أخبار

المسلمين كانوا يحرمون من الجنسية لنفس السبب في السابق!.. فرنسا تنصح الآن بعدم المصافحة

3 آذار 2020 11:34

تسبب تفشي فيروس كورونا التاجي الجديد إلى مقتل أكثر من 3000 شخص و إصابة ما يقارب 90000 شخص حوال العالم حتى الآن، حيث قامت العديد من الدول باتخاذ تدابير صارمة للغاية للحد من انتشار الفيروس القاتل.

تسبب تفشي فيروس كورونا التاجي الجديد إلى مقتل أكثر من 3000 شخص و إصابة ما يقارب 90000 شخص حوال العالم حتى الآن، حيث قامت العديد من الدول باتخاذ تدابير صارمة للغاية للحد من انتشار الفيروس القاتل.

وسبق أن نصحت الإمارات العربية المتحدة الناس بتفادي التحية التقليدية من الأنف إلى الأنف وسط تفشي فيروس كورونا. والآن، فرنسا تطالب مواطنيها بعدم المصافحة بالأيدي نهائياً.

وقال وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران الجمعة الفائت أنه من الأفضل أن يمتنع الناس عن المصافحة بالأيدي لمنع المزيد من انتشار فيروس كورونا، خاصة بعد أن بلغ عدد حالات الإصابة في البلاد 57 حالة في ذلك اليوم. وفي اليوم التالي ارتفع عددهم ليصل إلى 100من انتهاء يوم السبت، مع وفاة اثنين من المرضى وصولا إلى يوم الاثنين.

ومنذ ذلك الحين، حظرت فرنسا التجمعات الكبيرة التي قد تضم أكثر من 5000 شخص داخل المباني والساحات العامة والمتاحف والمطاعم، حتى أن متحف اللوفر الشهير في العاصمة الفرنسية باريس قد أغلق أبوابه أمام الزوار والسياح دون أي تأكيد على موعد إعادة فتحه.

وأخيرا، أصبحت فرنسا تأخذ الأمور على محمل الجد في الوقت الذي تنكر فيه العديد من الدول مخاطر فيروس كورونا أو وجود حالات إصابة فيها، ولكن قرارها هذا ونكرانها للحقيقة الدامغة لم يتسبب سوى في زيادة انتشار الفيروس المعدي.

والقرار الذي اتخذته فرنسا بعدم المصافحة بالأيدي لن يساعد حقا في منع انتشار الفيروس بقدر ما أنه قد أصاب مشكلة عميقة يعاني منها المواطنين في البلاد، حيث أنه في حالة الطوارئ مسموح أن يتفادى الشخص المصافحة بالأيدي، ولكن الأمر كان ممنوعا قانونيا وقد يصل الأمر إلى التجريد من الجنسية في حال رفض المصافحة بسبب اعتقاداته الدينية، كالإسلام مثلا ! . فإن كنتم مرتبكين قليلا، سنشرح لكم هذا الأمر :

قبل بضع سنوات ، تم تجريد امرأة مسلمة من الجنسية الفرنسية بعد رفضها مصافحة مسؤول كبير خلال حفل منحها الجنسية. وقد قالت المرأة الجزائرية التي لم تكشف هويتها، أن "معتقداتها الدينية" منعتها من مصافحة الرجال غير المرتبطين بها رسميا، وهي من تعاليم الإسلام للنساء.

و قد ذكر الحكم الصادر عن الحكومة أن قرار المرأة بالامتناع عن المصافحة أظهر أنها لم يتم استيعابها في المجتمع الفرنسي ولم تتأقلم، وبالتالي فقد أنكرت جنسيتها الفرنسية التي منحت لها ويجب تجريدها منها.

استأنفت المرأة القرار ، لكن المحكمة العليا الإدارية في فرنسا أيدت الحكم في عام 2018 وجردتها من جنسيتها على الرغم من أنها متزوجة من رجل فرنسي منذ عام 2010 .

ووفقا للقانون الفرنسي المتعلق بالتجنيس، يحق للحكومة رفض الجنسية عن طريق الحكم على مدى تكيف الفرد مع الثقافة الفرنسية وانخراطه في المجتمع . فهل هذا يعني أن ثقافة فرنسا تبشر بعدم الاحترام والتمييز ضد المعتقدات الدينية؟ . وهل يجب أن يكون احترام الثقافة طريقا ذا اتجاهين و هذا هو الأساس لأي مجتمع في عالم متنوع الثقافات و المعتقدات ؟

إن إجبار المرء على تغيير معتقداته الدينية لبلد آخر هو ببساطة شيء غير إنساني، وعقد مصافحة الأيدي كإشارة إلى احترام ثقافة الفرد أمر غريب للغاية، خاصة وأن تفشي فيروس كورونا الذي خلق وضعا طارئا استطاع تغيير ما يسمى بـ "الإيماءات الثقافية" في فرنسا.

إن تجنب المصافحة للحد من تفشي فيروس كورونا بهدف حماية صحة المواطنين هو أمر مقبول في فرنسا، و لكن المرأة المسلمة التي تمتنع عن مصافحة الرجال الغرباء لأسبابها الدينية ليست كذلك، وهذا ببساطة ما يسمى بالنفاق الثقافي ورهاب الإسلام "الإسلاموفوبيا".

النهضة نيوز