أخبار

صحيفة أمريكية: أوربا تتحرك بمعزل عن ترامب في محاولة انقاذ الاتفاق النووي

11 كانون الثاني 2020 13:26

يقول وزراء الخارجية الأوروبيون أن تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة و إيران قد خاطر بفعالية مكافحة متشددي الدولة الإسلامية، إذ اجتمع الأوروبيون لمحاولة الحد من تداعيات انتهاك الولايات المتحدة للاتفاق النووي مع إيران، على الرغم من دعوة الرئيس دونالد ترامب المتجددة للحلفاء للتخلي عنها.

أفردت صحيفة واشنطن بوست مساحة على صفحتها الرئيسية صباح اليوم السبت للحديث عن الحراك الأوروبي المتعلق بمحاولة انقاذ الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران، ورأى محرر واشنطن بوست في مقاله الذي ترجمته "النضهة نيوز"، أن الاتحاد الأوروبي لم يقدم مواقفاً داعمة للولايات المتحدة حيال اغتيال الجنرال قاسم سليماني، وأن القادة الأوربيون معنيون بالمحافظة على منجزات الاتفاق النووي التي انتهكها ترامب.

وفيما يلي نص مقال محرر واشنطن بوست لوفداي موريس كاملاً:

يقول وزراء الخارجية الأوروبيون أن تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة و إيران قد خاطر بفعالية مكافحة متشددي الدولة الإسلامية، إذ اجتمع الأوروبيون لمحاولة الحد من تداعيات انتهاك الولايات المتحدة للاتفاق النووي مع إيران، على الرغم من دعوة الرئيس دونالد ترامب المتجددة للحلفاء للتخلي عنها.

وقال الاتحاد الأوروبي إنه "لن يدخر جهداً " للحفاظ على اتفاق عام 2015 مع إيران، على الرغم من أن طهران قالت إنها لن تكون ملزمةً بعد الآن بالقيود المفروضة على الاتفاق بشأن أجهزة الطرد المركزي وتخصيب اليورانيوم عقب إقدام إدارة ترامب على قتل قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني..

وتحدث وزير الخارجية السلوفاكي ميروسلاف لاجاك عن الصفقة لدى وصوله لحضور اجتماعٍ طارئ مع نظرائه من الكتلة الأوروبية المكونة من 28 عضواً في بروكسل يوم الجمعة قائلاً: " لم ينفذ الوقت منا بعد، ونحن مصرين على الحفاظ على الإتفاق" .

المحللون يرون أن أوروبا تحجم عن التخلي عن الصفقة الميتة فعلياً لأنها تحاول الحفاظ على ملاءمتها وتفتقر إلى البدائل الدبلوماسية عنها. فيما يكافح الزعماء الأوروبيون للتوصل إلى مواقف موحدة وملتزمة، وقد راقبوا إلى حدٍ كبيرٍ ما أسفرت عنه أزمة الأسبوع الماضي و وتبعاتها.

ففي حين لم ينتقد المسؤولين الأوروبيين بشكلٍ مباشر قرار إدارة ترامب بقتل سليماني، الذي أشاروا إلى أنه لم يتم إبلاغهم به سلفاً، إلا أن قادة الاتحاد الأوروبي أثاروا مخاوفاً بشأن التداعيات الخطيرة التي قد يتسبب بها هذا القرار الطائش. وكانت تصريحاتهم فاترة، وفي بعض الحالات كانت بطيئة ومتأخرة، إذ استغرقت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لين ما يقرب من أربعة أيام للتعليق على الأزمة الأمريكية-الإيرانية .

كما وأكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو على شعور إدارة ترامب بالإحباط و خيبة الأمل، عندما قال الأسبوع الماضي أن الزعماء الأوروبيين لم يكونوا مساعدين كما كان يتمنى.

فيما علق جوزيف بوريل فونتيليس منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي قائلاً: " إن الأزمة تهدد بتبديد سنواتٍ من الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في العراق" ، مشيراً إلى الآثار المترتبة على "العمل الحاسم" للتحالف الدولي الذي يقاتل متشددي الدولة الإسلامية في العراق و الشرق الأوسط.

وقد سحبت بعض الدول الأوروبية قواتها من العراق، في حين أعادت دولٌ أخرى نقلها إلى ما قالت إنه سيكون لفترةٍ مؤقتة. كما أُوقف برنامج تدريب الناتو للقوات العراقية العمليات بسبب المخاوف الأمنية، في الوقت الذي دعا فيه البرلمان العراقي القوات الأمريكية إلى الانسحاب من أراضيها، وردت الولايات المتحدة على هذا الطلب بالرفض.

ووسط التوترات مع إيران، اقترح الرئيس دونالد ترامب يوم الخميس توسيع حلف الناتو ليشمل دول الشرق الأوسط، وقال أنه على المنظمة أن تلعب دوراً أكبر في المنطقة. في حين قال الأمين العام لحلف الناتو، جينس ستولتنبرغ، يوم الجمعة إنه تحدث إلى ترامب وأن المنظمة تدرس ما يمكن أن تفعله أكثر لمحاربة الإرهاب الدولي.

و قد ناقش وزراء الخارجية الأوروبيون العواقب المحتملة على إيران أيضاً، إذا تقرر أن أحد صواريخها أسقطت طائرة ركاب أوكرانية تقل 176 شخصًا بالقرب من طهران يوم الأربعاء.

وفي وقتٍ مبكر من صباح اليوم السبت، أقرت إيران بأن جيشها أسقط الطائرة الأوكرانية المدنية، وألقى باللوم على "خطأ بشري" في الحادث، مما يؤكد مزاعم وكالات الاستخبارات الغربية حول الحادثة المأساوية.

وقال ستيف بلوك، وزير الشؤون الخارجية الهولندي أن هناك الكثير من الأمور التي ستعتمد على المضي قدماً في التعاون الإيراني، مضيفاً أن التحقيق يجب أن ينتهي أولاً في حادثة الطائرة. كما دعت الكتلة طهران إلى العودة إلى التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، المعروف رسمياً باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، أو إتفاق JCPOA .

فقد قلصت طهران تدريجياً التزامها بالصفقة، والتي تهدف إلى فرض قيودٍ على برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية المفروضة عليها، ولكن الولايات المتحدة عادت لفرض العقوبات على إيران بعد انسحابها من الاتفاقية عام 2018، مضيفةً المزيد من العقوبات اليوم السبت. في الوقت الذي قالت فيه طهران إنها مستعدةٌ للمفاوضات مع الأوروبيين بشأنها.

هناك دلائلٌ تشير إلى أن الصبر الأوروبي قد ينتهي في النهاية، ومن هذه الدلائل ما قاله المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية راينر بريول في حديثهٍ للصحفيين في برلين أن المناقشات جرت مع بريطانيا وفرنسا حول ما إذا كان يتعين على الدول الأوروبية إطلاق آلية نزاعٍ في إطار الصفقة التي قد تؤدي إلى فرض عقوباتٍ من الأمم المتحدة على إيران.

 

النهضة نيوز - بيروت