أحدث أشخاص مجهولين ثلاث ثغرات في السياج الفاصل بين لبنان وإسرائيل

تقارير وحوارات

تبادل الرسائل بين حزب الله و"إسرائيل" في زمن كورونا.. الإعلام العبري: "شوفوا حذرناكم"

فريق التحرير

19 نيسان 2020 18:15

لم تنته تداعيات قصف الاحتلال الإسرائيلي لسيارة تابعة لحزب الله قرب الحدود السورية اللبنانية ما تبع ذلك من حدث اختراق السياج الحدودي قرب مستوطنة كريات شموني إذ يرى كثير من المتابعين أن ما حدث هو تباد

لم تنته تداعيات قصف الاحتلال الإسرائيلي لسيارة تابعة لحزب الله قرب الحدود السورية اللبنانية، وما تبع ذلك من حدث اختراق السياج الحدودي قرب مستوطنة كريات شموني، إذ يرى كثير من المتابعين أن ما حدث هو تبادل للرسائل حول قدرة الردع وامكانيات التهديد التي تمتلكها كل الأطراف.

وكان الجيش الاسرائيلي قد قصف سيارة يستقلها عناصر من حزب الله بعد مغادرتهم لها، وقد قدر المراقبون أن الاحتلال تعمد تجنب وقوع خسائر بشرية، وكان يستهدف المعدات التي كان ينقلها جنود حزب الله، الذين أظهر مقطع مصور اخلائهم لكافة محتويات السيارة قبل قصفها، وبعدها بيومين، سجل جيش الاحتلال الاسرائيلي حدثاً أمنياً وُصف بـ "الخطير" عقب قيام أشخاص مجهولين بقص السياج الفاصل من ثلاث مناطق متباعدة، الأمر الذي اعتبر رسالة اقتدار من حزب الله، الذي لم يعلن عن الحدث، ولم يعلق مسؤولوه عليه أيضاً.

حدث قص السياج الفاصل الذي اعتبر صغيراً من الناحية التكتيكية وكبيراً في الدلالات، حاز مساحة واسعة في الصحافة العبرية، حيث وجد روني دانيال وهو محلل سياسي في القناة العبرية 12 أن فيروس كورونا لم يمنع حزب الله من مواصلة عمله، ونصح كل شخص يعتقد أن التحديات الأمنية قد توقفت مؤقتاً مع الانشغال بالجائحة التاجية، أن يراجع تفكيره مرة أخرى.

وأضاف دانيال: "جميع المعضلات والتهديدات الأمنية  - التعسفية والقابلة للحياة - صحيحة في الفضاء الإيراني وفي المنظمات العصابية - بما في ذلك حزب الله وسوريا ولبنان. وقد حصلنا هذا الأسبوع على إشارة لهذا المعنى والفهم".

وتابع المحلل السياسي محاولاً توصيف الرسائل من حادثة قصف سيارة حزب الله وما تبعه من  قص السياج، بالقول: "يبدو أن هذا الحدث مرتبط بنفس الكفاح طويل الأمد (لإسرائيل) - ودون تحمل المسؤولية - ضد تسليح حزب الله بمساعدات والنقل الإيرانية".

وتحدث دانيال عن المقطع المصور الذي انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي لاستهداف سيارة حزب الله وقال: "االموضوع هو أن القصة أكبر قليلاً من ذلك  ، على افتراض أن (إسرائيل) هي التي تقف وراء الهجوم، الفيلم القادم من لبنان يظهر 4 أشخاص يفرون من سيارة الجيب ، ويعودون لاستعادة المعدات التي تركوها أثناء الهروب ، وبعد ذلك مباشرة ،فجرت سيارة الجيب بالكامل، ولو كان هناك أحد داخل السيارة وقت القصف لكان في عداد الموتى".

 

فماذا كان هنا؟

يشير الخبير الاسرائيلي أن القصف هو رسالة لحزب الله بأن (إسرائيل) تتابع تسليحه حتى في ظل تفشي كورونا، وتعلم ما يعده ولا تريد التسبب بخسائر بشرية.

يشرح دانيال: " عمليا ما حدث هو أنه ، وفقا لمصادر أجنبية ، أطلقت طائرة بدون طيار صاروخًا ، والذي كان على ما يبدو صاروخًا تحذيريًا ، سمح لركاب الجيب بالفرار ، ثم صاروخ آخر ، أصاب الجيب ودمره ، أنهى القصة.

ويستغل المحلل السياسي الاسرائيلي الحدث بالتفاخر بقدرات جيش الاحتلال الاستخبارية في متابعة تحركات عناصر حزب الله الذين يتنقلون بين سوريا ولبنان، قائلاً: تمتلك اسرائيل معلومات استخباراتية دقيقة للغاية وقدرة على الفتك منذ لحظة تحديد المخابرات للسيارة ومن يقودها".

يضيف دانيال مهدداً: "هذه إشارة إسرائيلية إلى حزب الله ، والتي تقول بشكل أساسي: "حتى داخل وباء كورونا ، تعمل أجهزة الاستخبارات وتعمل على تحديد هويتها. نحن على دراية بجهودكم لمواصلة تسليح أنفسنا - شوفوا حذرناكم".

وتفرد القناة العبرية 12 مساحة أوسع في الحديث عن تداعيات اختراق عناصر حزب الله للسياج دون تنبه قوات مراقبة الحدود لذلك، وتعلق في تقرير نشرته على موقعها اليوم الأحد أن هناك اشارة من حزب الله وصلت لإسرائيل أيضاً، تفيد بأن مقاتلي الحزب يمتلكون الجرأة والمرونة على الفعل والتسبب بأذى بشري في النقطة التي تحسبها "إسرائيل" آمنة.

يعلق دانيال: "كانت إشارة من حزب الله (للكيان): "نحن أيضًا - داخل كورونا - نحافظ على قدرتنا ولن نتردد في العمل".

ويتساءل  الخبير الاسرائيلي بالقول: " إذا استطاع حـزب الله الوصول إلى السياج ، ففتح شرخًا كبيرًا ، ما الذي فصله عن دخول مستوطنة أو أخرى؟ على الجانب الإسرائيلي ، لم يلاحظوا عملية التمزق ، حتى يتمكن مقاتلي حـزب الله ، من حيث المبدأ ، من اجتياز السياج والوصول إلى أحد المستوطنات.

 

 

النهضة نيوز - بيروت