كورونا في مصر

أخبار

مصر تطرد صحافية بريطانية-ألمانية بسبب تغطيتها لتفشي فيروس كورونا في البلاد

27 آذار 2020 20:52

أمرت السلطات المصرية الأسبوع الماضي الصحافية البريطانية-الألمانية روث ميشيلسون بمغادرة البلاد بعد أن استدعتها وكالة الاعتماد الحكومية بسبب تغطيتها لتفشي فيروس كورونا الجديد في البلاد.

أمرت السلطات المصرية الأسبوع الماضي الصحافية البريطانية-الألمانية روث ميشيلسون بمغادرة البلاد بعد أن استدعتها وكالة الاعتماد الحكومية بسبب تغطيتها لتفشي فيروس كورونا الجديد في البلاد.

وتحدث خدمات معلومات الدولة المصرية تقاريرها عن دراسة أشارت إلى وجود ما يصل إلى 19000 حالة إصابة بفيروس كورونا Covid-19 في مصر على الرغم من أن العدد الرسمي ظل أقل من 200 في ذلك الوقت.

كما وقامت وكالة DW الألمانية للأنباء بتغطية تلك الدراسة، والتي أشارت إلى أن الوباء لم يتم الإبلاغ عنه بشكل جاد وشفاف من قبل السلطات المصرية، وذلك من المرجح بسبب عدم قيام البلاد باختبار شامل للفيروس.

وقالت ميشيلسون، التي تعمل في وكالة DW: "إن قضية عدم اختبار عدد كاف من الأشخاص للحصول على فكرة واضحة عن حجم تفشي وباء فيروس كورونا ليست مشكلة حصرية لمصر. ولكن مصر في ردها على هذا التقرير قامت بتسييس هذه المشكلة وجعلتها قضية تتعلق بانتهاك حرية الصحافة في حين أنها كانت ببساطة قضية صحة عامة".

واتهمت السلطات المصرية الصحافية ميشيلسون بنشر الذعر، وهو ادعاء اعترفت به جماعات حرية الصحافة كمحاولة لقمع التقارير التي لا تؤكد صحة الرسائل الرسمية للحكومة.

فيما بعد قامت خدمات معلومات الدولة المصرية بسحب أوراق اعتمادها الصحفية، مما منعها فعلياً من العمل كصحافية داخل البلاد، كما وهددت السلطات بإلغاء أوراق اعتماد الصحفيين التابعين لوكالات أجنبية أخرى بسبب تغطيتهم للوباء، بما في ذلك صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

وقالت ميشيلسون: "لقد فهمت السفارة الألمانية، كوني مواطنة ألمانية أيضاً، أن هذا سيعرضني لخطر الاعتقال. حيث تم نقل الرسالة بعد ذلك إلى السفارة البريطانية بأنهم يريدون مني الخروج من البلاد بطريقة أو بأخرى. ثم رتبت السفارة الألمانية رحلة لي لأتمكن من مغادرة البلاد على وجه السرعة".

وعلى الرغم من البيئة المتوترة، كان لدى ميشيلسون رسالة تمكين لزملائها الصحفيين المتبقين في البلاد.

وقالت ميشيلسون في تغريدة لها عبر تويتر: " حتى الأسبوع الماضي، كنت أعيش في مصر منذ ما يقرب من ست سنوات. أنا أحب مصر واعتقد أن التغطية هناك ستبقى مهمة للغاية بالرغم من العوائق الكثيرة التي واجهتها. أتمنى كل القوة للعديد من الصحفيين المصريين والأجانب الممتازين الذين يواصلون المحاولة والعمل هناك".

وبدورها دعت جماعات حرية الصحافة مصر إلى إلغاء قرارها بطرد ميشيلسون وزيادة الشفافية حول كيفية تعامل الحكومة مع تفشي الفيروس التاجي الجديد.

وقال شريف منصور، منسق لجنة حماية الصحفيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "إن المعلومات الدقيقة حول تفشي فيروس كورونا COVID-19 ذات أهمية بالغة، فهي مسألة حياة أو موت بالنسبة للمصريين والشعوب في جميع أنحاء العالم، ولا ينبغي تزييفها أو إخفائها من أجل الراحة السياسية".

وأضاف: " يجب على السلطات المصرية السماح للصحافية روث ميشيلسون بالعودة إلى البلاد لمواصلة تقاريرها الحيوية، ويجب أن تسمح لكل من الصحفيين المحليين والأجانب بالعمل بحرية ودون خوف من الاعتقال أو المضايقة من قبل الجهات الرسمية الحكومية".

والجدير ذكره أن ميشيلسون ليست الصحافية الأجنبي الوحيدة التي طردت خلال السنوات الأخيرة بسبب تغطيتها لقضايا حساسة في مصر.

وفي عام 2018 طرد الصحفي البريطاني بيل تريو من مصر بعد إجراء مقابلة مع أقارب رجل توفي أثناء محاولته الوصول إلى الشواطئ الأوروبية على متن أحد قوارب الهجرة الغير شرعية .

لكن الصحفيين المصريين يواجهون في نهاية المطاف وطأة الحملة الإعلامية القاسية التي تشنها الحكومة، فهم دائماً يواجهون فرصة ضئيلة للفرار إلى بلد آخر . وغالبا ما يتم تغريم أو سجن الصحفيين المصريين الذين يرفضون الامتثال للقيود الحكومية المفروضة و المقيدة لحرية الإعلام والصحافة.

وفي شهر نوفمبر الماضي، داهمت الشرطة المصرية مكتب البوابة الإخبارية المستقلة "مدى مصر" في القاهرة، والتي كانت توفر تغطية مهمة للقضايا المحلية.

كما وصنفت منظمة مراسلون بلا حدود، حرية الصحافة مصر في المرتبة 163 من أصل 180 دولة على مستوى العالم، قائلة أن البلاد تعتبر واحدة من أكبر البلاد التي تعتقل الصحافيين في العالم.

النهضة نيوز