علوم

كيف يمكن أن يساعد البطيخ المر في علاج السرطان؟

15 كانون الثاني 2020 20:02

كان البطيخ المر أو القرع المر بمثابة علاجٍ هنديٍ تقليدي لقرونٍ طويلة، وفي الآونة الأخيرة، كانت المكملات الغذائية التي تعتمد على البطيخ المر تكتسب شعبيةً كدواءٍ بديلٍ لمرض السكري.

كان البطيخ المر أو القرع المر بمثابة علاجٍ هنديٍ تقليدي لقرونٍ طويلة، وفي الآونة الأخيرة، كانت المكملات الغذائية التي تعتمد على البطيخ المر تكتسب شعبيةً كدواءٍ بديلٍ لمرض السكري.

والآن يبدو أن الأبحاث الجديدة التي اجريت على الفئران تشير إلى أن مستخلص البطيخ المر قد يساعد في محاربة السرطان أيضاً.

البطيخ المر والمعروف باسمه العلمي (Momordica charantia)، والمعروف شعبياً أيضاً بالقرع المر، هو أحد الأقارب البيولوجية لكلٍ من الخيار والكوسا، ومنشأه الطبيعي الأصلي في ولاية كيرالا جنوب الهند.

تقليدياً، ساعد البطيخ المر في علاج العديد من المخاوف الصحية، واكتسب مؤخراً بعض الشعبية كعلاجٍ طبيعيٍ ضد مرض السكري وبديلاً عن الأدوية الصناعية الكيميائية، كما أن هذه الفاكهة تعتبر عنصراً أساسياً في بعض الأطباق الآسيوية، كونها تزيد من نكهة الأطباق المحلية الفريدة من خلال مرارتها المميزة.

وفي الآونة الأخيرة، قامت الأستاذة راتنا راي من جامعة سانت لويس في ميزوري برفقة زملاؤها بالبحث عن الأمر بدافع الفضول، حيث قاموا بتجاربٍ على الفئران المخبرية لمعرفة تأثيرات البطيخ المر عليها، وقد أظهرت تلك التجارب أن مستخلص البطيخ المر فعالٌ في منع نمو وانتشار الأورام السرطانية بشكلٍ ملحوظ.

حيث قررت هي وزملاؤها وضع هذا الاختبار في دراسةٍ أولية باستخدام مستخلص البطيخ المر على أنواع مختلفة من الخلايا السرطانية، بما في ذلك سرطان الثدي والبروستاتا وخلايا سرطان الرأس والعنق.

وقد أظهرت الاختبارات المعملية أن المستخلص منع هذه الخلايا من التكاثر والنمو، مما يشير إلى أنها قد تكون فعالةً في منع انتشار السرطان. وفي تجارب أخرى على الفئران، وجد الباحثون أن المستخلصات النباتية كانت قادرًة على الحد من الإصابة بسرطان اللسان أيضاً.

لذلك وفي دراستهم الجديدة، حاولت الأستاذة راي و فريق العمل على معرفة ما يمكن أن يعطي مركبات البطيخ المر ميزةً ضد الخلايا السرطانية، وهذه المرة استخدموا الفئران المخبرية لدراسة الآلية التي تتفاعل من خلالها المواد الموجودة في مستخلص البطيخ المر مع أورام سرطان الفم واللسان.

وقد وجدوا أن المستخلص يتفاعل مع الجزيئات التي تسمح للسكر والدهون بالانتقال بين أعضاء الجسم، و في بعض الحالات تكون غذاءً وتمد الخلايا السرطانية بالطاقة مما يسمح لها بالتكاثر والانتشار والنمو.

وبالتدخل في تلك المسارات، أوقف مستخلص البطيخ المر بشكٍل أساسيٍ نمو أورام السرطان عبر قطع إمدادات السكر إليها، وقد أدى ذلك إلى موت بعض الخلايا السرطانية واختفاؤها تماماً.

وتقول راي : "جميع الدراسات التي أجريناها على النماذج الحيوانية أعطتنا نتائج مماثلة أشارت إلى انخفاضٍ بنسبة 50٪ تقريباً في نمو الورم السرطانية المختلفة".

لا يزال من غير الواضح ما إذا كان البطيخ المر سيكون له نفس التأثير على البشر أم لا ، و لكن الأستاذة راي وزملاؤها يشرحون إلى أن هذا هو ما يهدفون إلى تحقيقه ومعرفته مستقبلاً .

النهضة نيوز