منظمة أوبك

أخبار

التحديات أمامها كبيرة.. هل تنجح "أوبك" بإبرام صفقة لرفع أسعار النفط؟

9 نيسان 2020 15:32

ستعقد الدول العالمية الكبرى المنتجة للنفط اجتماعا عبر الفيديو مساء اليوم الخميس في محاولة لاستعادة التوازن لأسعار النفط التي انهارت منذ أكثر من أسبوع وبحسب صحيفة ذا ويك التي أوردت المقال إنه من ا

ستعقد الدول العالمية الكبرى المنتجة للنفط اجتماعا عبر الفيديو مساء اليوم الخميس، في محاولة لاستعادة التوازن لأسعار النفط التي انهارت منذ أكثر من أسبوع.
وبحسب صحيفة ذا ويك التي أوردت المقال: إنه "من المقرر أن تبدأ مجموعة أوبك بلس، التي تضم أعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) مثل المملكة العربية السعودية، و كذلك الدول غير الأعضاء بما في ذلك روسيا، المحادثات في تمام الساعة الثانية مساءً بتوقيت المملكة المتحدة. و على الرغم من أنه عادة ما يعقد مثل هذا الاجتماع في فيينا، المقر الرئيسي للمنظمة، لكن جائحة فيروس كورونا التاجي حالت دون عقده كما جرت العادة، حيث سيعقد عبر تقنية البث عن طريق الفيديو عبر الانترنت".
و الجدير بالذكر أن المخاطر كبيرة، حيث يأمل منتجو النفط، سواء أكانوا دولا أم شركات، أن يتم الإعلان عن نجاح صفقة و الخروج بنتائج إيجابية من هذا الاجتماع المنتظر، و الذي سيعمل على خفض الإنتاج النفطي على مستوى العالم، مما سيقلل العرض، و بالتالي سيرفع الأسعار.
وفي حين أن المملكة العربية السعودية و روسيا، هما من أكبر ثلاثة منتجين للنفط في العالم، فإن الدولة الثالثة الكبرى و هي الولايات المتحدة لن تنضم للاجتماع. بالإضافة إلى كونها ليست عضوا في مجموعة أوبك بلس، لأن المجموعة وجدت للتقييد و التحكم في السوق، و هو ما يتعارض مع مبادئ السوق الحرة الأمريكية.
تعمل مجموعة أوبك بلس من خلال التحكم في الإنتاج، لكن واشنطن تفتقر إلى الحق القانوني في إغلاق شركة أمريكية أو الحد من إنتاجها. حيث تقول مجلة فوربس إنه "في حال جربت الحكومة الأمريكية القيام بذلك ، فسيتم الطعن في قرارها من قبل شركات النفط الأمريكية في المحكمة الفيدرالية".
و على الرغم من أن هذه الدول الثلاث الكبرى تريد رفع أسعار النفط و خفض الانتاج، إلا أنها لا يمكنهما الموافقة على ذلك. و السبب ببساطة هو لأن روسيا غير راضية عن ظروف السوق الحالية، فشركات النفط الخاصة في أمريكا الشمالية، و التي تنتج الصخر الزيتي، ستستفيد من الأسعار المرتفعة التي يحافظ عليها أعضاء أوبك بلس بخفض إنتاجهم، دون الاضطرار إلى خفض الإنتاج من جانبهم.
وبهذه الطريقة أصبحت الولايات المتحدة مؤخرا تمتلك مثل هذه الحصة الكبيرة من سوق النفط العالمية. عندما رفضت روسيا الاستمرار في تقديم المزيد من التضحيات لدعم الأسعار بينما تستفيد الولايات المتحدة من ذلك، مما أدى في نهاية الأمر إلى اندلاع حرب أسعار النفط الحالية.
و لكن في حقيقة الأمر، حتى سوق إنتاج النفط الأمريكي قد تضرر أيضا في الفترة الأخيرة، حيث قالت صحيفة واشنطن بوست: " تتوقع إدارة معلومات الطاقة خلال هذا الأسبوع أنه بحلول فصل الصيف، ستصبح الولايات المتحدة مرة أخرى مستوردا أساسيا للنفط، حيث تتقلص عقود الإنتاج المحلية و الأسواق الخارجية ".
أما موسكو فتأمل من الولايات المتحدة الأمريكية التزاما طويل الأمد بأنها ستوقف الاستغلال الحر لارتفاع أسعار النفط الخام، معتبرة من وجهة نظرها أن التراجع الحالي في إنتاج النفط الأمريكي ليس كافيا.
حيث قال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السيد ديمتري بيسكوف للصحفيين في العاصمة الروسية أمس الأربعاء: " هذه أنواع مختلفة تماما من التخفيضات. فهي تقارن إجمالي التخفيض في الطلب مع التخفيضات التي تهدف إلى استقرار الأسواق العالمية، إنه مثل مقارنة التفاح و البرتقال، هناك فرق كبير بالتأكيد.! ".
و مع ذلك، في حين أن مجموعة أوبك بلس يمكن أن تؤذي الشركات الأمريكية الخاصة على المدى القصير، إلا أنها لا تستطيع القضاء على الصناعة بالكامل. فببساطة عندما ترتفع الأسعار من جديد فإن صناعة إنتاج الصخر الزيتي الأمريكي ستتعافى. 
كريستوف روهل الكاتب في وكالة بلومبرج: كتب في مقال: "إذا كانت استراتيجية موسكو أو الرياض هي قتل صناعة النفط الأمريكية، فمن شبه المؤكد أنها كانت ستفشل. حيث يزدهر التمويل الأمريكي على مثل هذا الاضطراب. فحتى الآن، سيتم تحجيم الأصول الصخرية و النفطية الأمريكية، و إعادة هيكلة الديون، و ستتدفق الهيدروكربونات، و ربما بتكلفة أعلى للبرميل. كما و قد تتغير مصادر التمويل. فالتكنولوجيا كفيلة بتغيير كل شيء".
وقد يكون انخفاض أسعار النفط مفيدا للاقتصاد العالمي، لأنه يسعى للتعافي من الآثار الكارثية التي يسببها الركود الذي تسببه جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد Covid-19، و لكن العكس هو الحال بالنسبة لاقتصاد كل من روسيا والمملكة العربية السعودية، اللتين تعتمدان بشكل كبير على صناعاتهما النفطية. وعلى هذا النحو، من المرجح أن يتوصلوا إلى اتفاق قريبا، و قد يكون ذلك مساء اليوم.
فبحسب وكالة رويترز للأنباء: " إن آمال الاجتماع ارتفعت بعد أن أشارت تقارير إعلامية إلى أن روسيا مستعدة لخفض إنتاجها بمقدار 1.6 مليون برميل يوميا، في حين قال وزير الطاقة الجزائري: إنه "يتوقع أن يكون الاجتماع مثمرا أيضا"، مشيرا إلى أن العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي قد ارتفعت بما يصل إلى 0.6 بالمئة هذا الصباح وفقا للأخبار الاقتصادية ".

النهضة نيوز