انتخابات إيران

تقارير وحوارات

دماء سليماني تصعد بالمحافظين إلى صدارة المشهد .. باحث إيراني : هذه هو التأثير المتوقع على السياسات الإيرانية

24 شباط 2020 14:04

يعقتد كثير من المراقبين للشأن الإيراني أن فوز التيار المحافظ في الانتخابات التشريعية كان متوقعا، في ظل الوضع الذي عاشته البلاد تحت وقع العقوبات  والحصار الامريكي والخبرة التي يتمتع بها التيار المحافظ

يعقتد كثير من المراقبين للشأن الإيراني أن فوز التيار المحافظ في الانتخابات التشريعية كان متوقعا، في ظل الوضع الذي عاشته البلاد تحت وقع العقوبات  والحصار الامريكي والخبرة التي يتمتع بها التيار المحافظ في التعامل مع مثل هذه الظروف، على مستوى الداخل الايراني كسياسات اقتصادية تقوم على الصمود والاستفادة من الفرص المتوفرة للمواجهة ، السبب الآخر الذي دفع كثيرين للذهاب نحو ترجيح فوز المحافظين في هذه الانتخابات ايضا هو عدم قدرة الاصلاحيين على التعامل مع الوضع الاقتصادي الداخلي الناشئ في ايران تحت وقع الحصار الامريكي .

من هنا فإن هذا الفوز الكاسح للمحافظين سيكون له كثير من الانعكاسات على الداخل الايراني، لا سيما في ظل الهجمة التي تعرض لها هذا التيار من قبل وسائل الاعلام الغربية والتي وصلت الى حد التشكيك ومحاولة الايقاع بينه وبين جمهوره،  وفي هذا السياق يرى الكاتب والباحث الايراني سعيد شاوردي في حديث خاص مع "النهضة نيوز" أنه وبالرغم من المحاولات المكثفة التي جرت من قبل الاعلام الغربي وخاصة الأمريكي الناطق باللغة الفارسية للتأثير السلبي على مشاركة الناخب الإيراني ومحاولات التشكيك بنزاهة الانتخابات، واتهام مجلس صيانة الدستور بانه حرم مرشحي التيار الإصلاحي الأساسيين من المشاركة في الانتخابات، وهي بحسب رأيه اتهامات لا أساس لها، فقد شارك الناخب الإيراني في هذه الانتخابات وبنسبة مقبولة بلغت أكثر من 42 في المئة؛ إذ حقق المحافظون فوزا كاسحا ليس في العاصمة طهران من خلال فوزهم بجميع مقاعد البرلمان البالغ عددها 30  مقعدا فحسب، إنما بفوزهم بنسبة مماثلة في جميع المحافظات والمدن الإيرانية الأخرى، حيث بات المحافظون يسيطرون  على ما يزيد على 70 % من مجمل مقاعد البرلمان البالغ عددها 290 مقعدا.

فوز التيار المحافظ في الانتخابات التشريعية الايرانية يحمل من كثيراً من الدلالات في المرحلة الراهنة، خصوصاً منذ أعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع الجمهورية الاسلامية في ايار العام 2018   وما تبع ذلك من هجمة امريكية متعددة الاشكال ضد طهران بدءً بالعقوبات، ومرورا  بالتوترات في مياه الخليج وليس انتهاء باغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني وما ترتب عليه من توترات في عموم المنطقة.

وفي ضوء هذه المعطيات  يرى الباحث شاوردي أن فوز المحافظين،  يعني أولا أن الشعب الإيراني لم ينثني أمام الضغوط السياسية والاقتصادية الأمريكية والتهديدات العسكرية أيضا، بل على العكس من هذا فقد صوت الناخب الإيراني الى قائمة المحافظين اللذين يدعون الى موقف صلب تجاه سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.


إضافة الى ذلك فان فوز المحافظين يعني ان الحرس الثوري وفيلق القدس تحديدا سيلقى مزيدا من الدعم المالي والسياسي من قبل البرلمان القادم الذي باتت معظم مقاعدة بيد المحافظين وسيكون لهذا تأثير مباشر على تواجد القوات الأمريكية في المنطقة خاصة في العراق، أي بمعنى أخر فان إيران ستكثف من جهودها بالتعاون مع حلفائها خاصة في العراق لطرد القوات الأمريكية من المنطقة كما وعدت بذلك بعد استشهاد الفريق قاسم سليماني بضربة جوية أمريكية في مطار بغداد.

من ناحية أخرى فإن امام التيار الفائز الكثير من التحديات الداخلية، لا صعيد الواقع المعيشي المتردي الذي اوجدته العقوبات الامريكي والضغوط التي تتعرض لها ايران في الوقت الراهن لأن هذا التيار الذي يرى في الذهاب الى مواجهة مع الولايات المتحدة الامريكي اقل كلفة بكثير من التفاوض معها، ومع هذا النمط من التفكير الذي يتبناه التيار المحافظ فإن العقوبات ستتضاعف دون ادنى شك وهي وسلة واشنطن الوحيدة والرئيسية لاحضار ايران الى طاولة التفاوض.

وهنا، سيدفع الشعب الايراني  ثمن هذه العقوبات، وسيكون التحدي أكبر أمام المحافظين بعد فوزهم في الانتخابات، وفي هذا السياق يوضح الباحث شاوردي، أن تأثير فوز المحافظين على سياسات إيران الداخلية  سيكون ملحوظا بشكل كبير في مجال القضايا الاقتصادية، إذ يؤمن الأصوليين وبعكس التيار الإصلاحي بضرورة تنمية القدرات الاقتصادية الإيرانية عبر اعتماد الاقتصاد المقاوم من خلال استخدام الطاقات الداخلية والاعتماد على الإنتاج المحلي والايرادات التجارية والاقتصادية مع دول الجوار لإيران التي يصل عددها الى 15 دولة.

كما من المتوقع أن يهتم التيار المحافظ بعد فوزة بالانتخابات البرلمانية بمعيشة المواطن  الإيراني والطبقات التي تضررت بفعل العقوبات الأمريكية خاصة توفير السكن الرخيص (مثل مبادرة الرئيس السابق أحمدي نجاد والتي دشن خلالها مئات الألاف من الوحدات السكنية الرخيصة والتي عرفت بـاسم /مسكن مهر/  والخدمات الصحية وزواج الشباب خاصة في المدن النائية والبعيدة عن العاصمة طهران.

النهضة نيوز - خاص - ميرنا عجيب