بعد الإجراءات الوقائية التي اتخذتها السلطة الفلسطينية للحد من تفشي فيروس كورونا، أصاب الشلل التام شوارع قطاع غزة، إذ أغلقت المؤسسات التعليمية أبوابها، فيما أعلنت السلطة الفلسطينية في الضفة، عزل مدينة بيت لحم عن كافة مدن الضفة، بعد اكتشاف اصابة 7 حالات في أحد الفنادق، قبل أن تعلن وزيرة الصحة مي كيلة ارتفاع عدد الاصابات بالفيروس القاتل إلى 17 حالة.
واتخذت كل من السلطة الفلسطينية ودولة الاحتلال تدابير صارمة لاحتواء انتشار فيروس كورونا التاجي الجديد ، فقدت أغلقك كنيسة المهد لأول مرة في التاريخ أبوابها بشكل نهائي أمام المصلين و السياح المسيحيين ، بالإضافة إلى قيام أصحاب المتاجر و المحال التجارية بإغلاق أعمالهم ، و هو ما قد وصفوه بالأمر الكارثي حيث أن ذلك سيتسبب لهم بخسائر مالية كبيرة .
و قد كانت شوارع مدينة بيت لحم ، المدينة الفلسطينية المقدسة للمسيحيين من جميع أنحاء العالم، فارغة طوال يوم أمس الجمعة و صباح اليوم السبت , و شوهد رجال الشرطة الفلسطينية يتجولون في الشوارع و هم يرتدون الأقنعة الطبية و يقومون بدوريات في مسقط رأس السيد المسيح عليه السلام ، أثر إعلان حالة الطوارئ الفلسطينية و الإسرائيلية بسبب تفشي فيروس كورونا بشكل كبير على الحياة اليومية الاعتيادية للمدينة .
وكان الرئيس عباس قد أعلن حالة الطوارئ العامة لمدة 30 يوما في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة منذ مساء يوم الخميس ، و ذلك بعد أن تم الابلاغ عن اكتشاف 7 حالات مصابة بفيروس كورونا في بيت لحم ، و قد كان من بينهم عمال و نزلاء أحد الفنادق الرئيسية في المدينة المقدسة .
و بموجب هذا الأمر ، تحظر حركة الإسرائيليين و العرب الفلسطينيين داخل المدينة و خارجها بشكل قطعي حتى إعلان آخر . فقد أمر وزير الدفاع نفتالي بينيت بإغلاق مدينة بيت لحم ليلة الخميس بسبب ارتفاع شدة المخاوف من انتشار فيروس كورونا في المدينة.
ففي أجزاء أخرى من الضفة الغربية ، قامت قوات الأمن الفلسطينية بتزويد نقاط التفتيش بالموظفين الصحيين و الأدوات اللازمة و قامت بعزل عدد من الأجانب و منعهم من التجول في المناطق السياحية .
كما تم إغلاق البوابة الواقعة قرب نقطة التفتيش الإسرائيلية الرئيسية في بيت لحم ، حيث تم إيقاف الحافلات السياحية التي تقل السياح من و إلى الأماكن المقدسة، بينما دخل بعض الزوار عبر مداخل أخرى إلى قلب المدينة ، أغلقت كنيسة المهد أبوابها بشكل كامل أمام الجميع .
و قال ليوناردو كايرولي، و هو سائح هولندي و يقف في ساحة المهد شبه المهجورة : " إنه لأمر محزن للغاية أننا لا نستطيع رؤية كنيسة المهد ، فقد كنا نريد حقا زيارة كافة الأماكن في المدينة و رؤيتها ".
فيما خرج الأب عيسى تالغي للسائح الهولندي ، و أخبره أن الكنسية يجري تطهيرها و تعقيمها في الوقت الحالي و من المرجح أن يعاد فتحها أمام الزوار خلال 14 يوما من الآن .
و الجدير بالذكر أن مدينة بيت لحم الفلسطينية تستقبل قرابة 1.5 مليون سائح و حجاج مسيحيين بشكل سنوي ومن جميع أنحاء العالم ، و لكن الآن ستواجه العديد من شركات السياحة المحلية و المتاجر خسائر مادية فادحة للغاية .
كما أغلقت السلطات الدينية حوالي 30 مسجدا، و ألغت جميع المؤتمرات و أغلقت الحدائق الوطنية في جميع أنحاء الضفة الغربية .
و قد قال رئيس الوزراء محمد شتيه أن الحركة بين المناطق يجب أن تتم فقط "في حالات الضرورة القصوى" .
النهضة نيوز - رام الله