بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.. بريطانيا تغلق الباب أمام المهاجرين غير المهرة

بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تعتزم حكومة المملكة المتحدة ، عدم إدراج تأشيرة للمهاجرين ذوي المهارات المتدنية والعمال المؤقتين، والذي سيعطي الأولوية قصوى لأولئك الذين يتمتعون بأفضل المهارات والدرجات العلمية، بما في ذلك العلماء  والمهندسين والأكاديميين والعمال المهرة .

وتحدد ورقة السياسة التي نشرت مساء يوم الثلاثاء الخطط الخاصة بالنظام القائم على نقاط التفتيش الحدودية بعد انتهاء حرية الحركة في الاتحاد الأوروبي في ديسمبر. وقالت الورقة إن أصحاب العمل سيحتاجون إلى التكيف لعدم تمكنهم من توظيف عمال غير مهرة من أوروبا.

وشملت الورقة السياسية: " نحن بحاجة إلى تحويل تركيز اقتصادنا بعيدا عن الاعتماد على العمالة الرخيصة من أوروبا والتركيز بدلا من ذلك على الاستثمار في التكنولوجيا والأتمتة. ولذك، سيحتاج أصحاب العمل إلى تعديل الكثير من الأشياء في نظام عملهم. كما ومن المهم أن يبتعد أصحاب العمل عن الاعتماد على نظام الهجرة في المملكة المتحدة كبديل للاستثمار في الاحتفاظ بالموظفين والإنتاجية والاستثمار الأوسع نطاقا في التكنولوجيا والأتمتة ".

وقالت كارولين فيربيرن، المديرة العامة لمجموعة أصحاب العمل البريطانية، أن الشركات العاملة في قطاعات الرعاية والبناء والضيافة والغذاء والشراب قد تتأثر بشكل كبير بهذه السياسات الجديدة.

وقالت: " في بعض القطاعات ، ستترك هذه السياسات الشركات تتساءل عن كيف ستقوم بتوظيف الأشخاص المطلوبين لإدارة أعمالهم . حيث تدرك الشركات أن التوظيف من الخارج و الاستثمار في مهارات القوى العاملة و التكنولوجيات الجديدة ليس خيارا سهلا لها لتقوم به ، و لكنه أيضا ضروري لدفع الاقتصاد إلى الأمام" .

ويعترف التقرير بأن المقترحات تمثل تغييرا كبيرا لأصحاب العمل في المملكة المتحدة ، لكنه أشار إلى ما مجموعه حوالي 170000 مواطنا من غير الاتحاد الأوروبي وصلوا مؤخرا يعملون في مهن متدنية المهارة و الأجر ، قائلين أن هذا النوع من القوى العاملة سيظل متاحا .

وأضاف أن أصحاب العمل في المملكة المتحدة يمكنهم أيضا توظيف عمال ذوي مهارات منخفضة من بين الأوروبيين الموجودين بالفعل في البلاد، وقد أكد من جديد التزام الحكومة بمضاعفة المخطط التجريبي للعاملين الموسميين في الوظائف الزراعية إلى أربعة آلاف مكان .

ووفقا للورقة، فإن المهاجرين المهرة من الاتحاد الأوروبي وأماكن أخرى ممن يرغبون في العمل في بريطانيا سيحتاجون إلى إثبات أن لديهم عرض عمل من كفيل معتمد، على أن يكون عرض الوظيفة في مستوى المهارات المطلوبة ضمن المستوى الأدنى، وأنهم يتحدثون الإنجليزية بشكل جيد. حيث سيكون بمقدورهم تقديم طلب للحصول على تأشيرة إذا استوفوا شروطها، وبالإضافة إلى ذلك فإنهم سيحصلون على الحد الأدنى للراتب، والذي تخطط الحكومة لخفضه من 30000 جنيه إسترليني إلى 25600 جنيه إسترليني سنويا .

ومع ذلك، فإن الحد الأدنى للراتب لن يكون توقفا صعبا أيضا، فطالما أن المتقدمين يكسبون 20480 جنيها إسترلينيا أو أكثر، فقد يظلون قادرين على العيش في المملكة المتحدة إذا تمكنوا من إثبات أن لديهم عرض عمل في مهنة يعتبر أنها مهمة و ضرورية ، أو إذا كان لديهم شهادة خبرة أو شهادة أكاديمية في وظيفة ذات صلة.

 وستقوم اللجنة الاستشارية للهجرة، وهي هيئة مستقلة تقدم تقاريرها إلى وزارة الداخلية، بإعداد قائمة بالنقص في المهن التي تتضمن جميع الوظائف التي يغطيها النظام القائم. وهذا سيجعل من الأسهل على الحكومة معالجة النقص في هيئة الصحة العامة على سبيل المثال.

وفي الوقت نفسه، سيتمكن الأشخاص الأكثر مهارة من الدخول إلى المملكة المتحدة بدون عرض عمل إذا تم اعتمادهم من قبل هيئة ذات صلة ويمكنهم تحقيق المستوى المطلوب من شروط التأشيرة الجديدة.

وطرحت وزارة الداخلية خططا لطريق أوسع لاستقبال المهاجرين المهرة، وذلك بدون موافقة من أي منظمة على الإطلاق، والذي من شأنه أن يسمح لعدد صغير من العمال ذوي المهارات العالية بالانتقال إلى المملكة المتحدة دون عرض عمل ، لكن الوزارة حذرت من هذا الإجراء الإضافي من المرجح أن يتم تضييقه و سيستغرق تنفيذه وقتا أطول .

وقد انتقدت ديان أبوت، مسؤولة الظل في حزب العمل هذه الخطة، قائلة أنه لمن الصعب على شركات المملكة المتحدة جذب العمال الذين تحتاجهم على جميع مستويات المهارة العالية .

وقالت: " هذا ليس نظاما يعتمد على النظام الأسترالي. هو نظام صوري حكومي لا معنى له، وهو نظام عتبات للمرتبات والرواتب وسيحتاج إلى العديد من الإعفاءات و الإصلاحات الداخلية، خاصة ضمن الهيئة الوطنية للصحة و الرعاية الاجتماعية و أجزاء من القطاع الخاص. ولكن في نهاية الأمر سيكون بلا معنى ".