هل يصاب الأطفال بفيروس كورونا

علوم

رغم أنهم الأقل عرضة للاصابة به... الأطفال يحملون فيروس كورونا وينشرونه

14 آذار 2020 17:28

قال الخبراء إنه لأسباب غير معروفة نادرا ما يعاني الأطفال من أعراض حادة عند اصابتهم بفيروس كورونا التاجي الجديد وأنهم قد يكونون الفئة الأقل عرضة للإصابة بالفيروس في المقام الأول

قال الخبراء إنه لأسباب غير معروفة، نادرا ما يعاني الأطفال من أعراض حادة عند اصابتهم بفيروس كورونا التاجي الجديد، وأنهم قد يكونون الفئة الأقل عرضة للإصابة بالفيروس في المقام الأول.

ولكنهم أوضحوا أن هذا لا يعني بالتأكيد أن الأطفال الرضع والصغار وحتى المراهقين ليسوا حاملين للفيروس التاجي الجديد، الذي انتقل من الحيوانات إلى البشر في مدينة ووهان الواقعة وسط الصين في نهاية العام الماضي، والذي تحول لوباء عالمي سريع الانتشار ووصل إلى معظم دول العالم.

وحتى نهاية يوم أمس الجمعة ، كان هناك أكثر من 140.000 حالة مؤكدة في 124 دولة ، مع أكثر من 5000 حالة وفاة بسبب تفشي فيروس كورونا . حيث يقدر الخبراء أن العدد الحقيقي للمصابين، الذين غالبيتهم يعانون من أعراض خفيفة أو لم تظهر عليهم أي أعراض أعلى بكثير من الإحصائيات التي تم الإعلان عنها.

وقال الدكتور جاستين ليسلر، أخصائي الوبائيات في كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة: " إننا على علم بأن الأطفال معرضين للإصابة بالفيروس، ولكنهم لا يظهرون أعراضا حادة وليسوا معرضين لخطر الوفاة بسببه. ولكن ما نجهله حقا هو مدى قيام هؤلاء الأطفال الذين يعانون من أعراض بسيطة أو لم تظهر عليهم أي أعراض بنشر الفيروس الذي يحملونه بلا شك، وهذا هو المفتاح لفهم دورهم في تفشي الوباء".

و في دراسة أجريت في منتصف شهر فبراير على 44000 حالة مؤكدة في مدينة ووهان الصينية وحولها حيث بدأ الوباء في المقام الأول، شكلت الفئة العمرية من 10 إلى 19 عاما 1 % فقط من الإصابات وسجلت حالة وفاة واحدة بسبب الإصابة بالفيروس المعدي، وكانت هذه الحالة التي توفيت مصابة بمرض مزمن آخر. في حين شكل المرضى دون سن العاشرة نسبة أقل من 1% ، ولم يبلغوا عن أي وفيات.

وقالت سيسيل فيبود عالمة الأوبئة في مركز فوجارتي الدولي التابع للمعهد الوطني الأمريكي للصحة العامة: ​​"ما زلنا نحاول أن نفهم سبب نقص الحالات بين أولئك الذين تقل أعمارهم عن 20 عاماً. فهناك العديد من النظريات حول سبب كون الأطفال وخاصة الصغار منهم، أقل عرضة للإصابة بالأعراض الخطيرة من المرض".

كما و علقت شارون ناتشمان ، رئيسة قسم الأمراض المعدية للأطفال في مستشفى ستوني بروك للأطفال في ولاية نيويورك، قائلة: " يعاني الأطفال من الكثير من الأمراض في السنوات الأولى من حياتهم لدرجة أن أجهزتهم المناعية يتم ضبطها و تستجيب بشكل جيد للعدوى الجديدة. فمهما كان السبب، فإن مدى سهولة نقل الأطفال للمرض على الرغم من كونهم منيعين نسبيا تجاه المرض له صلة مباشرة بفكرة إغلاق المدارس ".

وحتى الآن ، قامت 29 دولة ، بما في ذلك أيرلندا و الصين و إيطاليا و بولندا و اليابان قد قاموا بتعليق الدراسة في جميع أنحاء البلاد ، مما أثر على ما يقرب من 400 مليون طفل حول العالم وفقا لمنظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة . في حين اتخذت 20 دولة أخرى تدابير جزئية فيما يتعلق بتعليق الدراسة.

كما وقد جادل البعض أن تعطيل الدوام الدراسي وإبقاء الأطفال في المدارس لا يستحق حقا الاضطراب الاجتماعي الذي تسبب فيه، وأن بقاؤهم في المنزل قد يعرض كبار السن للإصابة بالفيروس التاجي بشكل أكبر.

واقترح كيث نيل، الأستاذ الفخري لعلم الأوبئة والأمراض المعدية في جامعة نوتنغهام: " إن قرار تعطيل الدراسة قد يجعل الوباء أو القدرة على إدارة العواقب أسوأ. فهو قد يؤدي على سبيل المثال، إلى انخفاض عدد العاملين في مجال الرعاية الصحية، وزيادة في الأجداد الذين يرعون الأطفال، وهي فئة عمرية معرضة لخطر أكبر بكثير من غيرها للإصابة بالفيروس الجديد" .

بالنسبة لناتشمان، فهي تعتبر قرار سحب الأطفال من المدارس إجراء معقولا للغاية . حيث قالت في مقابلة صحافية: " لنفترض أن جميع الأطفال سيصابون بالعدوى، ولكن إذا مرروها إلى آبائهم وأقربائهم، فستكون على مدى فترة أطول من الوقت. و بدلاً من إصابة مائة شخص غداً، سيصاب عشرة مرضى خلال الأيام العشرة المقبلة، وهو ما يعني انخفاض عدد الأشخاص الذين يدخلون المستشفى دفعة واحدة".

النهضة نيوز