علوم

درجة حرارة جسم الإنسان انخفضت خلال القرنين الماضيين

12 كانون الثاني 2020 15:43

تشير دراسةُ جديدة قام بها فريقٌ من علماء كلية الطب بجامعة ستانفورد إلى أن متوسط درجة حرارة جسم الإنسان في الولايات المتحدة قد انخفض خلال القرن الماضي.

تشير دراسةُ جديدة قام بها فريقٌ من علماء كلية الطب بجامعة ستانفورد إلى أن متوسط درجة حرارة جسم الإنسان في الولايات المتحدة قد انخفض خلال القرن الماضي.

ومن خلال التحقق من مجموعةٍ متنوعة من السجلات الصحية، خلص الباحثون إلى أن متوسط درجة حرارة الجسم الأمريكية انخفض بمعدل 0.3 درجة مئوية و 0.6 درجة مئوية لدى النساء والرجال على التوالي، عما كان عليه في القرن الـ 19 .

وقد تم تقديم فكرة أن درجة حرارة جسم الإنسان القياسية تبلغ حوالي 98. 37 درجة مئوية لأول مرة من قبل الطبيب الألماني كارل رينهولد أوغست وندليتش في عام 1851. ومنذ ذلك الحين، أصبح من المقبول على نطاقٍ واسع أنه بمثابة حجر أساسٍ للصحة وأداةٍ تشخيصية يستخدمها الأطباء وأولياء الأمور كمؤشرٍ أساسي لمعرفة إذا ما كان الشخص مريضاً أم لا.

ومع ذلك، اتضح أن هذه الحقيقة الراسخة ليست صحيحةً أو دقيقةً في الواقع، أو بعبارٍة أدق، أصبح البشر أكثر برودة على مر هذه السنين.

فقد أظهرت الدراسات الحديثة أن سجلات درجات الحرارة لمجموعاتٍ من الأشخاص كانت تميل إلى الانخفاض مقارنةً بالقاعدة المقبولة للدرجة الطبيعية لجسم الإنسان، لذلك قرر فريق جامعة ستانفورد ، بقيادة الباحثة جولي بارسونيت، أستاذة الطب و الأبحاث والسياسة الصحية، القيام بالمزيد من الأبحاث في دراسةٍ متعمقة لمقارنة القياسات الحديثة مع السجلات التاريخية في محاولةٍ لتحديد اتجاهات درجة حرارة الجسم، وربما الكشف عن سبب حدوث هذا التبريد التدريجي في درجة حرارة الإنسان عبر العصور .

وبالنسبة للبحث، نظر فريق ستانفورد في ثلاث مجموعاتٍ من البيانات المميزة المأخوذة من ثلاث فترات تاريخية.

وفي نهاية الأمر، وجد الفريق أن الرجال الذين ولدوا في القرن الحادي والعشرين كان متوسط درجة حرارة جسمهم أقل بمقدار 0.6 درجة مئوية من أولئك الذين ولدوا في أوائل القرن التاسع عشر، في حين أظهرت أن درجة حرارة جسم النساء المعاصرات انخفاض بمتوسط قدره 0.3 درجة مئوية مقارنةً بأولئك اللواتي ولدنفي التسعينيات من القرن التاسع عشر.

وهذا يعني أن درجات حرارة جسم الإنسان قد انخفضت بمقدار 0.3 درجة مئوية كل عقد تقريباً. ومع ذلك، ونظراً لوجود العديد من العوامل التي تؤثر على درجات حرارة الجسم، يقول الفريق إنه ليس من الضروري تحديث تعريف متوسط درجة حرارة الجسم للأغراض اليومية .

أما بالنسبة لسبب حدوث ذلك، يقول الباحثون أن الآلية الأكثر ترجيحاً هي تقليل معدل الأيض البشري بسبب العوامل البيئية، كما أن أحد الاحتمالات هو أن التحسينات في الصحة العامة على مدى 200 عام، والتي قد قللت من حدوث الالتهابات، مما يعزز عملية التمثيل الغذائي في جسم الإنسان، وهذا إلى جانب الأشخاص الذين يعيشون حياةً أكثر راحةً في بيئاتٍ أكثر استقراراً ، مما يعني أن الجسم لا يجب أن يعمل بجدٍ للحفاظ على الدفء، وبالتالي فإن متوسط درجة حرارة أجسامهم ينخفض تلقائياً.

وتقول بارسونيت: "من الناحية الفسيولوجية، نحن نختلف تماماً عما كنا عليه في الماضي. فنحن في الواقع نتغير فسيولوجياً مع مرور الوقت".

النهضة نيوز