تقارير وحوارات

الهجوم على المصارف.. ضربة المتظاهرين تحت حزام الساسة

فريق التحرير

19 كانون الثاني 2020 22:35

بينما يشتغل وسط بيروت، مركز العاصمة التجاري والسياحي، يعود سياسيو لبنان إلى "تقاذف التهم" اللعبة التي تمرسوا عليها طوال عقود. ربما كان المشهد الذي نقله شاشات التلفزة من على باب مصرف بيروت قبل أيام،

بينما يشتغل وسط بيروت، مركز العاصمة التجاري والسياحي، يعود سياسيو لبنان إلى "تقاذف التهم" اللعبة التي تمرسوا عليها طوال عقود.

ربما كان المشهد الذي نقله شاشات التلفزة من على باب مصرف بيروت قبل أيام، حزيناً، لكنه شكل بطريقة أو بأخرى، حافزاً دفع سياسيو البلاد، إلى الخروج من حالة ترف الوقت التي يعيشونها، إلى الاستعجال في تشكيل الحكومة، ليس لشيء، إلا لأن النار، بدأت تحرق المصارف، التي هي طرف ثوبهم، أو ثوبهم كله.


الخطير في المشهد، الذي استطاع المسؤولين اللبنانيين قراءته بنجاح، هو حالة التصاعد في أعمال الشغب، وزيادة جرأة المتظاهرين على الأمن الذي أشرع في وجوههم عصاه الغليظة، فأن يصاب قرابة الـ 400 متظاهر خلال يومين من الأحداث، هو مؤشر خطير لمرحلة مقبلة، رغم ما سبق، فإن القراءة الناجحة للأحداث ووضع اليد على مؤشر الخطر، لا يعني بالضرورة التعامل بالمسؤولية الكاملة تجاهه، ففيما تهدأ نار الليل، تعود تفاهمات تشكيل الحكومة إلى إيقاعها الرتيب، فقد غادر الرئيس الحكومة حسان دياب قصر بعبدا، مساء اليوم الأحد، من دون أن يدلي بأي تصريح، ما يعني أنه لا حكومة اليوم ولا غداً، لأن مؤشرات الاتفاق بينه وبين رئيس الجمهورية التي يتمسك بتوزير أمل حداد، حتى اللحظة تبدو معدومة، فضلاً عن ظهور مشكلة حقيبة وزارة الأشغال، بعد تخلي سلمان فرنجية ومن خلفه تيار المردة عن المشاركة في الحكومة.

وأمام هذا الحراك الباب الدوار، التي تعيشه الكتل والطوائف، يزداد لهيب الميدان في الشارع، الذي لم يعد مفهوماً حتى اللحظة، إن كان تأليف الحكومة سيطفئ ناره، أم أنه سيبقى أداة مشاغلة وضغط، يحركه كل طرف كما يحلو له.

 بالعودة إلى "غزوات المصارف" التي بدت واحدة من أدوات الضغط المؤثرة في تحريك الساسة، فربما يعي شبان الحراك، أن واجهات المصارف التي حطموها، أعز على سياسيي البلاد من واجهات بيوتهم؛ إذ دفع الهجوم بسعد الحريري، الذي ركب موجة الحراك اللبناني طويلاً، إلى فتح النار على تصرفات المتظاهرين، قبل أن يزج بالمئات من عناصر الجيش إلى أبواب المصارف لحمايتها من هجمات الشبان الذين تخلو بشكل علني عن السلمية، وبدأوا باستخدام الزجاجات الحارقة التي حرقوا بها واجهات المصارف.

وعلى خطورة ما يحدث، فإن المتظاهرين استطاعوا بالهجوم على المصارف، الضرب تحت الحزام، لكن وأمام حالة العناد المتبادلة، هل تنتهي هذه المشاهد عقب تشكيل الحكومة، أن بوابة مرحلة جديدة من الحراك؟ لا أحد يدري

النهضة نيوز - بيروت