دحلان في الدراما التركية

أخبار

"دحلان" في الدراما التركية.. قطاع الطرق لا يحكمون العالم

فريق التحرير

8 شباط 2020 11:44

لم يكن بمقدور أحد التكهن بحجم العدائية التي تحكم علاقة السلطات التركية بالقيادي المفصول من حركة فتح، محمد دحلان؛ لأن كثيراً من تصريحات الساسة، لا يؤخذها الشارع على محمل الجد، لكن جدية العداء (التركي ا

لم يكن بمقدور أحد التكهن بحجم العدائية التي تحكم علاقة السلطات التركية بالقيادي المفصول من حركة فتح، محمد دحلان؛ لأن كثيراً من تصريحات الساسة، لا يؤخذها الشارع على محمل الجد، لكن جدية العداء (التركي الدحلاني)، تجاوزت الاتهامات التي وجهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان له مؤخراً، بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة على نظام الحكم عام 2016، ثم رصد جائزة قيمتها 700 ألف دولار لمن يدلي معلومات تقود إلى اعتقاله، إلى حضوره المباشر في الأعمال الدرامية التركية التي ترعاها الدولة.

المسلسل الحكومي الذي يحمل اسم "قطاع الطرق لا يحكمون العالم" ألقى قليلاً من الضوء على حجم التأزم الذي يعيشه النظام التركي من القيادي الفلسطيني الذي يعمل مستشاراً أمنياً لولي عهد الإمارات، فقد جسدت الحلقة رقم 155 من المسلسل النظرة التي تحب الحكومة التركية أن ينظر بها الجمهور التركي والعربي إلى خصومها، فبدا "دحلان" في المسلسل زعيماً مافيا خارق، يمتلك نفوذاً قوامه عصابات "قليلة الشرف" تنفذ أجنداته في مختلف دول العالم.

القيادي محمد دحلان، الذي تتهمه ائتلاف الدول الاخوانية (قطر – تركيا) بالوقوف وراء عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي، وتقويض حكم حكومة فؤاد السراج الموالية لتركيا في ليبيا عبر دعم الجنرال خليفة حفتر، والوقوف وراء محاولة قلب نظام الحكم في تركيا، صنعت منه الدراما التركية مؤخراً، النقيض الموضوعي لرجال الخير الذين يدينون بالولاء لرجب طيب أردوغان، ووفر العمل الدرامي _ قطاع الطرق لا يحكمون العالم_ معلومات بدا مصدرها مخابراتي، عن طبيعة تحركاته وحجم حراساته، والسبل التي يسلكها في شراء الذمم وصناعة الولاءات، وأضاف إلى جانب كل ذلك، حبكات درامية ستجعل من حضور (رجل الشر) الأول في العالم، يستمر في حلقات المسلسل لحلقات طويلة.


 


وكما هو معهود على الدراما التركية، لا بد أن تنتهي كل الحلقات، بخاتمة "بليودية" تقليدية، يفشل فيها رجال "أردوغان" المخلصين، مخططات "أردوغان" ويعتقلون واحداً من رجالاته.

ومع أن العمل الذي يحاول الاعلام التركي الترويج له يأخذ منحىً شعبي غير نخبوي، لجهة التركيز على مشاهد (الآكشن) المبالغ فيها كثيراً، إلا أنه يعد انتاجاً متسرعاً لجهة الاتقان والجذب، إذا ما قورن بنظيره الذي أنتجته الامارات العربية المحتدة لذات المهمة _ممالك النار_ وحشد فيه عددا مقنعاً من نجوم العرب المبدعين، لكن العملين، يقدمان اشارة إلى أن لغة المواجهة الدرامية السياسية الموجهة، ستسيطر على المضمون الانتاجي في المرحلة المقبلة، في انعكاس منطقي، لاشتعال الميدان، وبلوغ الاستقطاب الاقليمي إلى مرحلة الصدام العسكري.

النهضة نيوز - بيروت