الحوثي.jpg

تقارير وحوارات

السفير اليمني في سوريا للنهضة نيوز: حماس والسعودية وقعوا بالحرج من مبادرة تبادل الأسرى

ميرنا عجيب

27 آذار 2020 18:04

أطلق زعيم حركة أنصار الله عبد الملك الحوثي بشكل مفاجئ مبادرة تقوم على استعداد الحركة الإفراج الأسرى السعوديين لديها مقابل افراج السعودية عن معتقلين من حركة حماس داخل السعودية ووضع الحوثي المبادرة في

أطلق زعيم حركة أنصار الله عبد الملك الحوثي بشكل مفاجئ مبادرة تقوم على استعداد الحركة اللافراج عن أسرى سعوديين لديها مقابل افراج السعودية عن معتقلين من حركة حماس داخل السعودية، ووضع الحوثي المبادرة في سياق تضامن اليمن مع الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية .

وفي هذا الشأن، أكد السفير اليمني في سوريا، نايف القانص، لـــ"النهضة نيوز"، أن" مبادرة السيد عبد الملك ومضمونها هو ارتباط متكامل بالقضية الجوهرية فلسطين، وتأكيد المؤكد بأن اليمن هو جزء من محور المقاومة والقضية الفلسطينية هي مرتكز هذا المحور".

مشيراً الى أن المبادرة بالدلالات هي ذات أبعاد سياسية وأبعاد نضالية، فعلى مستوى الابعاد السياسية هي فضحت "النظام السعودي" ، لانه في الوقت الذي اعتقل فيه عناصر من المقاومة تحت ذريعة أنها حركة إرهابية وبنفس الوقت، كان يتبنى مجاميع من هذه الحركة الإخوانية نفسهم ويدعمهم في القتال في اليمن" .

وعن توقيت طرح هذه المبادرة، قال القانص، "إن طرحها بعد ٦ سنوات من العدوان على اليمن   يثبت الانتصارات وفشل العدوان، وأن الجوهر الاساسي في المواجهة هي ليست ذات بعد محلي او كما يريدون تسويقها على أنها حرب داخلية في اليمن، فالقضية هي اكبر من ذلك، فالصراع هو صراع إقليمي ودولي كبير وجوهره الاساسي التآمر على وحدة الامة العربية والإسلامية ومحاولة طمس القضية الفلسطينية".

وتابع، تتزامن هذه المبادرة مع ما يسمي صفقة القرن التي يراد منها الالتفاف على القضية الفلسطينية، وهنا ايضا رسالة مهمة جدا بأن الجميع لن يتنازل عن هذه القضية وبقدر مايواجه اليمن من عدوان وتحديات وحصار، الا ان القضية الفلسطينية هي محور الارتكاز للمشروع اليمني بكامله، ومهما حاول اعداء الأمة طمس هذه القضية عبر فتح جبهات أخرى من اجل تحييد الصراع وايجاد عدو وهمي على حساب العدو الاساسي الذي هو الكيان الصهيوني".

القانص أكد أن "المبادرة وضعت النظام السعودي في موقف محرج جداً، فهو أمام خيارين لا ثالث لهما إما القبول بعرض المبادرة وهذا سوف سيضعه بموقف محرج مع الولايات المتحده الامريكيه والكيان الصهيوني، وأعتقد أن التعاطي معها سيسبب لها الكثير من الاشكاليات على المستوى الدولي والاقليمي وإحراجاً كامل حول ادعائاتها التي تقول بانها تدافع عن المشروع القومي في مواجهة المشروع "الفارسي" كما تدعي وهنا سوف تتكشف هذه الامور تماما.

وفي حالة الرفض لهذه المبادرة سوف تدخل المملكة في إشكالية كبيرة في الداخل مع الرأي العام السعودي وأسرة الطيار، وأسر باقي الضباط الأسرى، وتشكك باهتمام القيادة السعودية بأسراها وعناصر جيشها ما سيخلق شرخاً مزمناً، كما أنها سوف تحرج السعودية أمام حلفائها بشكل عام وما تدعيه بأنها الحامية "للمشروع السني"، وأنها تقود الدفاع عن الامة الاسلامية.

القانص، أشار الى "أن "القيادة السعودية تعمل حاليا عبر حلفائها من الداعمين للفكر الإخواني، أن ترمي بالكرة في ملعب حماس وهناك ضغط كبير على حماس من قبل تيار الأخوان المتواجد في السعودية بأن يأتي الرفض للمبادرة من قبلهم، حتى لا يتحقق نصر كبير لليمن وأنصار الله عبر رفض حماس العرض والمبادرة التي تقدم بها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي".

ولفت الى أن "تصريحات قادة حماس بقبول المبادرة لم يتطرقوا فيها صراحة الى ذكر اسم القائد عبد الملك الحوثي، مايدل على أنهم أيضا في موقف محرج ولكنهم حركوا القضية وسوف تذهب الامور للتفاعل الكبير من قبل الفصائل الفلسطينية والشارع الفلسطيني، بالتالي اذا ما ارتكبت حماس حماقة وسارت في ركب الأهداف السعودية مقابل صفقة ما فإنها ستخسر  نفسها على المستوى الفلسطيني".

وفي حديثه حول دخول العدوان السعودي على اليمن عامه السادس، والمتغيرات التي فرضها هذا العدوان، أكد القانص، أن " صمود خمس سنوات هو متغير كبير خاصة بعد أن كانت قوى العدوان قد حددت فترة قصيرة جدا بالأيام لتحقيق أهدافها بالوصول الى صنعاء، إلا أنه ومع كل عام تحدد هذه القوى أجندات جديدة تبوء بالفشل ومعها تزداد قوة الجيش اليمني واللجان الشغبية وقدراتهم العسكرية والدفاعية ".

مشدداً على أن الامور تتغير بشكل كبير وخارطة سيطرة الجيش واللجان الشعبية تتوسع أكثر واكثر، حيث استطاعوا مع انقضاء العام الخامس تحرير ٢٧ الف كيلو متر مربع،  وتأمين صنعاء ونهم والحدود المتاخمة لها، واليوم الجيش واللجان الشعبية على مشارف مأرب بينما الطرف الاخر يتلاشى وتنحصر جغرافيته في الجنوب الذي يقوم على تناقضات بين أطراف دعم العدوان وبدأت بعض المحافظات الجنوبية تعلن وقوفها في وجه العدوان وتحرير الارض من الاحتلال السعودي والإماراتي كما هو حاصل في المهرة.

وختم السفير، "اليوم أصبحت الدول تنظر الى اليمن كقوة استراتيجية لايمكن تجاهلها، وما دعوات الامم المتحدة لوقف القتال والحرب والدخول في تسوية إلا ذات دلالات بأن في اليمن قوة لا يستطيع التحالف ولا المجتمع الدولي تجاوزها وهذا الواقع فرضته المتغيرات على الارض وإنجازات الجيش واللجان الشعبية على مدار السنوات الخمس"".

 

النهضة نيوز-دمشق