً عن إذا ما كان وقت المفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية وطهران قد جاء فعلاً، وذلك، عقب انتهاء الرد الإيراني على اغتيال الجنرال قاسم سليماني، بقصف قاعدة عين الأسد الأمريكية بالعشرات من الصواريخ البالستية.

وفيما يلي المقال الذي ترجمته النهضة نيوز:

إن وابل الصواريخ التي أطلقتها إيران على القواعد الأمريكية المتواجدة في العراق صباح يوم الأربعاء الثامن من يناير أثار الرعب لدى العراقيين في تلك الليلة. فقد كان إطلاق الصواريخ رداً على مقتل القائد الإيراني قاسم سليماني في بغداد بتاريخ 3 يناير. إذ  توقع العراقيون تماماً كغيرهم، سماع أنباءٍ عن الخسائر الأمريكية وما إذا كانت واشنطن سترد بطريقةٍ يمكن أن تحول العراق إلى ساحة معركةٍ حقيقية بين البلدين. وقد حذر البعض من أن الحرب العالمية الثالثة كانت أقرب إلى الإندلاع في العراق من أي وقتٍ مضى .

و لكن بعد فترةٍ وجيزة من الضربات الإيرانية المرعبة، جاءت تصريحاتٌ فاجئت الجميع من كلٍ من واشنطن و طهران.

فوفقاً للجيش العراقي، أطلقت إيران أكثر من 20 صاروخاً باليستياً، 17 منها على قاعدة عين الأسد الأمريكية في محافظة الأنبار غرب العراق، واستهدفت  بخمس صواريخٍ أخرى مطار أربيل في إقليم كردستان العراق.

و مباشرةً بعد الضربة، غرد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قائلاً: "اتخذت إيران إجراءاتٍ متناسبة في الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي استهدفت فيها قاعدة أمريكية مسلحة جبانة استخدمت ضد مواطنينا و كبار مسؤولينا، ونحن لا نسعى للتصعيد أو الحرب، لكننا سندافع عن أنفسنا ضد أي عدوان ".

في حين قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة تقوم بتقييم الخسائر البشرية، قائلاً: " الأمور على ما يرام إلى حد بعيد! ، فلدينا أقوى جيش و أقوى المعدات العسكرية في العالم، سأدلي ببيانٍ في صباح غد ". وأكد في خطابٍ ألقاه صباح يوم 8 يناير أنه لم يتعرض أي أميركي للأذى في الهجوم الإيراني الليلة.

وقال الجيش العراقي إنه لم يتكبد أية خسائر أيضاً. كما أبلغ عمدة أربيل نباز عبد الحميد أن الصواريخ الإيرانية لم تترك أي خسائر في إقليم كردستان .

و قال ترامب: " تم اتخاذ الاحتياطات بشكلٍ مسبق، وتم وضع نظامٍ للإنذار المبكر، مما ساعد على منع وقوع إصابات بين القوات الأمريكية و العراقية في القاعدة المستهدفة ".

و قال ضابطٌ عسكرٌي كبير في قاعدة عين الأسد "للمونيتور" أنهم أُبلغوا بهجومٍ إيرانيٍ محتمل على القاعدة قبل الضربة، و أنه تم نقل جميع الأفراد العراقيين  والأمريكيين إلى الملاجئ أو إلى قواعد أخرى تفادياً لوقوع أي خسائر .

و قال المتحدث باسم القائد الأعلى للجيش العراقي في بيانٍ له أن الإيرانيين أبلغوا الجيش العراقي عن نية إيران لاستهداف القواعد الأمريكية في العراق قبل الهجوم أيضاً .

و قال ظريف خلال زيارته للسفارة العراقية في طهران بتاريخ 8 يناير أن إيران أبلغت الحكومة العراقية والجيش العراقي مقدمًا بالهجوم الإيراني المخطط له على القواعد الأمريكية في العراق، مضيفًا أن "إيران تحترم سيادة العراق ".

حيث يبدو أن العراق قد أعطت للولايات المتحدة تحذيراً مسبقاً من الضربات الإيرانية. ونقلت وكالة CNN عن مصدرٍ دبلوماسيٍ عربي قوله أن العراق، و بعد تلقيه المعلومات الإيرانية، قام بإخبار الولايات المتحدة عن القواعد التي تنوي إيران إستهدافها قبل التنفيذ .

فقبل الهجوم، تم تبادل عدة رسائل بين الولايات المتحدة و إيران عبر أطرافٍ وسيطة مختلفة، بما في ذلك الأوروبيون و دول الخليج . و هذا يثير تساؤلاتٍ حول ما إذا كانت إيران والولايات المتحدة قد اتفقتا على التعاون في تخفيف التوترات و ما إذا كانتا تستعدان للمفاوضات.

حيث قال مصدرٌ حكوميٌ عراقي رفيع المستوى للمونيتور أن عدم وجود إصاباتٍ  بالإضافة إلى التركيز فقط على قاعدةٍ واحدة، يشير إلى وجود اتفاقٍ مسبق بين الطرفين. وفي الواقع، كان بإمكان إيران استهداف قواعد أخرى أقرب إلى حدودها، مثل قاعدة بلد الجوية في شمال بغداد أو قاعدة التاجي بالقرب من العاصمة بغداد .

و الجدير بالذكر أن السياسيين العراقيين كانوا أكثر قلقًا بشأن دور العراق في الحرب والمفاوضات بين إيران و الولايات المتحدة، و ذلك بعد أن تم تقسيم البلاد إلى معسكرين متناحرين.

فمن جانبها أشادت الأحزاب و المجموعات الموالية لإيران بقيام طهران بعملٍ ضد الولايات المتحدة، وهددت الولايات المتحدة بالانتقام لمقتل قائد وحدات التعبئة الشعبية أبو مهدي المهندس، الذي قُتل إلى جانب سليماني في الغارة الأمريكية. حيث أصدر كلٌ من قيس الخزعلي قائد عصائب أهل الحق و كتائب حزب الله وحركة النجباء بياناتٍ منفصلة، يهددون فيها الولايات المتحدة و يقولون إنهم يحتفظون بحقهم في الانتقام .

ففي أعقاب هذه التصريحات، أصاب صاروخان من طراز كاتيوشا منزلاً قرب السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء ببغداد ليلة الأربعاء الموافقة 7 يناير، و لكن لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات .

وعلى الجانب الآخر، أعربت القوى السنية والأحزاب الكردية والقوات الشيعية مثل تحالف نصر، بقيادة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، عن قلقهم بشأن انتهاك سيادة العراق ، داعين كلاً من إيران و الولايات المتحدة إلى التوقف عن استخدام الأراضي العراقية لقتال بعضهم البعض .

كما قامت وزارة الخارجية العراقية باستدعاء السفير الإيراني في بغداد ، و قدمت له شكوى رسمية أعربت فيها عن غضبها بشأن الهجمات الصاروخية الإيرانية على الأراضي العراقية ، و أكدت على أن العراق لن يسمح لأن يكون أرضاً لشن الهجمات و الصراع بين الولايات المتحدة الأميريكية و إيران .

فالدعوة إلى وضع حدٍ لاستخدام الأراضي العراقية في الحرب الأمريكية الإيرانية لم تعد واقعيةً أو مُلزمة لأي طرف ، و ستبقى هكذا حتى تأتي حكومةٌ عراقية قوية إلى السلطة ، و تتخذ إجراءاتِ قانونية و دبلوماسية جادة ضد الطرفين لوقف استخدام العراق كساحة حرب .

و في مثل هذه الظروف ، فإن الطريقة الوحيدة لمنع العراق من الوقوع في الهاوية هي التفاوض الأمريكي-الإيراني الجاد الذي لا يحل القضية النووية فحسب بل و قد يحل خلافاتهما حول نزاعات المنطقة أيضاً .

 

النهضة نيوز - بيروت