علماء: الأطفال الغير مولودين يشعرون بالألم قبل الإجهاض وبلوغهم 24 أسبوعاً

زعم العلماء أن الأطفال الذين لم يولدوا بعد قد يكونون قادرين على الشعور بالألم قبل بلوغهم 24 أسبوعاً، مما يعني أنهم قد يعانون من الألم قبل تعرضهم للإجهاض.

وكان الرأي الطبي السائد أن الجنين لن يتعرض لألم قبل بلوغه 24 أسبوعاً، وبعد ذلك يكون الإجهاض غير قانوني في بريطانيا باستثناء بعض الحالات الخاصة التي تستدعي الإجهاض.

وقال اثنين من الباحثين الطبيين، إن الدراسات الحديثة تشير بقوة إلى أن هذا الرأي الطبي السائد غير صحيح، وأن البحث يشير إلى أن الأطفال الذين لم يولدوا بعد قد يشعرون "بشيءٍ يشبه الألم" بعد 13 أسبوعاً من الحمل.

وفي مقالٍ نُشر في مجلة الأخلاقيات الطبية (JME)، يجادل الباحثين بأن النساء اللواتي يخترن عمليات الإجهاض بعد 13 أسبوعاً من الحمل يجب إخبارهن بأن الجنين قد يتعرض لألمٍ أثناء إجهاضهن له. كما يقولون: إنه على الطاقم الطبي أن يسأل عما إذا كانت المرأة تريد أن تُعطي الجنين مواداً لتخفيف الألم أم لا.

وقال المؤلف الرئيسي للبحث المثير للجدل، البروفيسور البريطاني ستيوارت ديربيشاير، الذي عمل كمستشارٍ لمنتدى المدافعين عن حق الأم في اختيار الإجهاض من عدمه وتنظيم الأسرة في المملكة المتحدة، وهو منتدى قامت به منظمة أمريكية رائدة في مجال تنظيم الأسرة والاختيار الطبي الأمريكي بقيادة جون بوكمان.

كما ويدعي الباحثان أنه بتجاهل الأدلة الجديدة التي يوضحها البحث الجديد هو مجرد تهورٍ أخلاقي.

وقال الباحثان إن أنه يوجد الآن "دليلُ جيد" على أن الدماغ والجهاز العصبي يكونان مرتبطان بما يكفي بعد 18 أسبوعاً من الحمل ليشعر الجنين بالألم.

كما وأثارت استنتاجاتهم تساؤلاتٍ خطيرة حول الإجهاض في المملكة المتحدة، حيث نفذت قرابة 218281 عملية إجهاض في عام 2018.

وبهذا العدد يعادل حوالي ربع أو 23 % من جميع حالات الحمل المسجلة في ذلك العام، حيث يتم إجراء حوالي 6000 عملية إجهاض سنوياً بعد بلوغ 18 أسبوعاً من الحمل أو في وقتٍ لاحق.

وكتب البروفيسور ديربيشاير والدكتور بوكمان: " بالنظر إلى الدليل على أن الجنين قد يكون قادراً على تجربة شيءٍ يشبه الألم أثناء عمليات الإجهاض اللاحقة، يبدو أنه من المنطقي أن يتم تشجيع الفريق السريري والمرأة الحامل على التفكير في تسكين الجنين بمساعدة بعض العقاقير المخدرة".

لكن كلير ميرفي، التي تعمل في الخدمة الاستشارية البريطانية للحمل (BPAS)، قالت: " لقد خلصت المراجعة الأكثر شموليةً لهذه المسألة حتى الآن إلى أن الجنين لا يمكن أن يعاني من الألم قبل بلوغه 24 أسبوعاً، فلا يوجد شيءٌ في هذه الورقة من شأنه أن يؤدي إلى تغييرٍ في هذه الممارسة السريرية".

وقال الدكتور أنثوني مكارثي من جمعية حماية الأطفال الذين لم يولدوا بعد: "إن المجتمع الذي يدعي أنه يأخذ على محمل الجد آلام الحيوانات يجب ألا ينكمش من مواجهة الألم الذي يصيب الأطفال الصغار تحت مسمى حرية الاختيار، كما أن جعل الموت غير مؤلم للقتيل لا يعد مبرراً على أخذ حياة أحد على كل حال".

وقال اللورد ألتون، وهو عضوٌ في هيئة التحقيق البرلماني في إطار تحقيقٍ برلمانيٍ حول شعور الجنين بالألم: " يضيف هذا الدليل الجديد مزيداً من الضغط على البرلمان لمراجعة الحد الزمني الحالي للإجهاض بشكلٍ عاجل. فقد أجرينا آخر مناقشةٍ مناسبة حول الحدود الزمنية في عام 2008".