أحدهم كان محتجزاً في غرفة مع بعض الجثث .. طبيب يصف الحجر الصحي بفنادق باستراليا

وصف الطبيب الذي يعالج المسافرين العائدين الذين أمروا بالعزل القسري في فندق في نيو ساوث ويلز في سدني بأستراليا الوضع بأنه "كارثة"، وأشار أن الناس في وضع أسوأ مما لو كانوا في السجن.

يعمل الدكتور بول فينلي في مطار سيدني لفحص الركاب القادمين للتأكد من خلوهم من فيروس كورونا Covid-19، بما في ذلك النساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من الخرف والذين يعانون من أمراض الصحة العقلية الشديدة.

وقال أن حكومات الولايات والحكومات الفيدرالية لم تستجب بشكل جيد للأزمة، حيث أضاف : "لا يوجد تنسيق بين الإدارات على نفس المستوى الحكومي. فتفاعل الدولة والحكومات المحلية غير متناسق على الإطلاق".

وقد أكد فينلي أنه بينما كانت غالبية حالات الإصابة بفيروس كورونا في أستراليا هي حالات مستوردة جاءت من الخارج، إلا أنه يجب السماح لعدد صغير من المسافرين العائدين الذين يتم نقلهم حالياً إلى الفنادق بغرض الحجر الصحي القسري بالعودة إلى منازلهم وحجر أنفسهم صحياً هناك لأسباب إنسانية.

وقال فينلي أن العاملين الصحيين يمكنهم الإبلاغ عن الأشخاص الضعفاء، مثل كبار السن أو الذين يعانون من مرض عقلي شديد، للإدارة الصحية الوطنية من أجل الحصول على أمر بإعفائهم من الحجر الصحي القسري لمدة 14 يوم في الفنادق، وإعادتهم لمنازلهم على وجه السرعة.

حيث كتاب مساء اليوم: "حتى اليوم أبلغتني وزارة الصحة أن كل شخص أبلغت عنه على أنه ضعيف حصل على إعفاء من الحجر الصحي بالفندق، واليوم علمت أنهم قد كذبوا علي، فهم لم يفعلوا ذلك من الأساس. إنهم لا يزالون جميعهم في غرف الفندق، وهم في وضع أسوأ مما لو كانوا في السجن. حيث أنه قد تم وضعهم في غرف صغيرة وضيقة مع نوافذ لا تفتح وبدون شرفة ولا يسمح لهم بمغادرة الغرفة واستنشاق الهواء الطلق أو حتى لممارسة التمارين الرياضية. كما أن بعض الفنادق لا تقوم بتنظيف الغرف لمدة أسبوعين ولا تقدم منتجات التنظيف للأشخاص المحجورين لتنظيف حماماتهم".

وأضاف فينلي أن أحد الأشخاص قيل له إنه يمكن أن يرسل له أحد أفراد الأسرة طردا غذائيا، حيث أرسل أحد أفراد الأسرة زجاجة نبيذ له ولكن الفندق قد صادرها.

ووصف أولئك الموجودين في الفنادق بأنهم "محتجزون"، قائلاً أن الكثير منهم لم يكن لديهم حتى مغسلة في غرفهم، وأن أحد فنادق هيلتون كان يتقاضى 20 دولارا مقابل خدمة الغسيل التي لا تغطيها الحكومة.

وسعى أحد المسافرين الضعفاء الذين أبلغ عنهم الدكتور فينليو للحصول على إعفاء طبي له من الإقامة في الفندق كان رجلاً نجاً من موت محقق بعد أن كان محتجزاً في غرفة مع بعض الجثث في الطابق الخامس بفندق في كاتماندو خلال الزلزال الذي ضرب نيبال عام 2015.

حيث قال فينلي: "من المفهوم أنه لم يكن يريد أن ينتهي به المطاف في فندق به نوافذ لا تفتحو بدن شرفة أو أي طريقة للخروج من الغرفة لممارسة الرياضة والشعور بحالة طبيعية. لقد كان لديه مخاوف شديدة على صحته العقلية ووافقت على الإبلاغ عن حاجته للعودة إلى المنزل. وعلى الرغم من أنني أبلغت عن قضيته عدة مرات إلى وزارة الصحة والإدارة الصحي الوطنية، لكن لا أحد منهم تواصل معي أو اتخذ أي إجراء بهذا الشأن".

اكتشفت امرأة أخرى مصابة بأعراض خفيفة من الفيروس أنها حامل في الأسبوع الخامس عشر تقريباً، وبسبب وجودها في جزيرة نائية قبل عودتها إلى أستراليا، لم تجر حتى الآن الفحص الطبي الذي يجري ما قبل الولادة، بالإضافة إلى أن هذا هو الحمل الأول لها.

وقال فينلي: "إنها تعمل في خدمة الطوارئ، وقد كانت قلقة للغاية من عدم إجراء أي فحص قبل الولادة حتى نهاية أربعة أسابيع أخرى. حيث أبلغتني أنها تحدثت إلى الطبيب في الفندق وأنه لا يسمح لها بالخروج من غرفتها حتى تتمكن من إجراء فحص ما قبل الولادة ".

كما وشارك فينلي مخاوفه بشأن الوافدين الآخرين الذين تم عزلهم في الحجر الصحي، بما في ذلك امرأة لديها طفل حديث الولادة، والذي قال بأنها معرضة بشكل كبير لخطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، بالإضافة إلى وجود زوجين كبيري السن حيث يعاني الزوج من الخرف الشديد.

تم الاتصال بشرطة نيو ساوث ويلز وفندق هيلتون للتعليق على الأمر. وفي بيان صدر لاحقا عن إدارة الصحة الوطنية في نيو ساوث ويلز، أكد على أن نظام الصحة بالولاية يتضمن أحكاماً تمكن المرضى من الحصول على اعفاءات من الحجر الصحي الإجباري. و لكن الإدارة لم تجب عن الأسئلة حول ماهية وعدد الإعفاءات التي يمكن منحها، حيث اكتفى البيان بالقول أن وزير الصحة الأسترالي قد فوض سلطة منح الإعفاءات لهيئة من الأطباء المتخصصين وذوي الخبرة.