منوعات

روبورت ينقلك إلى داخل الحضارة الفرعونية القديمة

20 شباط 2020 18:26

طور المهندسون روبورت نجح في اكتشاف أحد أضيق الممرات والغرب في الهرم الأكبر في الجيزة، في محاولة لحل أحد الألغاز الكبيرة في علم الآثار المصري والحضارة الفرعونية القديمة.

طور المهندسون روبورت نجح في اكتشاف أحد أضيق الممرات والغرب في الهرم الأكبر في الجيزة، في محاولة لحل أحد الألغاز الكبيرة في علم الآثار المصري والحضارة الفرعونية القديمة.

وقد تم توثيق قصة المهندسين المعماريين الذين قاموا بالأمر في الفيلم الوثائقي "The Robot، The Dentist and the Pyramid" صدر حديثا عبر قناة يوتيوب.

ويظهر الفيلم الوثائقي مجموعة من المهندسين والعلماء في مجال البحوث، بعضهم من جامعة ليدز، الذين قبلوا التحدي المتمثل في بناء روبوت قادر على استكشاف الهرم الأكبر.

RESIZEDTeam_in_Queens_Chamber.jpg

وكان على الروبوت الخفيف الوزن أن يسافر على طول ممر عمودي يبلغ عرضه 20 سم و طوله 20 سم فقط، وهو مقطع عرضي أصغر من ورقة بحجم A4 بطول 60 مترا، وكان التحدي هو مسح وتصوير ما بداخله، والأهم من ذلك، عدم التسبب في أي ضرر للآثار الفرعونية.

كما ويكشف الفيلم علامات ملونة معقدة على أرضية غرفة صغيرة مخفية في نهاية الممر الضيق.

و تزامنا مع إطلاق الفيلم الوثائقي، قص العلماء تسع ساعات من الفيديو المسجل بحيث يمكن دراسته من قبل علماء الآثار والمؤرخين القدماء.

والجدير بالذكر أن الهرم الأكبر هو الأكبر والأقدم بين الأهرامات الثلاثة التي تقف على مشارف القاهرة في مصر، ويعتقد أنها بنيت قبل حوالي 4500 سنة.

وعلى مر السنين، استكشف العديد من الفرق الأثرية الهرم، للوصول إلى ما يعرف باسم غرفة الملكة القابعة بداخله . حيث تم العثور على تلك الحفريات الأثرية مخبأة وراء جدار زائف، وعلى ارتفع بزاوية 40 درجة إلى داخل الهرم .

لكن تلك الاستكشافات السابقة أسفرت عن أضرار في النفق العمودي، ولم يستكشف أحد أين أدى ذلك النفق منذ ذلك الحين.

وفي عام 2010 وافق روب ريتشاردسون وهو أستاذ الروبوتات في جامعة ليدز والقائد التقني لبعثة جيدي مع مجموعة صغيرة من الزملاء على تحدي طرحه طبيب الأسنان والمخترع في هونغ كونغ الدكتور تزي تشوين نغ لتصميم وبناء روبوت يمكن أن يصل إلى نهاية النفق ويجد إن كان هناك أي شيء في نهايته.

وبشكل حاسم كان عليه أن يستكشف النفق دون التسبب في أي ضرر للهرم، و قد استغرق تطوير الروبوت خمس سنوات كاملة.

RESIZED_symbols.jpg
 

وبدوره أوضح البروفيسور ريتشاردسون وهو جزء من مجموعة تطوير الروبوتات البحثية في جامعة ليدز "إن الوصول إلى هذا التصميم كان بالتأكيد أمرا صعبا للغاية، فقد كان يجب أن يكون الروبوت خفيف الوزن للغاية، وفي النهاية وصلنا إلى جعل وزنه 5 كجم.

وأدى التصميم الدقيق للروبوت إلى نجاح مهمته، فقد كان الروبوت قادراً على التحرك بحرية داخل النفق في الهرم وتسجيل لقطات فيديو حصرية من الداخل. .

وأضاف البروفيسور ريتشاردسون: "لا أحد يعرف الغرض من النفق الضيق للغاية، فقد كان هناك تكهنات من أنه يمكن أن يكون فتحة تهوية لتنفيس الهواء أو ربما ممراً خاصا للوصول إلى مقبرة دفن الملكة في قلب الهرم. فقبل عدة أمتار من نهاية النفق الذي بلغ طوله 50 مترا ، كان هناك حجر تم وضعه لوضع الاستمرار، وقد اعتقدنا أنه نهايته، ولم نعرف كيف وضع ذلك الحجر في الأساس، ولكن في نهاية الأمر استطعنا نخر الحجر و دخال كاميرا إلى الداخل. حيث اكتشفنا غرفة صغيرة مليئة بالرسوم الفرعونية الهيروغليفية الملونة والمعقدة على الأرضية والسقف".

واشار البروفيسور الى أنه نظرا للعمل الفني الدقيق لتلك الرسومات والرموز، قائلاً: "من المحتمل أن يكون النفق قد خدم غرضا أكبر من كونه منفذ اللهواء. لكن الغرض منه ما زال غامضا حتى اللحظة".

كما وكشفت كاميرا الروبوت أيضاً عن وجود جدار حجري ثاني لم يتمكن الروبوت من تجاوزه ولهذا، فإن ما يكمن وراء الجدار الثاني ما زال غامضا وسؤالا لم يتم الإجابة عليه. وسيظل أمراً محيراً من أسرار الهرم الأكبر.

والجدير بالذكر أنه تم إيقاف مشروع دراسة واستكشاف الهرم الأكبر بسبب تزايد المشكلات الأمنية في مصر.

وكلف البروفيسور ريتشاردسون المخرج المستقل وليام ويستواي باستخدام الفيديو الذي تم تسجيله لإنتاج فيلم وثائقي عن المشروع.

ومن جانبه قال ويستواي: "هذه قصة رائعة، فهي تسلط الضوء على جوانب الحضارة الفرعونية القديمة ولكن بشكل متطور، وتكشف كيف أن أحدث الأفكار في التصميم والهندسة الآلية قد فتحت تلك النافذة في الماضي".

يمكن مشاهدة لقطات الفيديو الخام التي سجلها الروبوت في جزأين عبر موقع اليوتيوب.

النهضة نيوز