علوم

الحليب منزوع الدسم يبطئ الشيخوخة ويعيد شباب الحمض النووي

17 كانون الثاني 2020 21:43

حلل العلماء جينات ما يقرب من 6000 شخص في دراسةٍ أجريت عليهم بعد أن استفسروا منهم حول وجباتهم الغذائية ونوع الحليب الذي شربوه.

حلل العلماء جينات ما يقرب من 6000 شخص في دراسةٍ أجريت عليهم بعد أن استفسروا منهم حول وجباتهم الغذائية ونوع الحليب الذي شربوه.

حيث يمكن تحديد عمر الحمض النووي من خلال النظر في طول أجزاءٍ معينة من الكروموسومات، والتي تصبح أقصر مع تقدم العمر.

ووجد الباحثون أنه مقابل كل زيادةٍ بنسبة 1% في نسبة الدهون في الحليب الذي يشربه شخص ما، فإن الحمض النووي الخاص بهم يعادل تقدم العمر بأكثر من 4 سنوات.

ويشير الباحثون إلى أن أولئك الذين يشربون الحليب الذي يحتوي على نسبة قليلة من الدسم والمعروف بأغطية حمراء ويحتوي على حوالي 0.3 % من الدهون، قد يظلون شباباً لفترةٍ أطول من الذين يشربون الحليب ذو الأغطية الزرقاء، والذي تبلغ نسبة الدهون فيه 3.6 %.

كما ويعتقد العلماء الذين قاموا بالدراسة أن الدهون المشبعة في اللبن تسبب ضغطاً على الخلايا، وتتسبب في تلفها وفي موت الأنسجة في الجسم. لكنهم لم يتمكنوا من إثبات النتائج التي توصلوا إليها، والتأكيد على أن الحليب منزوع الدسم يمكن أن يمنع الحمض النووي الخاص بك من الشيخوخة، وقالوا بأنها ما زالت نظرية ودراسة تبحث في الآثار وليس الأسباب.

وقال رئيس الدراسة البروفيسور لاري تاكر: "كان من المدهش مدى الفرق. فإذا كنت ستشرب الحليب عالي الدسم، فيجب عليك أن تدرك أن القيام بذلك قد يسبب لك بعض العواقب الصحية الصعبة في المستقبل".

واستخدمت الدراسة بياناتٍ مأخوذة من المسح الوطني للصحة والتغذية، وأخذت إجاباتٍ من استبيان من إجمالي 5834 من البالغين الأمريكيين.

وقال الباحثون إنه مقابل كل زيادةٍ بنسبة واحد % في الدهون المستهلكة من الحليب، كانت التيلوميرات أقصر في 69 زوجاً أساسياً، وهذا العدد يترجم إلى أربع سنواتٍ إضافية من الشيخوخة البيولوجية.

استند الحساب إلى حقيقة أن كل سنةٍ إضافية من العمر الزمني تضاهي 15.3 زوجاً من أزواج التيلوميرات في الحمض النووي للمشاركين.

وقد كان هناك اختلافٌ بين 145 زوجًاً من التيلوميرات بين أولئك الذين شربوا الحليب كامل الدسم وأولئك الذين شربوا حليباً خالياً من الدسم، أي اختلافٍ مدته تسع سنواتٍ من الناحية النظرية.

وقد اقترح الباحثون بعض الأسباب وراء هذا الارتباط، فعلى سبيل المثال كان الأشخاص الذين يشربون الحليب عالي الدسم أكثر عرضةً للاستهلاك للدهون المشبعة. فالحليب نفسه يحتوي على حوالي ثلثي الدهون المشبعة، والتي ينصح الناس عموماً بتناولها بشكلٍ معتدل.

حيث يُعتقد أن الدهون المشبعة تؤدي إلى الالتهابات في الجسم، وتغير بكتيريا الأمعاء، وتزيد من الإجهاد التأكسدي على الخلايا، وهو ضررٌ في الحمض النووي يروج للدهون التي يمكن أن تؤدي إلى الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب وانسداد الشرايين.

وكتب المؤلفون: "يبدو أن ارتباط الدهون بالشيخوخة والشيخوخة الخلوية المحددة في هذا التحقيق ربما يرجع جزئياً إلى زيادة الالتهاب والضغط التأكسدي الناجم عن زيادة استهلاك الدهون المشبعة".

ومن المثير للدهشة أن البحث وجد أيضاً أن الأشخاص الذين لا يشربون أي نوع مناللبن يعيشون لفترة أطول من أولئك الذين يشربون الحليب قليل الدسم.

وأضاف البروفيسور تاكر أن نتائج الدراسة توفر الدعم للمبادئ التوجيهية الغذائية الحالية التي تشجع البالغين على استهلاك الحليب قليل الدسم، سواءٌ أكان الحليب الخالي من الدهون بنسبة 1%، أو الحليب عالي الدسم، كجزءٍ من نظامٍ غذائيٍ صحي.

وقال: "شرب الحليب ليس أمراً سيئاً، ولكن يجب أن تكون أكثر وعياً بنوع الحليب أو اللبن الذي تشربه".

النهضة نيوز