كورونا في ايطاليا

أخبار

لماذا سجلت إيطاليا ثاني أكثر معدل إصابات بفيروس كورونا في العالم؟

11 آذار 2020 19:08

اجتاح فيروس كورونا التاجي إيطاليا منذ أسابيع وقتل المئات من الأشخاص بالفعل حتى الآن، وقد أصبحت إيطاليا بذلك الدولة الأوروبية الأولى من حيث معدل تفشي الفيروس الخطير وثاني أكبر دولة على مستوى العالم بعد الصين التي ظهر فيها الفيروس لأول مرة .

اجتاح فيروس كورونا التاجي إيطاليا منذ أسابيع وقتل المئات من الأشخاص بالفعل حتى الآن، وقد أصبحت إيطاليا بذلك الدولة الأوروبية الأولى من حيث معدل تفشي الفيروس الخطير وثاني أكبر دولة على مستوى العالم بعد الصين التي ظهر فيها الفيروس لأول مرة .

وشهد يوم الاثنين الماضي وحده إصابة 1807 شخصا بالفيروس المعدي، ليصل العدد الإجمالي إلى 9172 شخصاً، حيث تم تأكيد حالات الإصابة بالفيروس في جميع المناطق الإيطالية العشرين، مما فع الحكومة الإيطالية إلى تمديد وتوسيع إجراءاتها الطارئة الخاصة بفيروس كورونا يوم الاثنين، التي تشمل قيود السفر وحظر التجمعات العامة، لتشمل جميع أنحاء البلاد بلا استثناء.

لكن السؤال المحير هنا، وخاصة مع وصول عدد الإصابة إلى قرابة الـ10 آلاف إصابة في غضون أسابيع قليلة، لماذا حصل ذلك في إيطاليا بالذات؟

• قد يكون فيروس كورونا قد تم تشخيصه منذ شهور دون الاعلان عنه

يعتقد الخبراء أن أحد الأسباب المحتملة لارتفاع معدل الإصابة بفيروس كورونا في إيطاليا هو أنه قد بدأ بالانتشار في البلاد حتى قبل أن يتم الاعلان عنه أو اكتشافه بشكل رسمي. وفي الواقع ، يقول مسؤولو الصحة أن العدوى ربما قد بدأت في التغلغل في البلاد منذ أواخر شهر يناير دون أن يتم اكتشافها، فقد تم تأكيد إصابة أن أول شخص في شمال إيطاليا، و الذي لم يذهب إلى الصين من قبل بتاريخ 21 فبراير .

وبحلول تلك المرحلة، أصاب الرجل البالغ من العمر 38 عاما زوجته والعديد من الأطباء والممرضات والمرضى في المستشفى حيث كان قد حضر إليها وكان يعاني من أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا قبل ثلاثة أيام من تشخيصه بالفيروس التاجي الجديد.

وهذا يجعل الخبراء يعتقدون أن الفيروس قد كان موجودا وينتشر في شمال إيطاليا منذ النصف الثاني من شهر يناير على الأقل.

صورة 2.jpg

 

• الشيخوخة السكانية

ارتفع يوم الاثنين عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا في إيطاليا إلى 463 حالة، وقد بلغ معدل الوفيات في البلاد حاليا 5 ٪، والذي هو أعلى من التقديرات في الدول الأخرى التي لم تتجاوز نسبة 3-4 ٪ .

والحقيقة هي أن أحد أسباب ارتفاع عدد القتلى في إيطاليا هو شيخوخة السكان في المناطق الأكثر تضررا و إصابة بالفيروس التاجي المعدي. حيث يوجد في البلاد أكبر عدد من السكان الذين يعانون من الشيخوخة في العالم بعد اليابان، كما أن معظم الذين ماتوا يعانون من مشكلات صحية سابقة بسبب التقدم في العمر.

كورونا ايطاليا
 

• هل يمكن إلقاء اللوم على الثقافة الاجتماعية الإيطالية ؟

وفقا للأستاذة ديلا جيوستا، قد يعزى الانتشار السريع لفيروس كورونا في إيطاليا إلى الطبيعة الاجتماعية للثقافة الإيطالية أيضاً.

حيث أن الإيطاليين يحبون عموما التنزه والتمتع بالهواء الطلق الرائع، ويلتقون ببعضهم البعض دائما، وغالبا ما تشمل تلك اللقاءات تفاعلات وأنشطة أكبر بكثير مما هو الحال في أجزاء أخرى من العالم.

وتقول الأستاذة ديلا جيوستا: " إن المساحة التي يتركها الأشخاص بين بعضهم البعض في إيطاليا أقصر بكثير مما هي عليه في المملكة المتحدة أو في أي مكان آخر في العالم".

صورة4.jpg
 

• عادة التقبيل عند إلقاء التحية

تضيف الأستاذة ديلا جيوستا: "هناك اتصال جسدي أعلى على أي حال حول البحر المتوسط ​​بين الناس في الهواء الطلق في هذا الوقت من العام أكثر مما هو الحال في أجزاء أخرى من أوروبا، حيث لا يزال الجو أكثر برودة قليلاً" .

• تجاهل سياسة الطوارئ

يعتقد الخبراء أن المشورة الصحية الحكومية والدولية بشأن فرض الحجر الصحي الذاتي والانعزال في المنزل ربما لم يتم الاهتمام بها أو إعارتها الانتباه الكافي عندما تم الإعلان عن إصابة الحالات الأولى في إيطاليا خلال الشهر الماضي.

كورونا...jpg
 

حيث تعتقد الأستاذة ديلا جيوستا أن الحركة بين المناطق لم تتوقف عندما تم إغلاق المدارس لأول مرة في المناطق الشمالية قبل بضعة أسابيع، ولم يتخذ الكثير من الناس تدابير الحجر الصحي الذاتي التي عممتها الحكومة عبر وسائل الإعلام الرسمية.

وعندما أغلقت المدارس في منطقة لومباردي، أخذ الكثير من الناس أطفالهم و توجهوا إلى قضاء الإجازة في بيوت العطلات في الجبال وعلى شاطئ البحر في المناطق الأخرى. فهم اعتقدوا بأن أطفالهم سيكونون أكثر أمانا في حال أخذوهم بعيدا عن المناطق المصابة، ولكن هذا السلوك قد كان ضارا للغاية وأدى إلى انتشار الفيروس إلى أماكن أخرى لم تكن مصابة من قبل.

النهضة نيوز