دونالد ترامب

أخبار

ترامب المهووس بالذهب الأسود: بالقوة سنسرق نفط سوريا

11 كانون الثاني 2020 18:24

من جديد، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب  بسرقة النفط من سوريا بالقوة، في خطوةٌ يصفها خبراء بأنها "ستعتبر جريمة حرب في حال أقدم ترامب على تنفيذها". ويدافع الرئيس الأمريكي عن قراره بترك عددٍ صغيرٍ

من جديد، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب  بسرقة النفط من سوريا بالقوة، في خطوةٌ يصفها خبراء بأنها "ستعتبر جريمة حرب في حال أقدم ترامب على تنفيذها".

ويدافع الرئيس الأمريكي عن قراره بترك عددٍ صغيرٍ من القوات الأمريكية في سوريا التي مزقتها الحرب، بزعم حماية حقول النفط.

وقال ترامب خلال مقابلةٍ مع قناة فوكس نيوز: " يقولون إنني تركت القوات في سوريا، هل تعرفون لماذا؟ لأنني أخذت النفط من هناك. فالقوات الوحيدة التي تركتها هناك تقوم بأخذ النفط، فهي هناك لحماية النفط".

وعندما حاولت المذيعة لورا إنغراهام، تصحيح السيد ترامب من خلال الإصرار على أن الجنود لم يبقوا هناك لأخذ النفط ولكن لحراسة المنشآت، قاطعها ترامب قائلاً: " لا أعرف، ربما يجب أن نأخذه، لكن في الحقيقة نحن لدينا النفط. والآن، أصبح النفط بيد الولايات المتحدة. النفط لدينا".

ليست هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها رجل الأعمال السابق والرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية، علناً عن سرقة احتياطيات سوريا النفطية. ففي شهر أكتوبر الماضي، وبعد وقتٍ قصيرٍ من الانسحاب المفاجئ للقوات الأمريكية والتخلي عن حلفائهم الأكراد في المنطقة، قال السيد ترامب إنه يريد أن تقوم شركة نفط أمريكية بالذهاب إلى هناك للاستفادة من النفط السوري نيابة عن الحكومة.

وذكر:" ربما، ما أنوي فعله هو عقد صفقةٍ مع شركة إكسون موبيل أو إحدى الشركات الكبرى لدينا للذهاب إلى هناك والقيام بالأمر بشكلٍ صحيح".

مثل هذه الخطوة من المرجح أن تعتبر جرائم حرب وأعمال نهب دولية، وهي أعمالٌ دائماً ما اعتبرت غير قانونية بموجب القانون الدولي وقواعد الحرب. إذ تحظر اتفاقية جنيف، التي وقعت عليها الولايات المتحدة، بشكلٍ صريحٍ وواضح نهب الممتلكات أثناء النزاع، وتُعرّفها بأنها جريمة حرب ومخالفة للقانون الدولي .

وقال بنجامين فريدمان، مدير السياسة في مركز دراسات الدفاع والأستاذ في جامعة جورج واشنطن، في مقابلةٍ مع صحيفة الإندبندانت في العام الماضي : "يبدو أن الرئيس ترامب يعتقد أن الولايات المتحدة يمكنها بيع النفط بناءً على تصريحاته في الماضي بشأن النفط العراقي والنفط الليبي، ظناً أنه يمكننا نهب الدول بهذه البساطة، وأنا متأكدٌ تماماً من أن مستشاريه والعاملين في البيت الابيض قد حاولوا أن يشرحوا له أنه لا يمكنه القيام بذلك وأن الأمر لا يتم بهذه الطريقة " .

وتابع: " إن جني الأرباح من بيع النفط السوري لخزينة الولايات المتحدة سيكون أمراً غير قانونياً. فمن المحتمل أن يكون ذلك بمثابة نهبٍ بموجب القانون الدولي والأمريكي".

ومن المفارقات أن الخبراء يقولون: "إن حقول النفط السورية ليست مفيدةً أو "محرزة على أي حال"، فحتى قبل أن تنحدر البلاد في حربٍ أهلية فوضوية، كانت تنتج حوالي 380000 برميل يوميًا فقط من النفط ذي النوعية الرديئة. وفي عام 2018، وبعد أن عرقل الصراع قدرات إنتاج النفط السوري، أنتج حوالي نفس كمية النفط فالتي تنتجها ولاية إلينوي الأمريكية".

والجدير بالذكر أنه قبل أن يدخل البيت الأبيض، قال ترامب عدة مراتٍ إنه كان يتعين على الولايات المتحدة "أخذ النفط" من دول الشرق الأوسط الأخرى التي تدخلت قواتها المسلحة فيها، بما في ذلك العراق وليبيا.

وتكهن بعض المعلقين بأن مسؤولي الدفاع بذلوا جهداً كبيراً وعملوا بشكلٍ يائس لإقناع الرئيس بالسماح لبعض القوات الأمريكية بالبقاء في سوريا لمجابهة الإرهاب، ولكنهم في نهاية الأمر أجبروا على اللجوء إلى هوسه النفطي للحصول على موافقته.

النهضة نيوز