علوم

دراسة: النظام الغذائي الغربي السيئ يقتل الحيوانات المنوية ويقلل نسبة هرمون الذكورة

25 شباط 2020 00:14

إذا كان يمكن اعتبار الحيوان المنوي حيواناً، فقد يقلق العلم من أنه يتجه نحو الانقراض في الدول الغربية.

إذا كان يمكن اعتبار الحيوان المنوي حيواناً، فقد يقلق العلم من أنه يتجه نحو الانقراض في الدول الغربية.

وانخفض إجمالي عدد الحيوانات المنوية في أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا ونيوزيلندا بنسبة تصل إلى 60 ٪ خلال الـ 38 سنة الماضية بين عامي 1973 و2011. ووجدت الأبحاث أنه هناك تسارعا في الاتجاه الذي بدأ في أربعينيات القرن الماضي، حيث تظهر الدراسات الحديثة أن الاتجاه مستمر.

وفي الوقت نفسه، أظهرت الدراسات انخفاضاً متزامنا في مستويات هرمون التستوستيرون، وهو الهرمون اللازم لبناء عضلات الرجل وكتلة العظام وزيادة الرغبة الجنسية أيضاً.

وهنا يجب أن يطرح السؤال المهم، لماذا؟،حيث يحتدم النقاش بين العلماء والأطباء حول هذا الأمر، فيقولون للإشعاع وتلوث الهواء والمواد الكيميائية الموجودة في ملابسنا وطعامنا ومياهنا والتدخين وتعاطي الكحول والسمنة والتقدم في السن، دور في الأمر.

ووفقا لدراسة جديدة نشرت أمس في مجلة JAMA ضمن قسم جراحة المسالك البولية والصحة الجنسية، فإن انخفاض الجودة الغذائية للنظام الغذائي الغربي السيئ يلعب دوراً رئيسياً في التسبب بهذا الأمر الخطير.

وقالت مؤلفة الدراسة فيبي ناسان، الباحثة في جامعة هارفارد: "إن هذه الدراسة هي أكبر دراسة حتى الآن لفحص نمط الغذاء وعلاقته بوظيفة الخصية لدى الرجال".

حيث وجدت الدراسة​​ أن الرجال الذين يتناولون عادة حمية غربية تتكون من البيتزا و الوجبات الخفيفة والحلويات والأطعمة المصنعة في المتوسط ينتجون حوالي 68 مليون حيواناً منوياً عند القذف أقل من الرجال الذين يتناولون نظام غذائي أكثر صحية وتوازناً.

وبحسب المصادر الطبية، يعتبر الرجل أن عدد الحيوانات المنوية لديه منخفض إذا كان لديه أقل من 39 مليون حيوانا منويا عند القذف، أو أقل من 15 مليون حيوانا منويا لكل ملليلتر. كما ويمكن أن يؤثر انخفاض عدد الحيوانات المنوية سلباً على قدرة الرجل على التخصيب، ويمكن أن يكون علامة رئيسية لصحة الذكور بشكل عام.

وقالت ناسان: "إن الخصوبة ليست مهمة في إنجاب الأطفال فحسب, فالأبحاث الجديدة أظهرت مؤخراً أن الخصوبة مرتبطة بصحة الرجل العامة ومتوسط ​​العمر المتوقع له أيضاً".

ونظرت الدراسة في أربعة أنماط غذائية :

- النمط الصحي "الحكيم": حيث تم استهلاك الأسماك والدجاج والخضروات والفواكه والماء في الغالب.

- نمط الساندويتش "المفتوح": وهو نظام غذائي دنماركي نموذجي يتكون من كمية أكبر من اللحوم الباردة المصنعة، والخبز كامل الحبوب والمايونيز والسمك البارد والتوابل ومنتجات الألبان.

- النمط الشبيه بالنباتي: مع تناول كميات كبيرة من الخضروات وحليب الصويا والبيض، مع قليل من اللحوم الحمراء أو الدجاج .

- النمط الغربي "غير الصحي": الذي يتكون من البيتزا والوجبات الخفيفة والبطاطا المقلية والحلويات والمشروبات المحلاة واللحوم المصنعة والحمراء والوجبات الخفيفة والحبوب المصنعة.

وأظهرت الدراسة أن الرجال الذين يتبعون عن كثب النمط الحكيم للأكل، والذي يتميز بالكثير من الأسماك والدجاج والخضروات والفواكه والماء، أظهروا نتائج تفيد إلى أنهم لديهم أعلى نسبة من الحيوانات المنوية. وتبعهم في ذلك النمط شبه النباتي ثم النمط المفتوح.

وقالت ناسان: " إن متوسط ​​عدد الحيوانات المنوية للرجال الذين لديهم أعلى تمسك بالنمط" الحكيم "كان 68 مليونا أعلى من الرجال الذين لديهم أعلى نسبة تمسك بالنمط" الغربي"، مع فوارق تبلغ نسبتها 95٪ من 43 و 93 مليوناً. وبالإضافة إلى ذلك، كان متوسط ​​عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال الذين لديهم أعلى تمسك بنمط الشبيه بالنباتي أعلى بـ 33 مليون تقريبا من الرجال الذين يتبعون نظام غذائي غربي".

كما وكتبت CNN عن النتائج الأولية للدراسة في العام الماضي . ففي ذلك الوقت ، قال تشارلز ليندمان ، الأستاذ الفخري و الباحث في جامعة أوكلاند بولاية ميشيغان و الذي لم يشارك في البحث أن اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المصنعة قد يكون مسؤولاً عن الاتجاه المعروف الذي تم تسجيله خلال الماضي القريب بتناقص أعداد الحيوانات المنوية تدريجيا لدى الرجال في الدول الغربية.

وقالت ناسان: " إن النتائج التي توصلت إليها تظهر أن تناول الأطعمة البحرية و الدواجن والمكسرات والحبوب الكاملة والفواكه والخضروات تعطي الجسم مضادات الأكسدة وأحماض أوميغا 3 الدهنية، والتي تعد مواداً ضرورية لإنتاج الحيوانات المنوية بشكل جيد. فتغيير نمط النظام الغذائي قد يكون تغييرا بسيطا وغير مكلف ولكنه مهم لحماية وظيفة الخصية لدى الرجال" .

وأضافت: " أعتقد أن ما تأكله ليس يعنيك فقط ، فالذي تأكله أنت تأكله حيواناتك المنوية أيضاً" .

النهضة نيوز