فيروس كورونا

أخبار

فيروس كورونا يكبد الشركات والاقتصاد الصيني خسائر ضخمة

20 شباط 2020 01:47

خفضت عدد من الشركات الخاصة في الصين الأجور أو أجرت تأخيرا لدفع الرواتب أو توقفت عن دفع بعضها بالكامل للموظفين

خفضت عدد من الشركات الخاصة في الصين الأجور أو أجرت تأخيرا لدفع الرواتب أو توقفت عن دفع بعضها بالكامل للموظفين وذلك بسبب الخسائر الاقتصادية التي خلفها فيروس كورونا، وتركتهم غير قادرين على تغطية تكاليف دفع رواتب عامليها في الوقت الراهن.

إذ بسبب محاربة انتشار الفيروس الذي أودى بحياة أكثر من 2000 شخص، شجع كل من السلطات الصينية وأصحاب العمل الكبار الناس على البقاء في منازلهم. ما أدى إلى تحول مراكز التسوق والمطاعم إلى أماكن فارغة وإغلاق الملاهي والمسارح مغلقة، وحظر السفر والتنقل غير الضروري.

ولكن المشكلة تكمن في أن ما هو جيد لاحتواء الفيروس القاتل، كان سيئا بشكل كبير للأعمال التجارية والاقتصاد الصيني. فمع إلغاء الفصول الدراسية في كلية تعليم البرمجة وصناعة الروبوتات في هانغتشو، سيخسر الموظفون 30٪ إلى 50٪ من أجورهم. كما وتم إغلاق منتزه ليونسجيت الترفيهية في تشوهاى، وتم إخبار العمال باستغلال وقت إجازتهم مدفوعة الأجر والاستعداد لإجازة غير مدفوعة الأجر.

وقال طاهي كان يعمل في أحد المطاعم الراقية في حي تسيم شا تسوي بهونج كونج، والذي فقد عمله مؤخرا بسبب الوباء: "ليس لدي دخل كاف لتغطية نفقاتي هذا الشهر بعد أن فقدت وظيفتي التي كنت أعتاش منها ".

ففي جميع أنحاء الصين، تخبر الشركات العمال أنه لا يوجد مال لهم، أو أنهم لن يتمكنوا من دفع رواتبهم كاملة، حتى لموظفي الحجر الصحي الذين لا يأتون للعمل. ولكن من السابق لأوانه تحديد عدد الأشخاص الذين فقدوا رواتبهم وعملهم نتيجة لتفشي المرض، ولكن في استطلاع رأي شمل أكثر من 9500 عامل من قبل موقع التوظيف الصيني Zhaopin، قال أكثر من ثلثهم إنهم يدركون أن ذلك ممكن الحدوث.

ويشكل تجميد الرواتب دليلاً آخر على الضربة الاقتصادية للقطاع الخاص المتقلب في الصين، والذي يعتر الجزء الأسرع نموا في ثاني أكبر اقتصاد في العالم وبين الشركات الصغيرة بشكل خاص.

ويشير إلى أن هذا العجز سيمتد إلى ما هو أبعد من المخاطر الاقتصادية للأزمة المالية التي ستصاحب تقليصات عامة في الوظائف وعدم استقرار الرواتب، حيث قال تشانغ شو، كبير الاقتصاديين بشؤون آسيا لوكالة "بلومبرج" الإعلامية: " إن فيروس كورونا قد يصيب الاقتصاد الصيني بصورة أصعب مقارنة بوباء السارس قبل 17 عاما".

وقال إدغار تشوي، المحامي المقيم في شنتشن ومؤلف كتاب (القانون التجاري في دقائق) : " يجب أن تلتزم الشركات بدورة دفع كاملة في شهر فبراير قبل توجهها نحو تخفيض الأجور إلى الحد الأدنى . أما بالنسبة للشركات التي لا تبذل ما يكفي لتغطية الرواتب ، فيجوز لها تأخير الرواتب ما دام الموظفون يحصلون على الأموال المستحقة عليهم في نهاية الأمر ".

وقال تشوي إنه سمع من آلاف العمال الأجانب الذين يقولون إن روابتهم قد تم تخفيضها إلى النصف لمدة شهر أو لأجل غير مسمى، مضيفا: "أن هذا الأمر غير قانوني".

وأكمل قائلا: " إن الكثير من هؤلاء الموظفين أجانب ولا يعرفون اللغة الصينية. فلا يعرفون سوى كل ما يقوله لهم رئيسهم، ولهذا يصبح من السهل بالنسبة لهم أن يتعرضوا للتخويف ".

ففي مصنع Shenzhen التابع لمجموعة Foxconn Technology، يتم عزل العمال العائدين من عطلة رأس السنة القمرية الجديدة في مساكن الطلبة قبل أن يتمكنوا من العودة إلى العمل. وهم ما زالوا يتلقون رواتبهم كما كانوا من قبل، لكن حوالي ثلث منهم لا يحصلون على أي شيء إذا لم يكونوا على رأس عملهم، وقد يصرفون لهم رواتبهم دون شيكات كاملة ومنتظمة.

كما يمكن للمستهلكين الصينيين خفض الإنفاق في بعض الفئات إلى الصفر، حيث يقول محللي وكالة بلومبرج: " على سبيل المثال، إذا تخطيت شرب اللاتيه الصباحي يوميا لمدة شهرين، فمن غير المحتمل أن تمرض بسبب تلك المشروبات التي لم يتم تناولها في وقت لاحق من العام، بل سيكون الأمر جيدا لك من الناحية الاقتصادية".

ومع وجود احتياطيات محدودة وكمية أقل من التقنيات، فإن الشركات الأصغر التي تدعم القطاع الخاص الهائل في الصين معرضة للخطر بشكل خاص. فمن بين الجهود الأوسع المبذولة لمساعدة الشركات على البقاء واقفة على قدميها، دعا صناع السياسة البنوك الحكومية إلى تقديم قروض بأسعار أرخص للشركات الصغيرة على وجه الخصوص.

ففي حالة بي بينفينج، المؤسس المشارك لكلية هانغتشو لتعليم البرمجة وصناعة الروبوتات، فقد أجبرهم تفشي فيروس كورونا على تعليق جميع الفصول الدراسية للطلاب في رياض الأطفال حتى الصف الـ 12. ومع فقدان الإيرادات، ستخفض الكلية رواتب عامليها إلى النصف. وقال بي : " إن ما نعلمه ليس ضروريا لكثير من الآباء ، لذا فإن النفقات هي أول ما يتضرر عندما تصبح الأمور صعبة".

وأضاف ريك زنج، نائب المدير العام في حديقة ليونسجيت الترفيهية في تشوهاى، إنه تم إغلاقها بناء على أوامر حكومية منذ نهاية يناير. وأنه ابتداء من الأسبوع المقبل، سيحتاج بعض الموظفين للذهاب في إجازة غير مدفوعة الأجر.

أما في مدينة فوتشو جنوب شرق البلاد، قال مدير الفندق روبرت تشانغ أن جميع غرف الفندق البالغ عددها 100 غرفة، باستثناء غرفتين أو ثلاث، تكون شاغرة في الليالي العادية. حيث يعاني ثلثا الموظفين فعليا من الحصول على الإجازة،  ويحصلون على بعض المرتبات ولكن ليس بقدر ما اعتادوا عليه، وأضاف:" عندما لا يكون هناك عمل، لا يوجد راتب قائم على الأداء. ولكن الآن، لمدة شهر أو شهرين، لم يكن التأثير واضحا على الفور. ولكن إذا استمر الوباء و لم تتعافى السياحة في غضون ثلاثة إلى أربعة أشهر، فسيشعر موظفونا بالأزمة الاقتصادية التي نعاني منها".

النهضة نيوز