من المتوقع أن يسمح الوزراء البريطانيون لشركة هواوي بوصول محدود لشبكات الجيل الخامس في المملكة المتحدة في إجتماع مجلس الأمن القومي مساء اليوم، وسط مخاوف من ارتباط الشركة بأجهزة المخابرات الصينية.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس للصحفيين: "سنصل إلى حل للوصول إلى التكنولوجيا الرائعة والاتصالات المتقدمة، ولكن أيضاً لن نغض الطرف عن أهمية حماية مصالحنا الأمنية وحماية شراكاتنا الرئيسية وسنتعاون مع القوى الأمنية الأخرى في جميع أنحاء العالم من أجل ذلك".
وقارن البعض الأمر بـ"تكنولوجيا الحرب الباردة"، حيث أن جونسون أوضح أنه لن يسمح لشركة هواوي إلا بتزويد معدات الشبكات غير الأساسية، مع تقييد الوصول إلى أنظمة الأمن المركزية في المملكة المتحدة وفقاً لوكالة "رويترز".
كما أن هذا الإجراء من شأنه أن يضع بريطانيا في وسط التجاذبات السياسية العالمية حول شركة هواوي، التي حظرتها الولايات المتحدة تماماً من شبكات الجيل الخامس بسبب المخاطر الأمنية، وهي تدفع بحلفائها إلى فعل الشيء نفسه أيضاً.
وبدوره قام وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بالتغريد ليلة الأحد بأن المملكة المتحدة لديها "قرار هام" قبل الشروع بالسماح لهواوي بالعمل على شبكات الجيل الخامس في المملكة، مع تأييد تحذير النائب المحافظ البريطاني توم توغندهات حول "التكلفة الحقيقية" لمثل هذا القرار الهام.
وقال توغندهات: "إن السيادة تعني التحكم في البيانات بقدر السيطرة على الأرض. فنحن نحتاج إلى تحديد ما نحن على استعداد للاستثمار فيه وتحديد الأطراف المستعدة لمشاركة هذه التكنولوجيا الخاصة بنا. فالتكاليف الحقيقية ستأتي لاحقاً في حال أخطأنا وسمحنا لشركة هواوي بتشغيل شبكات الجيل الخامس على الأراضي البريطانية".
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتأثر صفقة التجارة الحرة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، والتي يرغب جونسون في التوقيع عليها بحلول نهاية العام، بأي تحد من المملكة المتحدة لتحذيرات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الشركة الصينية.
حيث أرسل ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الأمريكي توم كوتون و جون كورنين وماركو روبيو خطاباً في مطلع الأسبوع إلى مجلس الأمن القومي البريطاني يحثه على منع شركة هواوي من تطوير الجيل الخامس في المملكة المتحدة.
وجاء في الخطاب " تصرفات الشركة تظهر سجلاً واضحاً للسلوك العدائي و المشاكل، كما أن حظر الشركة سيخدم مصلحة المملكة المتحدة والعلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وصحة ورفاهية السوق التي تعمل بشكل جيد".
ومع ذلك، أوضح وزير الخارجية البريطاني السابق النائب جيريمي هنت استقلالية المملكة المتحدة لاتخاذ هذا القرار الهام والذي يخص المملكة وحدها.
وفي تصرح لإذاعة الـBBC أمس قال هنت" إذا قررت المملكة المتحدة إعطاء الضوء الأخضر لشركة هواوي بأخذ دور المستقبلي في شبكة الجيل الخامس البريطانية ، فأنا آمل أن يكون هناك بعض التفهم في الولايات المتحدة لأننا لم نكن نحتاج أبداً إلى أن يكون التحالف الغربي أقوى من الآن".
وفي السياق من المتوقع أن تكشف المفوضية الأوروبية هذا الشهر عن ما يسمى بـ"صندوق الأدوات" للمعايير الأمنية لشبكات الجيل الخامس 5G، والتي تستند إلى مجموعة من التوصيات المصممة لمساعدة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على التخفيف من المخاطر الناشئة عن تكنولوجيا الجيل الخامس المتطورة، مثل التجسس والاختراقات الأمنية.
ومع ذلك، لن يستهدف صندوق الأدوات هذا أي بلد أو مزود معين، مما يترك الباب مفتوحا للتعاون المحتمل مع شركة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي.
النهضة نيوز