تقارير وحوارات

فيلمٌ وثائقيٌّ إسرائيليٌّ عن نصر الله: أهدرنا فرصةً نادرةً لاغتياله… 

6 آذار 2019 09:37

فيلمٌ وثائقيٌّ إسرائيليٌّ عن نصر الله: أهدرنا فرصةً نادرةً لاغتياله…  لا يوجد زعيم عربيّ يُرعِب الإسرائيليين الذين يثِقون فيه مثله… حوّل نظرية بن غوريون لنقل المعركة لأرض العدوّ وبات يُمارِسها

فيلمٌ وثائقيٌّ إسرائيليٌّ عن نصر الله: أهدرنا فرصةً نادرةً لاغتياله… 

لا يوجد زعيم عربيّ يُرعِب الإسرائيليين الذين يثِقون فيه مثله…

حوّل نظرية بن غوريون لنقل المعركة لأرض العدوّ وبات يُمارِسها

 

“حسن نصر الله، هو الزعيم العربيّ الوحيد، الذي يقدِر أنْ يفتخِر ويتباهى بأنّه بواسطة المُقاومة، تمكّن من طرد الجيش الإسرائيليّ من جنوب لبنان في أيّار (مايو) من العام 2000، وأكثر من ذلك، زعيم حزب الله هو بشكلٍ أوْ بآخرٍ، عمل على تطبيق نظرية بن غوريون القائلة بنقل المعركة إلى أرض العدوّ ونجح في ذلك، إنْ كان في حرب لبانان الثانيّة عام 2006، أوْ من خلال الأنفاق التي أعدّها لاحتلال الجليل”، بهذه الكلمات لخصّ الجنرال احتياط عومري بار-ليف، قائد الوحدة المُختارة (ساييريت مطكال)، سيّد المُقاومة نصر الله وحزب الله.

 

أقوال بار-ليف، جاءت أمس خلال فيلمٍ وثائقيٍّ طويلٍ عرضته هيئة البثّ الإسرائيليّة، شبه الرسميّة (كان)، وشارك فيه عددًا من أقطاب كيان الاحتلال منهم، على سبيل الذكر لا الحصر: إيهود أولمرت، رئيس الوزراء السابق، إيهود باراك، رئيس الوزراء ووزير الأمن سابقًا، موشيه يعلون، وزير الأمن السابق، وكوكبة من جنرالات جيش الاحتلال، الذي رفضوا جميعًا الإجابة على السؤال المفصليّ الذي وجهه مُعّد ومُقدّم البرنامج: هل حاولت إسرائيل اغتيال نصر الله أمْ لا؟.

 

وقال مُقدّم البرنامج، الصحافيّ غاي زوهار، إنّ نصر الله هو أحد الأشخاص الأكثر قوّةً وكاريزماتيّةً في الوطن العربيّ، وتمكّن من تحويل حزب الله إلى أحد التنظيمات “الإرهابيّة” الأكثر قوّةً في العالم والذي يمتلك أموالاً طائلةً، وبات أغنى تنظيمًا “إرهابيًا” في العالم قاطبةً، بالإضافة إلى ترسانة الأسلحة التي تُقدّر، بحسبه، بحوالي 200 ألف صاروخ من المدّيات المُختلِفة، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه لا يوجد أيّ زعيمٍ عربيّ يؤرق الجمهور الإسرائيليّ مثل نصر الله، إذْ أنّه حصل على تغطيةٍ خاصّةٍ لم يحصل عليها أيّ زعيمٍ عربيٍّ من قبله، على حدّ قوله، مُضيفا: “نحن الإسرائيليين نستمِع إليه ونثِق فيه”، وهو يعرِف ذلك، وبالتالي ستغّل هذا الضعف لدينا لكي يزرع في عقولنا وقلوبنا الخوف وحتى الهلع، قال مُقدّم الفيلم.

 

إيهود باراك، قال خلال الفيلم إنّ نصر الله هو زعيمٌ عربيٌ من صنفٍ آخر، ويضع أمام إسرائيل تحدياتٍ جديدةٍ لم تعهدها من ذي قبل، ومن الممنوع علينا أنْ نستخّف فيه، فهو يتمتّع بقدرةٍ سياسيّةٍ هائلةٍ، فيما قال أولمرت إنّ نصر الله هو زعيم قاسِ، يعرف كيف يستغّل مشاعر اللبنانيين والإسرائيليين على حدٍّ سواء، أمّا يعلون فقال إنّ الحديث يجري عن زعيمٍ مؤمن بقدرته على الانتصار، وعاقد العزم على مُواجهة إسرائيل، ولا يخشى منها، إنّه مُتطرّف جدًا، بحسب توصيفه.

 

مُحلّل شؤون الشرق الأوسط، آفي إيسخاروف، قال في الفيلم إنّ حزب الله هو عدوُّ خطيرٌ جدًا، لا بلْ العدوّ الأكثر قسوةً لإسرائيل اليوم في منطقة الشرق الأوسط، مُشدّدًا على أنّ كلّ ما يقله نصر الله يتحوّل مُباشرةً في إسرائيل إلى عنوانٍ رئيسيٍّ في جميع وسائل الإعلام، لأنّه تمكّن من فهم العقل الإسرائيليّ بصورةٍ ممتازةٍ، إذْ أنّه قرأ ويقرأ الكتب التي أصدرها قادة إسرائيل على مرّ الزمن ويستقي المعلومات منها لفهم طبيعة المُجتمع الإسرائيليّ، على حدّ قوله.

 

المفاجأة الكبرى في الفيلم كانت من نصيب الجنرال احتياط، رونين كوهين، رئيس شعبة الأبحاث عن التنظيمات الإرهابيّة في الاستخبارات العسكريّة (أمان). كوهين قال في معرِض ردّه على سؤالٍ فيما إذا حاولت إسرائيل اغتيال نصر: بعد اختطاف الجنديين في العام 2006، ظهر نصر الله على المنصّة وألقى خطابًا، كنّا قادرين على قتله وهو يُلقي الخطاب، ولكن لأسبابٍ لا أُريد الخوض فيها، لم نُنفّذ عملية الاغتيال، كانت هذه الفرصة الذهبيّة الوحيدة للتخلّص مرّة واحدةً وللأبد من نصر الله، قال الجنرال الإسرائيليّ.

 

أمّا رئيس الحكومة خلال فترة حرب لبنان الثانية أولمرت، فقد كشف النقاب عن أنّ القائد العّام لجيش الاحتلال آنذاك، دان حالوتس، اقترح عليه توجيه ضربةٍ قاسيّةٍ للبنان وإعادتها إلى العصور الحجريّة، ولكنّه رفض خشيةً من الردّ الدوليّ، مع ذلك اعترف أولمرت بأنّ قصف الضاحيّة الجنوبيّة وتدميرها عن بكرة أبيها، كانت تهدِف إلى قتل نصر الله، ولكنّ المُخابرات الإسرائيليّة أخفقت في تحديد مكانه، وهكذا نجا من مُحاولات الاغتيال، الأمر الذي أحبطنا كثيرًا، على حدّ قوله.

 

وعن فشل المخابرات الإسرائيليّة قال المُحلّل أيسخاروف إنّ نصر الله لا يتواجد في البونكر تحت الأرض، كما تزعم إسرائيل، لافتًا إلى أننّا لا نعلم أيّ شيءٍ عن مكان تواجده، حتى أين يُصلّي يوم الجمعة لا تعرف الاستخبارات الإسرائيليّة، فههو لا يملك هاتفا محمولاً أوْ حاسوبًا محمولاً، الأمر الذي يجعل مهمّة العثور عليه شبه مُستحيلةً.

 

بالإضافة إلى ذلك، وجّه أولمرت انتقاداتٍ لاذعةٍ جدًا لوسائل الإعلام الإسرائيليّة التي أصبحت خلال حرب لبنان الثانية أسيرة خطابات نصر الله، ودرجت على نقل خطاباته ببثٍّ حيٍّ ومُباشرٍ، وتحديدًا عند ضرب البارجة الإسرائيليّة بالقرب من شواطئ بيروت، الأمر الذي عاد سلبًا على معنويات الجمهور في الدولة العبريّة، الذي بات يثِق بنصر الله من ناحية، ومن الناحية الأخرى يخشى منه حتى يومنا هذا، قال رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق.