اختراق هواتف جيش الاحتلال

تقارير وحوارات

المقاومة الفلسطينية توسع حلبة الصراع مع الاحتلال وتدخل ميدان السايبر

فريق التحرير

16 شباط 2020 18:37

أحبطنا، محاولة اختراق مئات الهواتف لجنود الاحتلال من قبل المقاومة الفلسطينية، وسيجري استدعاء مئات من الجنود الّذين قد اخترقت هواتفهم، بهدف المساءلة وإزالة الخطر، بعد أن زرعت المقاومة تطبيقات للتجسس"

أحبطنا، محاولة اختراق مئات الهواتف لجنود الاحتلال من قبل المقاومة الفلسطينية، وسيجري استدعاء مئات من الجنود الّذين قد اخترقت هواتفهم، بهدف المساءلة وإزالة الخطر، بعد أن زرعت المقاومة تطبيقات للتجسس"

هكذا أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال، اختراق المقاومة الفلسطينية لهواتف جنوده، وزعمه احباط العملية.

تعيد هذه الحادثة، التي استخدمت المقاومة فيها، تطبيقات تملك "قدرات عالية لنقل ملفات من الجهاز المختَرَق أوتوماتيكيًّا وتصوير صور من بعيد بشكل مستقل وتنزيل ملفات إضافية وتسجيل صوت وتتبع GPS وتوصيل للكاميرا وغيرها" حسبما أعلن جيش الاحتلال،  التذكير بهجمات القرصنة السايبرانية التي شنتها الوحدات التابعة للمقاومة في الثامن من أغسطس آب الماضي.

إذ بالتزامن مع التصعيد العسكري الذي حصل يومها، كانت صحيفة هآرتس العبرية، قد نشرت تحقيقا حول تمكن وحدات السايبر التابعة لكتائب القسام، من  اختراق هواتف لنحو 100 جندي إسرائيلي، مكنتها  من الحصول على كل المعلومات على الأجهزة بما في ذلك الصور وأرقام الهواتف وعناوين البريد الإلكتروني، وكذلك تشغيل الكاميرا ومكبر الصوت ورصد ما يجري في معسكرات الجيش، بما في ذلك القريبة من قطاع غزة.

يعني هذا الإعلان وهو على ما يبدو ليس الأخير، أن المقاومة باتت تمتلك مقومات تكنولوجية –رغم الحصار المطبق- مكنّتها من الدخول في ميدان الحرب السايبرانية. إذ على عظمة تكنولوجيا الاحتلال الأمنية، جرى الإعلان في أكثر من مرة عن محاولات الاختراق هذه، وهو ما يشير إلى أن المقاومة تقف على أرضية تكنولوجية مؤهلة لهذا المسار من الحرب الذي يعتمد على الاختراقات الإلكترونية التي  من شأنها إلحاق الضرر بالخصم والتسبب بشلل ممكن لمنظومته التحكم والمعلومات الخاصة به، والحصول منها على معلومات استخباراتية غاية في الخطورة والحساسية واستغلالها بالتالي عسكريًا في أرض الميدان أو تكبيدها الخسائر الاقتصادية الفادحة.

وتفاعل الإعلام العبري مع ما ذكره جيش الاحتلال، وفي ذلك، يرى المختص في الشأن الإسرئيلي، مهران ثابت: " أن المقاومة تطور من أدواتها وأساليبها لتنازل المحتل في حلبة الهجمات السايبرية، الأمر الذي يوسع من دائرة صراع الأدمغة بين المقاومة والعدو الإسرائيلي".

وأضاف: " يدل بيان بيان للجيش الإسرائيلي على ذلك، أنه في الأشهر الأخيرة، رصد قسم أمن المعلومات في هيئة الاستخبارات الاسرائيلية محاولات متكرّرة من قبل حماس لاختراق هواتف جنود جيش الدفاع النقالة بواسطة التواصل معهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومحاولة إغرائهم لتنزيل تطبيقات خبيثة".

وأشار إلى أنه: " وبحسب جيش  الاحتلال الإسرائيلي، أن حماس وسعت هذه المرة قدراتها، وبدأت تتوجه لشرائح أخرى، بخلاف المرات السابقة التي ركّزت فيها على المحاربين.

وتابع: " التهديد السايبري يشكل تحديًا كبيرًا للكيان الصهيوني، يدفعه لتجييش الميزانيات العالية وبذل الجهود المضنية من أجل إيجاد الحلول العملية القادرة على صد هذا الخطر المحدق".

ولفت إلى أن: " رؤية 2030، التي وضعها نتنياهو في محاولته لتطوير مفهوم الأمن الإسرائيلي جاء فيها، حسب التسريبات، أن التهديد السايبري هو من التحديات الجديدة التي تؤرق وستؤرق الكيان كثيرًا خلال العقد القادم".

وينوه إلى أن: أن المحاولات الأولى للمقاومة الفلسطينية في مجال السايبر ظهرت قبل سنوات وتمثلت في إختراق القنوات الإسرائيلية الإعلامية، وإرسال الرسائل على الأجهزة النقالة التي بحوزة الإسرائيليين، والتشويش على أجهزة إرسال الجيش الإسرائيلي ومؤخرًا الهجمة الإلكترونية التي تعرضت لها شركة الكهرباء الإسرائيلية".

وينقل مختصون في الشأن الإسرائيلي، أن المنظومة الأمنية في جيش الاحتلال، تولي هذا الجانب اهتماما خاصا، وتحاول قدر الإمكان تحصين أجهزتها الأمنية من هذه الاختراقات. 

النهضة نيوز