السفير السوري السابق في الأردن بهجت سليمان

أخبار

في لقاء صحافي.. بهجت سليمان انتقد "حماس"  وهاجم "أردوغان" وأشاد بالرئيس عون

8 شباط 2020 20:08

لا يمر اسم بهجت سليمان بهدوء على مسامع المحيط العربي، العسكري السياسي، أو السياسي العسكري الحاد والمثير جداً في تصريحاته، لديه من الخصوم الكثير، ومن المحبين أكثر،  الرجل الذي جاوز من عمره السبعين عاما

لا يمر اسم بهجت سليمان بهدوء على مسامع المحيط العربي، العسكري السياسي، أو السياسي العسكري الحاد والمثير جداً في تصريحاته، لديه من الخصوم الكثير، ومن المحبين أكثر،  الرجل الذي جاوز من عمره السبعين عاماً، تحتفظ تجاعيد وجهه بمحطات طويلة من العمل الأمني والسياسي والعسكري، انتهت بتوليه منصب السفير السوري في الأردن، وحتى ذلك الحين، كان "سليمان" مزعجاً جداً لخصومه، الذين هم بالضرورة خصوم بلاده، واضحاً وصارماً في صراحته، هو سياسي وعسكري نعم، لكنه بقي "بهجت سليمان" أولاً وأخيراً، أي أنه بقي الرجل الذي يحبه جمهوره وخصومه لذات الأسباب.

تلك التجربة الحياتية الغنية بالتفاصيل والخبرات، تقف وراءها شخصية القارئ النهم والمثقف العميق، المحيط بمتابعة غير عادية لأحداث العالم، التي يحللها بعين سوريةٍ عروبية صرفة، ولأن بهجت سليمان، يحب تسمية الأمور بمسمياتها، ويعجبه أن يكون مزعجاً لخصومه في توصيف الواقع، فقد أكد في هذا الحوار الذي تسلط "النهضة نيوز"  الضوء على بعض نقاطه، وتنقله عن موقع "خمس نجوم"، أكد "سليمان" فيه على جملة من الحقائق الصادمة، أهمها العلاقة مع تركيا التي رأى وحتى في ذروة الخصومة الحالية معها، أن المصالحة بينها وبين دمشق، لابد منها، ومر في حديثه على آفاق الحرب الكونية على سوريا، ولم ينسَ أن يتحدث عن حركة حماس وصفقة القرن والقضية الكردية وتواجد حزب الله وإيران في سوريا، ملفات، يحتاج كل واحدٍ منها إلى جلسات طويلة ومنفردة، قدم السفير السوري لها تقديراً واضحاً، واجابات جراحية حاسمة ودقيقة.
ففيما يتعلق بصفقة القرن، وجد بهجت سلمان أن هناك قدرة على مواجهة صفقة القرن، لكن الإرادة لمواجهتها مشتتة، كما أن الرهان على القرار العربي الرسمي سيصيب الجمهور بخيبة أمل، لأن النظام العربي تابع للقرار الأمريكي يوضح  سلمان: "ولأن النظام الرسمي العربي قد استقال من مهمة الدفاع عن الوطن العربي، واكتفى باسترضاء الأمريكي والحرص على عروشه وكروشه.. كان لا بد لقلب العروبة النابض في دمشق أن يتصدى ويقوم بهذه المهمة.. ومعه المؤمنون بأن " إسرائيل " هي غدة سرطانية في هذه المنطقة (..) لذا ظهر محور المقاومة التي تقوده الجمهورية الإسلامية الإيرانية دماغه المفكر".

يتابع سلمان: "الإرادة والقرار والقدرة يمتلكها محور المقاومة، لذا لن يكتفي المحور بإسقاط صفقة القرن، بل سيخرج القوى الاستعمارية القديمة والجديدة من المنطقة، شاءت أم أبت".

وفي معرض اجابته على تساؤل حول مواقف السلطة وحماس من صفقة القرن، والضباب المحيط حول ذلك، أجاب سليمان: عندما يطلب من المرء الانتحار ، خدمة لعدوه ، فمن الطبيعي والبديهي والمنطقي ، أن لا ينتحر ..والمطلوب الآن من حماس والسلطة الفلسطينية ، وفقا لصفقة القرن ، هو الانتحار خدمة لحسابات نتنياهو وترامب والمشروع الإسرائيلي . ورفضهم لصفقة القرن ، يعني رفضهم للانتحار . ورفض الانتحار هذا ، يرفع الغطاء ويسحب البساط ، عن إمكانية شرعية وقوننة صفقة القرن .. ويفسح المجال رحيبا أمام محور المقاومة لكي يرفع الوتيرة بل ويضاعفها في مواجهة المشروع الصهيوني و مواجهة داعميه الأطالسة و مواجهة أذنابهم وأدواتهم الظاهرة المعلنة والخفية المتسترة .وبقاء السلطة على موقف الرفض ، هو خطوة إلى الأمام ، وإن كانت غير كافية"

وفيما يخص حركة حماس، انتقد سليمان سياستها المتأرجحة في التنقل بين محور المقاومة وخصومه، إذ قال: حتى تعبر حماس عن رفضها لصفقة القرن، فإن عليها تعميق الانخراط في محور المقاومة ، والتوقف عن سياسة " وضع رجل في البور ورجل في الفلاحة " .
وفيما يخص الحرب على الدولة السورية رأى "سليمان" أن الحرب شارفت على الانتهاء، لكن ووفق رأيه، فإن ذلك لا يعني: "أن تتوقف الحرب غداً"، يوضح الرجل: " بقي لانتهاء الحرب على سورية بشكل كامل، تحرير المناطق السورية التي يحتلها أردوغان و مجاميعه الإرهابية ، وتحرير المناطق السورية التي يحتلها الأمريكان والانفصاليين" يبين مردفاً: "وما يعيق اتمام تحرير سوريا حتى اللحظة، هو القرار الأمريكي بإبقاء أوار الحرب الشعواء على سورية ، متأججا، اضافةً إلى مكابرة أردوغان وعدم امتلاكه جرأة الاعتراف بفشله في مشروعه العثماني الجديد ، وهلعه من ارتدادات هذا الاعتراف عليه داخل تركيا نفسها" .

وبشأن عملية تحرير مدن الشمال السوري، وخصوصاً محافظة ادلب، أكد سليمان أن مراوغة أردوغان ومحاولته فرض وقائع على الأرض يصعب تغييرها هو ما دفع الجيش السوري لوضع حد: للنفاق الأردوغاني" من خلال العمل على تحرير الأرض التي تم "السطو عليها"، لكن "سليمان" أكد في الوقت عينه أن المنطق يقول أن خاتمة كل تلك العدائية التي مارسها أدروغان تجاه سوريا، لابد أن تكون الوصول إلى السلام، تحقيقاً لمصالح البلاد، يقول: " وأردوغان زائل ، ولكن تركيا جارة أبدية لسورية . والسوريون يعرفون جيدا حقوق الجيرة ومقتضياتها .. وبقي على الجار التركي أن يعرف ذلك أيضا . والأساس هو الأعراف والقوانين الدولية والاتفاقات الناظمة والبناء على المصالح المشتركة والالتزام بعدم إساءة الجار لجاره".

كما بين سليمان أنه لا أفق ولا مستقبل لدولة الكرد في سوريا، وناشد  الأكراد الحريصين على مصلحة أهلهم قائلاً: " وعلى الحريصين على الأشقاء الكرد ، من عرب وكرد ، أن يعملوا ما بوسعهم ، لإنقاذ السوريين الأكراد من ذلك الفخ المسموم المنصوب لهم في سورية ، والذي يدفعهم ويأخذهم إليه ، بعض ممثليهم وبعض من يدعون الحرص عليهم..وأن يأخذوا بهم ، إلى المطالبة بدسترة وتحقيق المواطنة السورية الكاملة ، لجميع السوريين ، دون تمييز بين مواطن سوري وآخر".

وعن موعد خروج حزب الله وإيران من سوريا، رأى "سليمان" أن ما يستحق أن يطرح بشكل وجيه، هو موعد خروج الولايات المتحدة الأمريكية وارهابيوها من سوريا، لأن هؤلاء انتهكوا حرمة الأراضي السورية، أما حزب الله وإيران، فقد جاؤوا لتحريرها والمحافظة على وحدة أراضيها، لكن سليمان يوضح في الوقت ذاته بالقول أنه :" عندما يزول سبب وجود حزب الله في سوريا، ستزول النتيجة بطبيعة الحال .. أي عندما ينتهي أو يخرج الإرهاب وداعموه من سورية.. سوف يعود حزب الله لكي يتفرغ لمهمته الأولى المقدسة، وهي الصراع مع العدو الصهيوني. . ويعود المستشارون الإيرانيون إلى بلدهم، لانتفاء الحاجة لهم حينئذ". 

وفيما يتعلق بمحور المقاومة وتموضع فيه، رأى سليمان أن محور المقاومة صار أمراً واقعاً، وهو في تطور وتسامي مستمر، وأن العلاقات بين الدول الأعضاء فيه صارت متينة وأكثر قوة من ذي قبل، وبين سليمان أن الرد الإيراني على استشهاد الجنرال قاسم سليماني يؤكد على وجود قوة ردع تحول دون انفلات الأمور إلى حرب شاملة، وأشار أيضاً إلى أن قصف قاعدة عين الأسد، ليس الرد الإيراني على استشهاد سليماني، إنما هو بداية الرد، الذي سيستمر حتى الخروج الأمريكي من المنطقة.

وأبدى سليمان اعجابه بالرئيس اللبناني ميشال عون، وقال أنه في ضمائر ووجدان ملايين السوريين، واستشهد بما وصفه به الرئيس بشار الأسد، هو رئيس صادق، يخاصم بشرف ويصادق بشرف.

واختتم سليمان مقابلته في اجابة على سؤال وُجه له عن موقعه في السياسية السورية، وإن كان استقال أم أُقصي وأُقيل بالقول: أنا جندي كنت ولا زلت، أقوم بما يمليه علي واجبي الوطني".

 

 

 

 

 

 

 

 

  .

 

 

 

 

النهضة نيوز - بيروت