استقال مسؤول البحرية الأمريكية بالإنابة، السيد توماس موديلي ليلة أمس الثلاثاء بعد أن واجه ردود فعل متصاعدة بشأن طريقة تعامله مع مسألة حاملة الطائرات الأمريكية، و لسخريته من قائدها الذي قام بإرسال رسالة طلب فيها المساعدة العاجلة بعد إصابة أكثر من 100 بحار على متنها بفيروس كورونا التاجي المستجد Covid-19.
وبحسب مجلة "إنديا توداي" فقد سلطت استقالة موديلي الضوء على الجهود التي يبذلها الجيش الأمريكي لتلبية الأولويات و مواجهة التحديات المتزايدة خلال هذه الأزمة، و أكدت أن الإدارة العليا للجيش مستعدة للقتال و حماية الجنود أثناء هذه الجائحة الفيروسية العالمية.
وأشارت المجلة إلى أن الأزمة الأخيرة قد عمقت و زادت حلقة الاضطرابات الموجودة في قيادة البحرية الأمريكية، حيث تم فصل آخر مسؤول للبحرية في شهر نوفمبر الماضي بدعم مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، و ذلك بسبب سوء إدارته لأزمة ارتكاب بعض الجنود التابعين لها لسوء السلوك في ساحة المعركة.
وحول استقالة موديلي قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر في تغريدة نشرها الليلة الماضية عبر موقع تويتر: إن "أكبر مسؤول مدني في البحرية الأمريكية قد قدم استقالته طواعية، و إن الرئيس دونالد ترامب قد قبلها مباشرة واصفا ما قام به موديلي بأنه " تصرف غير أناني و مسؤول "، مضيفا: إن " الأمر برمته كان مؤسفا للغاية ".
جدير بالذكر أن استقالة موديلي حدثت فقط بعد تصاعد الضغط من قبل الكونغرس الأمريكي و ردود الفعل العنيفة من قبل طاقم السفينة، و قد حصلت مباشرة بعد أن صرح ترامب يوم الاثنين أنه سيتدخل بنفسه في الأمر، بالإضافة إلى وصفه للكابتن كوزير بأنه كان رجلا جيدا و مخلصا في عمله. في حين قال إسبير: " لقد أطلعت الرئيس ترامب على محادثتي مع السيد موديلي، حيث عين الرئيس السيد جيم ماكفيرسون كمسؤول للبحرية بالإنابة بدلا من موديلي.
و في مذكرة للبحارة، قال موديلي: إنه "تولى مسؤولية الأحداث خلال الأيام القليلة الماضية. و أن الأمر لا يقتصر على الصواريخ فحسب، بل يمكن للكلمات أن تفعل الكثير أيضا، مضيفا: " يجب علينا أن نكون حريصين على كيفية و توقيت استخدامها جيدا، إنه خطئي و أنا مدين لكم بذلك، و لهذا فقد قدمت استقالتي ".
و وصولا إلى نهاية يوم أمس الثلاثاء، تم تشخيص إصابة 230 بحارا من طاقم حاملة الطائرات الأمريكية ثيودور روزفلت بفيروس كورونا التاجي المستجد Covid-19، و قد قال مسؤولو البحرية إنه "قد تم تشخيص عدة حالات إصابة في العديد من السفن الأخرى.
وكان مسؤول البحرية الأمريكية بالنيابة قدم اعتذاره أمس عن وصف قائد حاملة الطائرات الأمريكية USS Theodore Roosevelt بأنه "ساذج أو غبي"، مدعيا سوء قيادته، و ذلك وسط دعوات متزايدة من الكونغرس و الضباط السابقين لإقالته وبعد فترة وجيزة من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين أنه سيتدخل لحل الوضع المتأزم في البنتاغون، حيث ألمح إلى أنه قد يعيد تعيين الكابتن بريت كروزير لقيادة حاملة الطائرات التي كان يقودها.
وبحسب صحيفة الغارديان الأسترالية التي أوردت المقال كتب السيد توماس موديلي مساء الإثنين: " دعوني أكن واضحا، لا أعتقد أن الكابتن بريت كروزير ساذج و لا غبي، فأنا أعتقد الآن و كما كنت دائما أعتقد بأنه عكس ذلك تماما. و لهذا أنا أعتذر عن أي لبس قد سببه سوء اختياري للكلمات. كما أود أن أعتذر مباشرة للكابتن كروزير و عائلته و لطاقمه بالكامل عن أي ألم قد تسببت به تصريحاتي السابقة".