رغم دعوات لمغادرة القوات الأجنبية.. التحالف يستأنف عملياته ضد "داعش" في العراق

قال مكتب رئيس وزراء العراق عادل عبد المهدي مساء اليوم أن جيشه استأنف عملياته مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش"، بعد تعليق مهمتهم المشتركة وسط دعوات لمغادرة القوات الأجنبية.

وأوضح مكتب رئيس الوزراء في بيان أن المهمات استؤنفت في محاولة لاستمرار التقدم ضد الجهاديين المعاد تجميعهم قبل التوصل إلى اتفاق جديد بين الولايات المتحدة والعراق، والذي يمكن أن يؤدي إلى تخفيض كبير في قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة.

وقد قال مكتب عبد المهدي: "بالنظر إلى استمرار نشاط عصابات داعش الإرهابية في العديد من مناطق العراق ولاستغلال الوقت المتبقي للتحالف الدولي، فقد تقرر اتخاذ إجراءات مشتركة توفر تسهيلات لقواتنا".

وتم تعليق العمليات المشتركة والبعثات التدريبية بعد أن أمر الرئيس ترامب بقتل القائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، وزعيم الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، حيث أدى ذلك إلى تأجيج المشاعر المعادية لأمريكا في العراق، مما مكّن الفصائل السياسية في البرلمان من المطالبة بطرد القوات الأمريكية من العراق.

وعلى الرغم من أن إعلان اليوم لم يكن مفاجأ، فقد أكد على تزايد الحساسيات المحيطة بوجود القوات الأمريكية في العراق.

وفي الوقت الذي اعترف فيه المسؤولون الأمريكيون والعراقيون على انفراد بأن الاستئناف بدأ قبل أسابيع، إلا أنهم نفوا ذلك على الملأ وأبقوه سرياً وبعيداً عن وسائل الإعلام.

كما رفضت إدارة ترامب طلب عبد المهدي من الدبلوماسيين الأمريكيين تقديم جدول زمني للمغادرة الكاملة للقوات الأمريكية من العراق. وذلك في الوقت الذي يتعرض فيه عبد المهدي لضغط متزايد لإنهاء أو على الأقل إعادة التفاوض على الاتفاق الذي يسمح لأكثر من 5200 جندي أمريكي بالمساعدة في محاربة فلول الدولة الإسلامية في العراق.

وفي الأسبوع الماضي، انضم ما يصل إلى 200000 عراقي إلى مسيرة للمطالبة بالانسحاب الأمريكي من البلاد.

في السياق يخشى المسؤولين الغربيين من أن الانسحاب المتسارع قد يسمح لمقاتلي "داعش" بالتجمع ورص صفوفهم في أجزاء من الأراضي التي كانت تسيطر عليها الجماعة ذات يوم، حيث يسعى المسلحون الآن إلى إعادة تأكيد وجودهم، خاصة في الأماكن التي يصعب الحكم عليها مثل صحراء العراق وأرضها الحرام بين المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية والعراقية.