منتج جبل دايموند الذي أجلت كوريا الشمالية هدمه بسبب فيروس كورونا

أخبار

فيروس كورونا يؤجل نزاعا كوريا بين الشمال والجنوب

31 كانون الثاني 2020 10:34

أجلت كوريا الشمالية خططها لهدم المنشآت و الفنادق الكورية الجنوبية  في منتجع جبل دايموند ماونتن في كوريا الشمالية؛ و ذلك لمنع انتشار فيروس جديد الذي وصل إلى كوريا الجنوبية مؤخرا و أصاب الآلاف في الصين

أجلت كوريا الشمالية خططها لهدم المنشآت و الفنادق الكورية الجنوبية  في منتجع جبل دايموند ماونتن في كوريا الشمالية؛ و ذلك لمنع انتشار فيروس جديد الذي وصل إلى كوريا الجنوبية مؤخرا و أصاب الآلاف في الصين .

و قد جاء قرار كوريا الشمالية ، الذي تم نقله إلى الجنوب عبر رسالة بالفاكس في وقت متأخر من يوم أمس الخميس ، في الوقت الذي تكثف فيه التدابير الوقائية و الاحتياطية ضد وباء فيروس كورونا ، بما في ذلك منع السياح ، و تقليص حركة الرحلات الجوية و زيادة جهود الفحص و نشر التوعية عبر وسائل الإعلام الحكومية في جميع أنحاء البلاد و التي وصفت بأنها حالة " وجود وطنية ".

و كانت كوريا الشمالية قد طلبت في وقت سابق من جارتها الجنوبية إرسال عمال إلى جبل دايموند ماونتن في موعد متفق عليه لتطهير المنشآت التي قامت ببنائها في السابق . كما سحب الجنوب يوم الخميس العشرات من المسؤولين و العمال من مكتب اتصال بين الكوريتين في بلدة كيسونغ الحدودية الكورية الشمالية ، و التي وافقت كوريا على إغلاقها مؤقتا حتى يتم السيطرة على الوباء الخطير .
ففي حوالي الساعة 11 مساء من يوم أمس ، أبلغت كوريا الشمالية عبر خط هاتفي مباشر بين سيول وبيونج يانج قرارها بتعليق خططها لإزالة المنشآت في موقع دايموند ماونتن مؤقتا . و قال أنه لم يتضح على الفور متى ستكون كوريا قادرة على استئناف المناقشات حول تلك المنشآت .
لم تبلغ كوريا الشمالية بعد عن أي حالة إصابة بمرض كورونا الجديد الذي تم اكتشافه لأول مرة الشهر الماضي في الصين المجاورة . و الذي تسبب في مرض آلاف المواطنين في الصين ، و لكن كوريا الجنوبية أبلغت عن وجود سبع حالات حتى الآن .
في نوفمبر ، قالت كوريا الشمالية إنها أصدرت إنذارا لكوريا الجنوبية بأنها ستهدم العقارات الكورية الجنوبية في منتجع دايموند ماونتن إذا استمرت كوريا الجنوبية في تجاهل مطالبها بإخلائه .

و قد جاء ذلك بعد أسابيع من أمر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون بتدمير المنشآت الكورية الجنوبية التي وصفها بأنها "عفا عليها الزمن " و "غير مبهجة" بينما تعهد بأن تقوم كوريا الشمالية بإعادة تطوير الموقع من تلقاء نفسها .

وجاءت تصريحات كيم بعد شهور من الإحباط بسبب عدم رغبة كوريا الجنوبية في تحدي العقوبات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة ضد كوريا الشمالية و استئناف الجولات الكورية الجنوبية السياحية في المنتجع .

كما قالت كوريا الجنوبية إنها ستعطي الأولوية لحماية حقوق الملكية الخاصة بها و البحث عن "حلول مبتكرة" لمشاكل الحوار بين الكوريتين . و لكن كوريا الشمالية رفضت حتى الآن جميع دعوات كوريا الجنوبية لإجراء مناقشات مباشرة أو إرسال وفد لتفقد الموقع حتى .

كانت الجولات الكورية الجنوبية السياحية إلى منتج دايموند ماونتن رمزا رئيسيا للتعاون بين الخصمين ، و مصدرا نقديا قيما للاقتصاد الكوري الشمالي قبل أن يعلقه الجنوب في عام 2008 بعد أن أطلق حارس كوري شمالي النار على سائح كوري جنوبي .

فلا يمكن لسيؤول إعادة تشغيل الرحلات الجماعية إلى منتجع دايموند ماونتن أو القيام بأي نشاط اقتصادي رئيسي آخر بين الكوريتين دون تحدي العقوبات الدولية ضد كوريا الشمالية، و التي تم تعزيزها منذ عام 2016 ، عندما بدأت كوريا الشمالية في تسريع تجاربها النووية و الصاروخية .

و على الرغم من أن عقوبات الأمم المتحدة لا تحظر السياحة بشكل مباشر ، إلا أنها تحظر التحويلات النقدية بالجملة التي يمكن أن تنتج عن أنشطة تجارية مثل الجولات السياحية في منتجع دايموند ماونتن .
و في قمتهم الثالثة في سبتمبر 2018 في بيونج يانج ، تعهد الزعيم كيم و الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن بإعادة تشغيل الجولات الكورية الجنوبية السياحية إلى منتجع دايموند ماونتن و تطبيع العمليات في حديقة المصانع بين الكوريات في بلدة كايسونج الحدودية لكوريا الشمالية ، معربا عن تفاؤله بأن العقوبات يمكن أن تنتهي و تسمح لمثل هذه المشاريع بالعمل و الازدهار .
لكن من دون تحقيق تقدم كبير في المفاوضات النووية بين واشنطن و بيونغ يانغ ، فإن مثل هذه المشاريع الاقتصادية بين الكوريتين لا تزال مركونة على الرف دون تنفيذ . حيث علقت كوريا الشمالية في الأشهر الأخيرة كل الوسائل الدبلوماسية و سبل التعاون مع الجنوب في الوقت الذي طالبت فيه سيؤول بالابتعاد عن حليفتها واشنطن و استئناف أنشطتها الاقتصادية بين الكوريتين .

النهضة نيوز - بيروت