فيروس كورونا الصيني تسببت به الثعابين

علوم

دراسة: عدوى فيروس كورونا الصيني انتشرت للبشر عبر الثعابين

24 كانون الثاني 2020 15:50

يعتقد الباحثون في جامعة بكين أن فيروس كورونا-2019 ، الفيروس التاجي الشبيه بفيروس مرض السارس الذي أصاب أكثر من 500 شخص في جميع أنحاء العالم و قتل 17 شخصا حتى الآن، يتكون من مزيج من فيروسين ، حيث أن أحد

يعتقد الباحثون في جامعة بكين أن فيروس كورونا-2019 ، الفيروس التاجي الشبيه بفيروس مرض السارس الذي أصاب أكثر من 500 شخص في جميع أنحاء العالم و قتل 17 شخصا حتى الآن، يتكون من مزيج من فيروسين ، حيث أن أحدهما يؤثر على الخفافيش والثاني مجهول المصدر تماما.

كما ويعتقد الباحثون أن خليط المادة الوراثية من هذين النوعين من الفيروسات، أدى إلى تبلور بروتين يسمح للفيروسات بالارتباط بخلايا معيّنة ، بما في ذلك خلايا البشر . فعندما قاموا بتحليل جينات السلالات التي تؤثر على الحيوانات المضيفة المختلفة ، وجد الفريق أن الثعابين كانت الأكثر عرضة لالتقاط السلالة الأكثر تطابقا للفيروس التاجي الجديد ، و من المرجح أن أجسادها قد وفرة بيئة و خزانا طبيعيا مفيدا لتطور السلالات الفيروسية التاجية و سمحت لها بتكرار نفسها ما أدى إلى العدوى.

اقرأ أيضاً: الصين ستبنى مستشفى لمرضى فايروس كورونا خلال عشرة أيام (صور)

فقد تم بيع الثعابين بجانب الكوالا و الفئران و الذئاب في سوق ووهان الشعبي للمأكولات البحرية في وسط المدينة، و الذي يعتقد الآن أنه كان مركز التفشي ، و من المحتمل أن تكون الثعابين نقطة انطلاق للفايروس لبدء عملية الانتقال و تفشي العدوى في البشر .

كما و كتب الباحثون في مجلة علم الفيروسات الطبية : " تشير النتائج المستخلصة من تحليلنا التطوري لأول مرة إلى أن الثعابين هي من أكثر الموائل و الحيوانات البرية المستضيفة لفيروس كورونا-2019 . فالمعلومات الجديدة التي تم الحصول عليها من تحليلنا التطوري مهمة للغاية لاتخاذ قرارات و خطوات فعالة للسيطرة على تفشي المرض " .

إن معظم أنواع الفيروس لها سلالات مختلفة ، و لكن لا توجد جميعها في جميع الأماكن أو البيئات ، و لا يمكن أن تصيب جميعها البشر أو أحد الحيوانات الأخرى .

من أجل القيام بدراستهم الجديدة ، قام فريق جامعة بكين بترتيب و فحص جينومات 272 سلالة من سلالات فيروس كورونا . حيث وجدوا أن السلالة الجديدة التي ظهرت من الصين ليست سوى النسخة السابعة من فيروس كورونا المعروف بقدرته على إصابة البشر .

كما و تشمل هذه الفيروسات التاجية المميتة المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (مرض السارس) ، الذي ظهر للمرة الأولى في الصين في عام 2003 ، و متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (مرض الميرس) الذي ظهر لأول مرة في المملكة العربية السعودية في عام 2013 .

و الآن ، ظهر الفيروس التاجي الصيني الغامض الجديد المعروف حاليا باسم فيروس كورونا-2019 ، و الذي رصد لأول مرة في سوق مركزي للمأكولات البحرية في مدينة ووهان وسط الصين في شهر ديسمبر من عام 2019 .

و الجدير بالذكر أنه لا تعد أسواق الحيوانات أو المأكولات البحرية أو الألعاب مصدرا شائعا لتفشي الأمراض الفيروسية التي تصيب البشر ، مثل هذا الفيروس الذي يعتبر تفشيه الحالي حدثا غير شائع .

كما و أنه يجدر الإشارة إلى أن الحيوانات التي تصاب بالفيروسات عادة تعطيها بيئة خصبة للتكاثر و تطور جيناتها و تركيبها الوراثي ، مما يتسبب في خلق سلالات فيروسية جديدة . و يبدو أن هذا هو ما حصل هذه المرة مع الفيروس التاجي و ما أدى لتفشي فيروس كورونا-2019 الجديد .

و وفقا للدراسة الجديدة ، فإن المادة الوراثية لفيروس كورونا الجديد، و على عكس بعض الفيروسات التي تحتوي على حمض نووي مشابه - تبدو و كأنها مادة وراثية لسلالة متقاطعة من سلالة معروفة بإصابة الخفافيش و سلالة مجهولة .

حيث يعتمد اختيار الفيروس للكائن الذي يستطيع إصابته على البروتينات الموجودة على أسطح خلاياه ، و ما إذا كان يمكن أن يرتبط بالمستقبلات الموجودة على أسطح خلايا الحيوانات الأخرى أيضا .

و يقول العلماء أنه خلال طور تطور فيروس كورونا-2019 ، طور الفيروس نوعا من مفاتيح البروتينات أو بروتين حيوي أتاح له الاندماج في خلايا الثعابين و انتقاله للبشر بعد ذلك . فمن هناك تكاثر الفيروس و تحور بطريقة أتاحت له الوصول إلى البشر الذين يتسوقون في سوق ووهان للمأكولات البحرية .

و بحسب ما وصفته السلطات المحلية الصينية ، فقد تم إغلاق السوق منذ اللحظة الأولى التي اكتشاف الفيروس فيها ، ووصفته بمركز العدوى و بـ"نقطة الصفر". حيث قتل الفيروس شديد العدوى 17 شخصاً و أصاب المئات في كل من الصين و كوريا الجنوبية و اليابان و تايلاند و هونج كونج و الولايات المتحدة .

و قد أظهرت قائمة أسعار أحد الشركات العاملة في سووق ووهان مجموعة من الحيوانات المتاحة للبيع بما في ذلك الثعالب الحية و التماسيح و الكلاب و الذئاب و السحالي العملاقة و الفئران و الطاووس و الخنازير . حيث يعتقد مؤلفو الدراسة أن عملهم من المحتمل أن يضيق مصدر الفيروس من قائمة تتكون من 112 حيوانا حيا و منتجا حيوانيا ، و التي يتم بيعها في السوق و من المحتمل أن تكون مركز انتشار المرض .

و قد قال الدكتور قاو فو، مدير المركز الصيني لمكافحة الأمراض و الوقاية منها في بكين يوم الأربعاء أن السلطات المحلية تعتقد أنه من المحتمل أن يكون الفيروس قد انتقل من الحيوانات البرية الموجودة في سوق المأكولات البحرية ، على الرغم من أن المصدر الدقيق ما زال غير محدد .

تحظر الصين الاتجار في عدد من الأنواع البرية أو تطالب بالحصول على تراخيص خاصة للقيام بذلك، لكن الأنظمة فضفاضة بالنسبة لبعض الأنواع إذا كانت قد تم تربيتها بغرض تجاري بحت.

 

النهضة نيوز - ترجمة خاصة عن ديلي ميل