الشرطة الروسية في سراقب

تقارير وحوارات

محلل سياسي روسي لـ "النهضة نيوز": استهداف القوات الروسية في سراقب سيقود إلى كارثة

ميرنا عجيب

4 آذار 2020 00:55

في خطوة لافتة، أعلنت روسيا عزمها نشر قواتها في مدينة سراقب الإستراتيجية، جنوب شرقي إدلب، وذلك بعد ساعات من سيطرة الجيش السوري عليها مجددا، فيما اعتبر خبراء الإعلان الروسي في هذا التوقيت، على أنه رسالة

في خطوة لافتة، أعلنت روسيا عزمها نشر قواتها في مدينة سراقب الإستراتيجية، جنوب شرقي إدلب، وذلك بعد ساعات من سيطرة الجيش السوري عليها مجددا، فيما اعتبر خبراء الإعلان الروسي في هذا التوقيت، على أنه رسالة واضحة لتركيا، مفادها بأن الاقتراب من سراقب  يعني صداما مباشرا مع القوات الروسية.

الخبير العسكري والاستراتيجي، الدكتور فراس شبول، أكد لـ "النهضة نيوز"، أن "الهجمات التي يقوم بها أردوغان في ادلب وخاصة سراقب، تأتي لما لهذه المدينة، من أهمية استراتيجية كبيرة، نظراً لأنها نقطة وسط بين طريق (حلب-حماه) و طريق حلب –اللاذقية)، واذا ما قطعت هذه الطريق من قبل المجموعات المسلحة فلا فتح لهذين الطريقين، وهو ما كان أردوغان يسعى اليه أن يقطع الطريقين الدوليين".

وشدد الدكتور شبول، على أن "الحل الوحيد لوقف محاولات أردوغان في العودة الى سراقب، أو حتى التفكير بذلك هو نشر الشرطة العسكرية الروسية فيها، فأردوغان لا يستطيع مجابهة الروس، ووجود الشرطة الروسية في مدينة سراقب يعني القضاء على أحلام أردوغان في السيطرة على هذه المدينة بشكل كامل، لأنه لا يستطيع الدخول في مواجهة مع روسيا ".

وتابع شبول بالقول، "أعتقد جازما أن اردوغان لن يتجرأ على محاولة اقتحام سراقب بوجود القوات الروسية فيها، وفي حال ارتكب أي حماقة في تلك المنطقة، سيكون ذلك بمثابة هجوم مباشر على القوات الروسية وهو ما سيكون له دلالات كثيرة أبرزها أن روسيا لن تسكت عن ذلك الاعتداء بالمطلق".

خاص: محلل سياسي سوري للنهضة نيوز: أردوغان يستجدي طهران لإخراجه من الوحل السوري

وعن إمكانية انتشار قوات عسكرية روسية في مناطق آخرى غير سراقب، قال الخبير العسكري، "اذا كان الأمر يستوجب هذا الانتشار فسيتم ذلك، فالانتشار يأتي تنفيذا لاتفاقات سوتشي، وفتح الطريقين الدوليين كان من أبرز النقاط التي تم التوافق عليها في سوتشي ولكن أردوغان لم يلتزم بها، بالتالي لا بد من فتحه بالقوة العسكرية".

موضحاً أن هناك إمكانية لانتشار قوات روسية في مناطق أخرى اذا ماوقعت اعتداءات ارهابية وتركية مقبلة على الطريق الدولي، ولكن اذا وسع الجيش السوري حمايته وسيطرته فقد لا يكون هناك حاجة لنشر القوات الروسية مستقبلا في مناطق أخرى غير سراقب".

من جانبه، رأى المحلل السياسي الروسي، أندريا أونتيكوف"، في حديثه مع "النهضة نيوز":  "إن انتشار الشرطة العسكرية الروسية في سراقب أمر مهم للغاية، ذلك لأنه عندما تتعرض القوات السورية للهجمات من قبل المسلحين والجنود الأتراك هو أمر مختلف تماما، عندما تكون هناك شرطة عسكرية روسية، بالتالي اذا ماحدث أي استهداف للجنود الروس هذا سيؤدي الى الكارثة و الأزمة في العلاقات بين موسكو وأنقرة".

وتابع أونتيكوف: " أعتقد أن الخطوة كانت متقدمة وصحيحة من قبل الجاني الروسي وهو من اجل تأمين الاوضاع في سراقب ومنع أو تخفيض التوتر على الأقل في هذه المنطقة".

النهضة نيوز - دمشق