فحص فيروس كورونا

علوم

الفحص التقليدي ليس كافياً .. كورونا يبقى حياً في براز وبلغم المتعافين

31 آذار 2020 08:56

ينتشر الفيروس التاجي عادة عبر الجسيمات المحمولة جوا فعندما يسعل شخص مصاب أو يعطس يمكن أن تهبط تلك الجزيئات الفيروسية على أنف أو فم شخص آخر أو يتم استنشاقها ثم تصيب المضيف الجديد و تنتقل من شخص لآخر

ينتشر الفيروس التاجي عادة عبر الجسيمات المحمولة جوا، فعندما يسعل شخص مصاب أو يعطس، يمكن أن تهبط تلك الجزيئات الفيروسية على أنف أو فم شخص آخر أو يتم استنشاقها، ثم تصيب المضيف الجديد و تنتقل من شخص لآخر بنفس الطريقة.

لكن دراسة جديدة أشارت إلى أنه حتى بعد أن تظهر العينات المأخوذة من أنوف وحناجر المرضى سلبية ضمن اختبارات الكشف عن فيروس كورونا COVID-19 ، كان المرضى لا يزالون يتخلصون من الفيروس في عبر البلغم و البراز .

و قد كتب مؤلفو الدراسة : " إن هذه النتائج تثير القلق بشأن ما إذا كان المرضى الذين يتم تشخيصهم سلبيا بعد فحص عينات حناجرهم و أنوفهم يكونون حقا خاليين و تعافوا من الفيروس التاجي الجديد، أم أن هناك حاجة لأخذ عينات إضافية من أجسامهم ؟ " .

وبحسب الباحثين فإن المشكلة هي أن الوسيلة الوحيدة لتشخيص مريض فيروس كورونا حتى الآن هي اختبار العينات المأخوذة من الأنف و الحنجرة لفحص الشفرة الوراثية للفيروس، إذ أنه وبعد اختبارين متتاليين لتلك العينات التي تم جمعها بفارق 24 ساعة على الأقل و التي تظهر سلبية يقوم الأطباء باتخاذ قرار اخراج المرضى بفيروس كورونا COVID-19 من المستشفى و إعلان تعافيهم . لكن هذه الدراسة الجديدة تثير الشكوك حول ما إذا كان ذلك نهائيا بما يكفي.

فقد كان بعض المرضى الذين تم تشخيص حالتهم بأنهم قد تعافوا بعد اجراء الاختبارات و ظهورها سلبية ، و لكن تم اكتشاف وجود الفيروس بصيغته الحية في برازهم و بلغمهم فيما بعد.

و حللت هذه الدراسة الجديدة عينات مأخوذة من 133 مريضا مصابا بفيروس كورونا ، و الذين تم إدخالهم إلى مستشفى بكين ديتان في الصين في الفترة الواقعة ما بين 20 يناير و 27 فبراير. وحدد الباحثون 22 شخصا كان اختبارهم سلبيا بناء على العينات المأخوذة من الحنجرة و الأنف، و لكن عندما تم اختبار عينات البلغم و البراز الخاصة بهم أظهرت أنها كانت إيجابية.

كما و وجد الباحثون أن عينات البراز و البلغم المأخوذة من هؤلاء المرضى بقيت تظهر نتائج إيجابية لفيروس كورونا التاجي لمدة طويلة ، حيث أن البلغم كان يعطي نتائج إيجابية لمدة 39 يوما، في حين كان البراز يعطي نتائج إيجابية حتى 13 يوما، و ذلك بعد أن تم اختبارهم سلبيا من الفيروس عبر عينات الأنف و الحنجرة .

و وفقا للخبراء ، فإن بقاء الفيروس في جسم الإنسان بعد التعافي هو أمر طبيعي .  حيث يقول الدكتور ويليام شافنر ، أستاذ الطب الوقائي و الأمراض المعدية في كلية فاندربيلت الطبية : "لطالما علمنا أنه بالنسبة للعديد من الأمراض الفيروسية، لا يزال بإمكان المرضى إفراز الفيروس لفترة من الوقت بعد التعافي ، و لكن عادة ما تكون مستوياته منخفضة للغاية؛  فعلى الرغم من أن بلغم المريض أو برازه لا يزالان يظهران وجود الفيروس التاجي في جسم الشخص الذي تعافي من المرض ، فهذا لا يعني بالضرورة أن تلك الجسيمات قد تصيب الآخرين " .

و قالت الدكتورة ميغان كوفي ، وهي طبيبة الأمراض المعدية في مدينة نيويورك ، لصحيفة بيزنس إنسايدر : " إن السؤال المهم هو ما إذا كان هذا الفيروس الذي يخرج من المرضى قابلا للزراعة و إعادة الانتاج أم لا ؟ ، و هل هو شيء يمكن أن يتم تصنيعه في المختبر ؟ ، هل هو شيء نعتقد أنه يمكن أن ينتقل من شخص لآخر بهذه الحالة ؟ " .

و أضافت : " في بعض الأحيان تخرج الفيروسات بعد شفاء المريض على شكل جزيئات أو أحماض وراثية شبه ميته . و لا يمكننا اعتبارها فيروسا بحد ذاته يمكن أن يصيب الآخرين ".

و مع ذلك ، يشير مؤلفو الدراسة الجديدة إلى أن التشخيص بناء على أخذ عينات أنف و حنجرة المريض سيبقى أمرا محوريا في قرارات الطبيب حول ما إذا كان سيتم السماح للمريض بالخروج من المستشفى ، و ما إذا كانوا بحاجة إلى مواصلة العزل الذاتي،  و لكن إذا كان المريض لا يزال يتخلص من الفيروس عبر البراز و البلغم عندما يستأنف حياته الطبيعية ، فقد يشكل خطرا على الآخرين بلا شك .

  • هل يمكن أن ينتشر الفيروس من خلال البراز ؟

وجدت العديد من الدراسات جزيئات الفيروس في براز المصابين ، و كشفت دراسة أجريت على ثلاثة مرضى بالفيروس التاجي في سنغافورة أن الفيروس التاجي ظهر في برازهم ، كما أنه ظهر في عينات أخذت من أواني الحمام و المغاسل في غرفهم ، و التي ظهرت إيجابية بشكل مباشر فور فحصها .

و كشف باحثون من المركز الصيني لمكافحة الأمراض و الوقاية منها عن وجود جزيئات فيروسات قابلة للحياة في براز مرضى الفيروس التاجي الذين تعافوا و غادروا المستشفى .

لكن الدكتور شافنر قال أن وجود الفيروس في البراز من المحتمل أن يلعب دورا صغيرا للغاية في امكانية تفشي الفيروس بشكل أكبر مما هو عليه الآن في الولايات المتحدة الأمريكية . حيث قال: " لا أعتقد أنها ستكون مشكلة هنا ، فنحن نطهر المواد البرازية و فضلات المرضى بالمعنى الحرفي " .

لكن شافنر أضاف أن التواجد المستمر للجسيمات الفيروسية في البلغم هو ما يثير القلق بشكل أكبر وقال : " قد يساهم ذلك في كمية صغيرة من انتقال العدوى في المستشفيات ، حيث أن المرضى الذين يعانون من الحالات الشديدة يتجمعون بالقرب من بعضهم البعض و أحيانا ينفثون البلغم عن طريق الخطأ " .

 

النهضة نيوز - بيروت