ختان الإناث في مصر

علوم

رجال مصر ضعاف جنسياً .. هل يبدو المبرر منطقياً لـ ختان إناث "أم الدنيا"؟

20 شباط 2020 20:59

تنتشر ظاهرة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (FGM) ، و الذي يعرف بالـ " الختان "، في مصر بشكل كبير، ويعرف "ختان الاناث" بأنه إزالة جزئية أو كلية للأعضاء التناسلية الخارجية ، أو أي إصابة أخرى للأعضاء ا

تنتشر ظاهرة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (FGM) ، و الذي يعرف بالـ " الختان "، في مصر بشكل كبير، ويعرف "ختان الاناث" بأنه إزالة جزئية أو كلية للأعضاء التناسلية الخارجية ، أو أي إصابة أخرى للأعضاء التناسلية الأنثوية لأسباب غير طبية ، وفق ما عرفته منظمة الصحة العالمية.


فوققا لاستطلاع عام 2014 ، فقد جرى ختان 92٪ من النساء المصريات اللائي تتراوح أعمارهن بين 15 و 49 عاما . إذ من الممكن أن يؤدي هذا الإجراء إلى حالات قتل، إلى جانب آثار جانبية، مثل الألم الجسدي الشديد و النزيف و خطر الإصابة بالتهابات حادة . ويلجأ الشعب المصري بهذه الممارسة للحد من شهوة المرأة الجنسية.

ولا يبدو أن المجتمع المصري يعترف بتأثير هذه الظاهرة السلبي على الجانب الجسدي والنفسي للاناث؛ ووفقاً لاستطلاع أجرته شركة الأبحاث العربية "بارومتر" مؤخراً ، فقد ُسئل حوالي 2400 مواطن في مصر و العراق عما إذا كانوا يوافقون عموما على ختان الإناث، ووفق الاستطلاع فإن عدد الأفراد الذين وافقوا على ختان الإناث في مصر بلغ 32 % ، أي أكثر من ضعف عددهم في العراق الذي لم يتجاوز 13% فقط .

و قد أكد المشاركون أن ظاهرة الختان هي ظاهرة "مروعة" وغير قانونية، لكنهم يمارسونها بحق بناتهم و يدعون أنها "تحمي" نقاء الفتاة لأنها يمكن أن "تقلل من الرغبة الجنسية" لدى الفتيات قبل الزواج .
وقد حظرت "القاهرة " الختان  لأول مرة في عام 2008 ، و اعتبرته جناية في عام 2016 بعد وفاة مراهقة تبلغ من العمر 17 عاما ، كانت قد نزفت حتى الموت بعد خضوعها للإجراء.

وقبل تحديث القانون ، كان "الختان" يصنف كجنحة عقوبتها السجن  لمدة تتراوح بين ثلاثة أشهر إلى ثلاث سنوات كحد أقصى ، و مع ذلك ، فإن القوانين الأكثر صرامة التي تهدف إلى الحد من هذه الظاهرة لم تمنع بعض الآباء من محاولة إيجاد طرق أخرى لإدارتها و القيام بها بعيدا عن نظر الحكومة .

ففي الشهر الماضي، توفيت فتاة تبلغ من العمر 12 عاما أثناء خضوعها للختان، وتم نقل الضحية المتوفاة وهي ندى حسن عبد المقصود، إلى طبيب متقاعد أجرى لها العملية الجراحية في عيادة خاصة في محافظة أسيوط المصرية . و قد رافقها والدها و عمها و عمتها إلى المركز الطبي حيث توفيت لاحقًا بسبب "مضاعفات تسببت بها الجراحة" ، ليتم اعتقال  أفراد عائلتها بتهمة ارتكاب جنحة "الختان".


و على الرغم من جميع التدابير التي اتخذتها الحكومة المصرية للحد من هذه الظاهرة المقلقة ، تواصل مصر تسجيل واحدة من أعلى معدلات "ختان الاناث"  في العالم . فوفقا لمسح أجرته منظمة اليونيسف في عام 2016 ، تم ختان 87 % من الفتيات و النساء بين سن 15 و 49 عاما .


كما  يعد مسح شركة "بارومتر" العربية الأخير دليلا آخر على أن تصورات ومواقف الناس في مصر فيما يتعلق بختان الإناث ما زالت تبعث على القلق .فالأمر الأكثر إثارة للصدمة هو حقيقة أن النساء يوافقن على الختان أكثر من الرجال في دولة شمال إفريقيا .


فوفقا للمسح ، كانت النسبة المئوية للأفراد الذين أبلغوا عن الموافقة على تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية أعلى بين الإناث ، و التي بلغت نسبتها 51% ، و كانت بين الذكور 14% .


وبين المسح  أن النساء يدعمن حماية النساء الأخريات و بناتهن من الختان، غير أن مفهوم "متعة الإناث" لا يزال موضوعاً محظوراً جدا في البلاد، كما هو الحال في كثير من الدول العربية و الإسلامية ، وتبدو قضية حماية "شرف العائلة" أكثر أهمية من ضمان حرية المرأة و صحتها الجسدية و النفسية.

كما و يبدو أن مستوى تعليم المشاركين في المسح يلعب دورا رئيسيا في تصورات الناس فيما يتعلق بتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية . فقد أظهر المسح أن 43٪ من المشاركين الحاصلين على الثانوية العامة كانوا يوافقون على هذا الإجراء ، في حين أن 1٪ فقط من الحاصلين على الشهادة الجامعية وافقوا عليه .

اقرأ أيضاً: كابوس ختان الفتيات.. ٢٠٠ مليون فتاة فقدن الرغبة الجنسية إلى الأبد

و قد كشفت الدراسة الاستقصائية أيضا أن عمر المشاركين لم يلعب حقا دورا في تشكيل تصوراتهم، فإحدى القضايا الرئيسية التي تسمح بإدامة هذه المفاهيم الخاطئة فيما يتعلق بحياة المرأة الجنسية لها علاقة كبيرة بنقص التثقيف الجنسي في المناهج المدرسية في جميع أنحاء مصر و العديد من الدول العربية الأخرى .


ومن الجدير ذكره أن إلهامي عجينة وهو أحد المشرعين المصريين، ادعى ذات مرة أن الرجال المصريين ضعفاء جنسيا، و أن النساء بحاجة إلى إجراء لتقليل شهوتهم الجنسية.

فعلى الرغم من أن "تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية" الختان،  يتركز بشكل أساسي في 29 دولة في إفريقيا و الشرق الأوسط ، إلا أنه يمارس في بعض دول آسيا و أمريكا اللاتينية أيضا و يعتبر مشكلة عالمية شائعة وفقا لمنظمة الصحة العالمية .
و وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية ، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 200 مليون فتاة و امرأة على قيد الحياة اليوم خضعن لإجراء تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية في العديد من البلدان التي تتركز فيها هذه الممارسة .

تمت ترجمة التقرير بواسطة "النهضة نيوز"  من موقع "ستيب فييد"

النهضة نيوز - ترجمة خاصة